عجلون: توزيع الأحطاب بالمجان يحرم “مافيات التحطيب” من الاتجار بها

في مثل هذه الأوقات من كل عام، عادة ما تنشط مافيات التحطيب في محافظة عجلون، إذ تجد اقتراب الشتاء فرصة للاتجار بالحطب وبيعه داخل وخارج المحافظة، بأسعار مرتفعة لتزايد الطلب عليه لغايات التدفئة عن طريق المواقد.

وفي المقابل، وفي خطوة ذكية، أعلنت عنها وزارة الزراعة، وستبدأ بتنفيذها منتصف الشهر المقبل، وتتمثل بتوزيع مئات الأطنان المتجمعة من الأحطاب في محطة حراج اشتفينا على الأسر الفقيرة في المحافظة، ما سيسهم، وفق ناشطين، بخفض التعدي على الغابات في المحافظة، ويحد من شهية مافيات التحطيب.

وتجمعت كميات الأحطاب من مخلفات المشاريع وفتح الطرق وتقليم الغابات، إضافة إلى بعض المصادرات التي ضبطت، جراء تعديات المافيات.

وعادة ما تبدأ الأسر الفقيرة بمحافظة عجلون، في مثل هذا الوقت من كل عام، بجمع ما يستطيعون إيجاده من أحطاب جافة، للاستعانة بها وسيلة رئيسية للتدفئة بمواقد الحطب، لمواجهة البرد، في ظل عجزهم عن شراء الوقود، ليأتي هذا الإجراء لمساعدتهم.

ويقول مواطنون، إنهم يحاولون جمع كل ما يجدونه من أحطاب يابسة بين الغابات، وأشياء يمكن إشعالها في مواجهة برودة الطقس، في ظل عجزهم عن شراء وقود التدفئة، مؤكدين أن أي أسرة تحتاج إلى 5 دنانير يوميا كحد أدنى لأغراض التدفئة طيلة موسم الشتاء، وهو ما تعجز عنه معظم الأسر الفقيرة التي لا تجد قوت يومها، فيما يستعين آخرون بمادة الجفت، الأقل سعرا للتدفئة.

ويرى الناشط بدر الصمادي، أن توزيع الأحطاب المتجمعة في محطات الحراج لدى مديرية زراعة المحافظة على الأسر الفقيرة، سيحد من التعدي على الغابات، ويقلل من شهية مافيات التحطيب التي تبيعها بأسعار مرتفعة.

وطالب بأن يقتصر توزيع الأحطاب المتجمعة، والناتجة عن الضبوطات والمصادرات، أو تنفيذ المشاريع وفتح الطرق، على أبناء المحافظة، لاسيما الأسر الفقيرة.

وأكد الناشط البيئي علي القضاة، أن استفادة أهالي المحافظة والفقراء من هذه الأحطاب أو شراءها بأسعار مناسبة، سيسهم بالمساعدة في تزويدهم خلال الشتاء بمصدر تدفئة، كما سيحد من ارتفاع أسعار الحطب، الذي يشجع المافيات، ويزيد من طمع أفرادها، وبالتالي ارتفاع حالات التعدي على الثروة الحرجية.

ويقول حسين الخطاطبة، إن الأسر الفقيرة تبدأ في مثل هذه الأوقات من السنة في المحافظة، بجمع ما يستطيعون إيجاده من أحطاب جافة للاستعانة بها في التدفئة عن طريق مواقد الحطب في الشتاء، خصوصا في ظل عجزهم عن شراء الوقود.

وزاد، أن كثيرا من السكان، ينشطون بالبحث عن الأحطاب والأخشاب اليابسة لاستخدامها للتدفئة، مؤكدا أنها تشكل لهم وسيلة وحيدة في ظل عدم قدرتهم المادية على شراء أنواع الوقود المستخدمة في التدفئة.

ودعا أحد المنتفعين من صندوق المعونة عبدالرحمن إبراهيم، إلى ضرورة أن تستمر مديرية زراعة المحافظة بتوزيع كميات الأحطاب التي تجري مصادرتها وجمعها والتحفظ عليها في محطات الحراج لفقراء المحافظة، التي لا تجد وسيلة تدفئة خلال الشتاء.

وزاد أن توزيع الكميات المصادرة لأهالي المحافظة، وتوزيع بعضها للفقراء، سيحد من حالات التعدي، ومن شهية مافيات التحطيب التي تبيع الطن الواحد بنحو 150 دينارا لتلك الأسر.

ويقول مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، إن حالات التعدي على الغابات انخفضت بشكل ملحوظ العامين الماضي والحالي مقارنة بالأعوام السابقة، متوقعا بأن تسهم عملية توزيع الأحطاب المتجمعة بخفض التعديات بشكل لافت.

وبين أنه يتم منح مئات رخص استثمار لمواطنين لاستصلاح أراضيهم وإزالة بعض الأشجار الحرجية، وكذلك لغايات المشاريع والاستثمار وفتح الطرق وغيرها، ما يؤدي لتجمع كميات كبيرة لدى الزراعة، لافتا إلى أنه يوجد في محطة حراج اشتفينا حاليا زهاء 300 طن من الأحطاب.
وأشار إلى أنه جرى تحرير 23 ضبطا منذ بداية العام الحالي لمعتدين على الحراج، ما يؤكد أن هناك تراجعا واضحا في الاعتداءات على الثروة الحرجية، جراء أعمال المتابعة والتفتيش الميداني، بالتعاون مع الشركاء وهم الأجهزة الأمنية والإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة.
وزاد الخالدي أن توزيع الأحطاب جاء بعد موافقة الحكومة على توزيعها على المجتمع المحلي الذي ساند جهود كوادر الحراج ضمن الفترة الماضية في المحافظة، على الغابات من التعديات والحرائق وفق آلية شفافة.

وقال إنه سيجري توزيع تلك الكميات اعتبارا من منتصف الشهر المقبل من محطة حراج اشتفينا حيث مستودع الحطب، لافتا إلى تشكيل لجنة من المحافظة والزراعة والتنمية الاجتماعية، للتوزيع على الأسر الفقيرة والمحتاجة المستفيدة من صندوق المعونة.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطة وزارة الزراعة بتعميق دور المجتمع المحلي في حماية الغابات وعدم السماح ببيع الأحطاب ونقلها.
وكان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، صرح في وقت سابق خلال زيارته إلى المحافظة، أن الوزارة لن تسمح بنقل الأحطاب خارج المحافظة، لتقتصر الاستفادة منها على أبناء المنطقة، وذلك من أجل تحقيق علاقة إيجابية بين الجوار والغابة.

 

عامر  الخطاطبه/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة