عجلون: جفاف مبكر للأعشاب بالغابات.. وتحذيرات من تسببها بحرائق

بدأت الأعشاب والحشائش في محافظة عجلون بالجفاف مبكرا الموسم الحالي مقارنة بالعام الماضي، جراء تراجع معدلات الأمطار التراكمية، في وقت لا توجد فيه عمليات إزالة لها، ما جدد مخاوف سكان ومتابعين من تسببها بحدوث حرائق غابات وتسريع انتشارها حال حدوثها.
ويقول محمود السعيد، إن الأعشاب الجافة في هذا الوقت من كل عام، تشكل تهديدا خطيرا ومزمنا للغابات، وذلك جراء سهولة اشتعال وانتشار النيران حال نشوبها في مساحات شاسعة من هذه الغابات.
وبين أن الموسم الحالي بدأت الأعشاب بالجفاف مبكرا لتراجع معدلات الأمطار، محذرا من نشوب الحرائق، لاسيما مع توقع عودة التنزه في غابات المحافظة في حال قررت الحكومة منتصف الشهر المقبل إيقاف الحظر الشامل أيام الجمع والحظر الجزئي، داعيا الجهات المعنية للتخلص من الحشائش الجافة في مواقع التنزه ومن جوانب الطرق.
ويؤكد الناشط البيئي خالد عنانزة، أن النسبة العظمى من تلك الحرائق يتسبب بها المتنزهون، وأخرى تكون بفعل فاعل، من قبل “مافيات التحطيب”، أو قيام مزارعين بمحاولة التخلص من الأعشاب الجافة في مزارعهم الخاصة بحرقها، وبالتالي عدم السيطرة عليها وامتدادها للأراضي الحرجية.
وكانت مناطق واسعة في المحافظة كمناطق الشفا وحلاوة وعجلون وعنجرة شهدت خلال الموسم الماضي حرائق أعشاب عدة تسببت حينها بحرق المئات من الأشجار الحرجية والمثمرة المملوكة للسكان.
وقال مسؤولو الدفاع المدني حينها، إن ما يزيد المشكلة هو انتشار الحرائق بمناطق يصعب وصول آليات الإطفاء إليها، ما يضطرهم لاستخدام الوسائل اليدوية في عملية الإطفاء، ما يستدعي التوسع بفتح المزيد من طرق الطوارئ، داخل الغابات رغم كلفها المرتفعة.
وشدد رئيس جمعية البيئة الأردنية الزميل علي فريحات، على أهمية تغليظ العقوبات على مرتكبي الحرائق المفتعلة، وتزويد مديرية زراعة المحافظة بالمعدات والإمكانات الكافية من مركبات وسيارات إطفاء وطوافين ومراقبي حراج وعمال حماية وأبراج مراقبة موزعة في مختلف المناطق.
وأكد ضرورة تنسيق وتوحيد الجهود بين جميع الجهات والأطراف المعنية لمواجهة الحرائق والعمل بروح الفريق لحماية الغابات ومنع التعديات عليها، لافتا إلى أهمية التعاون للتخلص من الأعشاب الجافة لما تسببه من أضرار وخسائر كبيرة على الثروة الحرجية والغابات التي تعد رئة ومتنفس المحافظة.
وزاد أن مسلسل الحرائق بحاجة إلى التعامل بشدة مع العابثين الذين يكلفون الكوادر الوطنية الجهد والوقت والمال، مؤكدا “أننا بحاجة إلى حملة واسعة وتعاون أبناء المجتمع من أفراد وعشائر ومؤسسات في ظل أزمة كورونا إلى التكاتف وللضرب بيد من حديد على الذين لا يعرفون إلا الأذى، وعلى كل عابث ومن تسول له نفسه الإضرار بهذه الثروة”.
ومن جهته، طالب رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، بإزالة الأعشاب والتعاون بين وزارتي الأشغال والزراعة من خلال فتح ممرات بين الغابات للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى مواقع الحرائق، وزيادة عدد أبراج المراقبة لحماية الثروة الحرجية، لافتا إلى أهمية السماح بالرعي في المناطق الحرجية وأماكن تواجد الأعشاب، للتخفيف من نموها وحراثة جوانب الطرق وتجهيز الآليات من لودرات وصهاريج ضخ المياه، للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى أماكن نشوب الحرائق التي تقع في الغابات. وأقر المومني بخطورة الأعشاب الجافة، وأنها تشكل تحديا وعبئا إضافيا، محذرا من ترك تلك الأعشاب من دون إزالتها من جوانب الطرق ومواقع التنزه، وكي لا تكون بمثابة وقود مجاني لمفتعلي الحرائق ومافيات التحطيب.
ولفت إلى ضرورة قيام المزارعين بالتخلص من الأعشاب الجافة في مزارعهم، من دون اللجوء إلى حرقها في مواقعها، الأمر الذي يتسبب في أحيان كثيرة بنشوب الحرائق داخل مزارعهم، وامتدادها للمزارع والغابات المجاورة.
كما أقرت مصادر في مديرية زراعة المحافظة بحجم التحدي، الذي سيفرضه جفاف الأعشاب خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن لدى المديرية خطط لمكافحة الحرائق في المحافظة بالتنسيق مع الدفاع المدني؛ حيث يتم تجهيز غرفة عمليات لمتابعة المناطق الساخنة على مدار 24 ساعة، وعمل خطوط نار وسط الغابات لمنع انتشار النيران في حال نشوب الحرائق وإزالة الأعشاب من جوانب عدد من الطرق والمناطق المتوقع فيها تجمع المتنزهين.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة