عجلون.. توقع انخفاض إنتاج الزيتون بمقدار الربع وارتفاع أسعار الزيت

عجلون- في ظل التقديرات التي أعلنت عنها مؤخرا مديرية زراعة عجلون، لكميات إنتاج ثمار الزيتون المتوقعة للموسم الحالي، والتي من المرجح أن تنخفض بمقدار الربع مقارنة بإنتاج العام الماضي، يتوقع معنيون أن تشهد أسعار الزيت ارتفاعا طفيفا بحيث يتراوح سعر الصفيحة ما بين 110 و120 دينارا مقارنة بـ100 و110 العام الماضي، وكذلك ترجيح ارتفاع أسعار الثمار المخصصة للكبيس لتتراوح بين 125 و150 قرشا للكيلو.
ووفق تقديرات مديرية زراعة المحافظة، فإن كمية الإنتاج المتوقعة من ثمار الزيتون للعام الحالي تقدر بنحو 32 ألف طن، موزعة على لواء قصبة عجلون بواقع 17 ألف طن، ولواء كفرنجة بواقع 15 ألف طن، بحيث يذهب منها نحو 28 ألف طن للعصير، و4 آلاف طن للكبيس، وذلك مقارنة بإنتاج 44 ألف طن في المحافظة الموسم الماضي.
ويؤكد أصحاب مزارع زيتون في المحافظة، أن إنتاج ثمار الزيتون لهذا العام واضح أنه سينخفض بنسبة كبيرة، كما أن الثمار في أغلبها ضعيفة، وذلك لتراجع الموسم المطري الفائت وموجات الحرارة التي شهدتها المحافظة خلال أشهر الصيف وبدء نضوج الثمار، ما سينعكس سلبا على كميات إنتاج الزيت.
وأكد المزارع حمزة عنانبة، أن كميات الإنتاج، ومن خلال مشاهداته للأشجار التي كان يرعاها ويقطف ثمارها بمواسم سابقة مقابل حصة من أصحابها، تبدو هذا الموسم وكأنها من دون ثمار، إلا بعض الأشجار التي تعاني ثمارها من الضعف، لافتا إلى أن قطف ثمار الزيتون المبكر هذا العام سيساهم أيضا في انخفاض نسبة انتاج الزيت.
وأوضح أن الوقت الأنسب للقطف هو منتصف الشهر المقبل، بحيث تكون ثمار الزيتون قد ظهرت عليها علامات النضوج بشكل جيد وبذلك تزيد كمية الزيت المستخرج. وأضاف عنانبة، أن انخفاض نسبة إنتاج زيت الزيتون لهذا العام سيسهم بالتأكيد في ارتفاع أسعار الزيت، مؤكدا أن سعر صفيحة الزيت سعة 16 كلغم تجاوز العام الماضي مبلغ 100 دينار، ما يؤكد أن الأسعار مرشحة لمزيد من الارتفاع بسبب قلة الإنتاج لهذا العام.
تأثر أشجار الزيتون البعلية
وبحسب المزارع حسين الخطاطبة، فإن أشجار الزيتون البعلية تأثرت كثيرا هذا الموسم بسبب تراجع المعدلات المطرية إلى أقل من النصف، كما أن الأشجار المروية تأثرت هي الأخرى بسبب تراجع الحصص المائية جراء جفاف العيون والأودية وعدم تمكن أصحابها من ريها أثناء أشهر الصيف، داعيا المزارعين إلى ضرورة تأخير قطف ثمار الزيتون إلى حين ظهور علامات النضوج الكاملة، مبينا أنه كلما تأخر القطف زاد إنتاج الزيت.
أما المزارع أحمد الغزو، فيقول إن موسم الزيتون في المحافظة له أهمية خاصة، حيث ينتظره العديد من أبناء المحافظة وأصحاب المزارع، كونه يشكل مصدر رزق لهم ولأسرهم، الأمر الذي يستدعي من الجهات المعنية مراقبة المعاصر والتأكد من جاهزيتها الفنية لإنتاج كميات جيدة من الزيت، وعدم التهاون مع أصحاب المعاصر المخالفة التي قد تتسبب بالتلوث نتيجة تراكم الجفت والزيبار.
ويقول المزارع محمد فريحات إن شجرة الزيتون أصبحت تعاني من تراجع الإنتاج بسبب الآفات الزراعية والأمراض واليباس في الأغصان والجفاف نتيجة قلة الأمطار والانعكاسات السلبية للانحباس الحراري والتغيرات المناخية على إنتاج الزيتون.
ودعا الجهات المعنية إلى إعطاء هذه الشجرة أهمية خاصة من خلال تكثيف عمليات الإرشاد الزراعي للتعرف على ما تتعرض له الشجرة لأنها تحتاج إلى عناية كبيرة، مؤكدا أهمية زيادة مخصصات مشاريع الحصاد المائي كالآبار والبرك لاستغلالها في ري الأشجار من خلال المشاريع التي تمنحها وزارة الزراعة.
ويرى المهندس الزراعي ماهر الصمادي، أنه أصبح من الضروري على وزارتي الزراعة والمياه والري زيادة حصة المحافظة من مشاريع الحصاد المائي وتقديم الدعم للمزارعين لإنشاء آبار لتجميع المياه نظرا لما تعانيه الأراضي الزراعية من نقص مياه الري بسبب تراجع مستويات الأودية خلال الصيف نتيجة تدني تساقط الأمطار.
وبين الصمادي أن توقع تراجع إنتاجية الزيتون خلال الموسم الحالي يعود إلى الجفاف الذي لحق بالأشجار، مبينا أن عددا من المزارعين اضطروا لشراء صهاريج مياه لري الأشجار لأن بعض الأشجار تعرضت لليباس، في حين طالب وزارة الزراعة بدعم المزارعين لعمل آبار لتجميع المياه واستغلالها لري الأشجار.
مطالب بدعم مزارعي الزيتون
ووفق المزارع سامي أبو سيف، فإن موسم الزيتون يعد من أهم المواسم نظرا لانتشار آلاف الأشجار في المحافظة، وهي توفر للأهالي احتياجاتهم من سلعة غذائية أساسية يسمونها “المونة” ويبنون آمالا على الفائض منها لبيعها وسداد احتياجات أسرهم، مبينا أن المحافظة تتميز بأشجار الزيتون المعمرة “الرومي” التي تتفرد بجودة زيتها وثمارها، كما أن كثيرا من الأراضي الزراعية تم استصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون.
وطالب وزارة الزراعة بدعم مزارعي الزيتون من خلال حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له وعدم استيراد مادة الزيت خلال الموسم، وكذلك تشديد الرقابة من الجهات المعنية لمنع بعض التجار الجشعين من تسويق الزيت المغشوش والإساءة إلى سمعة زيت المحافظة ذي الجودة العالية.
من جانبه، قال مدير زراعة عجلون المهندس رامي العدوان، إن اللجان المختصة في المحافظة من البيئة والزراعة والإدارة الملكية لحماية البيئة والصحة، تواصل جولاتها الرقابية والتفتيش على جميع المعاصر، لترخيصها بعد التأكد من مدى جاهزيتها، وضمان التعامل مع مادة الجفت والتخلص الآمن من الزيبار.
وأوضح أن المديرية وفريقا من البيئة والصحة والإدارة الملكية لحماية البيئة بدأوا منذ أيام جولات تفتيشية على معاصر الزيتون في المحافظة، والبالغ عددها 14 معصرة، وذلك بهدف الاطلاع على واقعها واستعدادها للموسم من حيث صيانة وتنظيف الماكينات والساحات الخارجية ومدى توفر حفر الزيبار الصماء بهدف الحفاظ على البيئة والسلامة العامة.
كما أشار إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة تقدر بنحو 87 ألف دونم، منها 63 ألف دونم في لواء القصبة و24 ألف دونم في لواء كفرنجة.
وأكد العدوان أهمية الميزات التي يتمتع بها الزيتون العجلوني وتعدد أنواعه ومنها “المهراس” الذي يعتبر أصلا عريقا حافظ على كيانه عبر العصور، حيث أثبتت البصمة الوراثية له التنوع الوراثي الغني والفريد بين الطرز الوراثية للزيتون في حوض المتوسط مع ميزات جينية ذات دلالات مهمة لقدراته على التكيف مع التغيرات المناخية والبيئات القاسية والحفاظ على نوعية زيته.
وبين أن الموسم يشهد دائما تحسنا بعد الأمطار التي تهطل على المحافظة، لافتا إلى أن الزيتون العجلوني له ميزات فريدة وأن الإنتاج يتذبذب من موسم إلى آخر.
وأشار العدوان إلى أهم العمليات الضرورية لتحسين إنتاج شجرة الزيتون مثل مواعيد القطاف والتقليم وإضافة السماد الطبيعي وحراثة الأرض، وضرورة استخدام الطرق الجيدة والأساليب التقنية الحديثة في عمليات القطاف والعصر للمحافظة على جودة الزيتون وزيت الزيتون.
ولفت إلى وجود عدة طرق لتجديد أشجار الزيتون عبر عمليات التقليم والتطعيم على الجذور والجذوع، وتجري هذه العمليات للأشجار الهرمة والمصابة بالآفات، مؤكدا أهمية تكثيف حملات التوعية والتثقيف من خلال الندوات وورش العمل التي تعنى بشجرة الزيتون ومناقشة الواقع والتحديات التي تواجه هذه الشجرة.