عجلون.. حركة سياحية نشطة ومطالب بتجويد البنية التحتية

– في الوقت الذي تشهد محافظة عجلون حركة سير نشطة نظرا لكونها إحدى الوجهات السياحية المفضلة للزوار، كشف الإقبال الكبير للمتنزهين والسياح عن تحديات كبيرة تواجه البنية التحتية للمحافظة، وعلى رأسها شبكة الطرق التي لم تعد قادرة على استيعاب هذا التدفق الهائل من المركبات والزوار.

ويجمع سكان وناشطون على أن مشكلة الازدحام المروري أصبحت تؤرقهم وتعيق حركتهم اليومية، مشيرين إلى أن النشاط السياحي الكبير الذي تشهده المحافظة في ظل اعتدال أجوائها الخلابة وطبيعتها الساحرة أظهر مدى هشاشة البنية التحتية التي لم تعد تؤائم الأعداد الهائلة من المركبات.
ويرى المواطن فتحي المومني أن محافظة عجلون تحولت إلى قبلة للسياح المحليين والعرب والأجانب، خاصةً مع انطلاق برامج سياحية محفزة مثل “أردننا جنة” الذي ساهم بشكل لافت في زيادة الإقبال، مضيفا أن المحافظة تشهد توافدا لأعداد ضخمة من السياح تسببت باختناقات وأزمات مرورية على معظم الطرق الرئيسة والفرعية.
ويصف الوضع قائلا” الطرق باتت غير قادرة على استيعاب حركة المركبات خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع. الأمر الذي يدفع الزوار إلى استخدام الطرق القروية والزراعية الضيقة للوصول إلى وجهاتهم مما يرهق كلا من الزوار والسكان، موضحا أن مدن عجلون وعنجرة وكفرنجة ومناطق الجنيد تشهد أزمات سير خانقة ما يتطلب ايجاد حلول سريعة لمعالجة المشكلة.
ويطالب مواطنون بضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة الاختناقات المرورية، والإسراع بتنفيذ تأهيل الطرق السياحية التي يجري العمل ببعضها، وضرورة إدراج الطريق الدائري على خطط الحكومة بأسرع وقت ممكن لأهميته التنموية والسياحية.
وكانت محافظة عجلون، شهدت خلال اليومين الماضيين حركة سياحية نشطة في مختلف المواقع السياحية والأثرية والطبيعية وسط أجواء معتدلة ونشاط اقتصادي واسع شمل المنشآت والمرافق السياحية، إذ قدر عدد زوار مواقع المحافظة خلال اليومين الماضيين زهاء 55 ألف زائر.
ويؤكد أصحاب المشاريع السياحية أن الموسم السياحي جيد للغاية، إلا أن ذلك خلق العديد من المصاعب التي تعيق وصول المتنزهين وأهالي المحافظة إلى وجهاتهم، مشددين على ضرورة إعادة تنظيم بعض الطرق، والإسراع في إعادة تأهيل طريق وادي الطواحين بشكل يتواءم مع حركة السير الكثيفة.
أمام هذا الواقع يشدد عمر الهزايمة أهمية الطريق الدائري التنموية والسياحية، مطالبا بالإسراع في تأهيل الطرق السياحية القائمة، مثل طريق وادي الطواحين، بالشكل الذي يتناسب مع مكانة عجلون كوجهة سياحية رئيسة.
ويرى الناشط علي يوسف أن الحلول غير العملية لن تزيد الأمر إلا تعقيدًا، مشددًا على ضرورة إعادة توسعة وتأهيل العديد من الطرق الحيوية والمؤدية إلى المواقع الأثرية والسياحية، قائلا” رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية، كدوريات السير التي تعمل على تنظيم حركة المرور، إلا أن المشكلة تتطلب حلولًا جذرية طويلة الأجل.”
ويؤيد أصحاب مشاريع سياحية مطالب السكان بتجويد الطرق ومضاعفة خدمات البنى التحتية وخصوصا فيما يتعلق بالمحافظة على نظافة الأماكن والطرق، مؤكدين أن الحركة السياحية النشطة انعكست إيجابا على القطاع الاقتصادي المحلي، وأنعشت المشاريع السياحية التي باتت تشهد إقبالًا وحجوزات مرتفعة.
ويقول الناشط عبادة القضاة إن العطلة الأسبوعية تشكل فرصة مثالية للأسر العجلونية والقادمين من المحافظات الأخرى للتنزه في المواقع الطبيعية وعيش تجربة التلفريك وزيارة المواقع التاريخية والتراثية، مؤكدا أن توفر الخدمات وتنوع الخيارات السياحية يعززان من رغبة الأهالي في الاستجمام داخل المحافظة دون الحاجة للتنقل خارجها ما يتطلب العمل على تحسين الطرق ومداخل المدن.
ويشاركه الرأي الناشط خلدون العبابنة، قائلا” إن مناطق مثل غابات اشتفينا، ووادي كفرنجة وشلالات راجب والتلفريك والمحمية والقلعة ومواقع الحج المسيحي إلى جانب وجود منشآت سياحية تقدم خدماتها بمواصفات عالية الجودة، وباتت وجهات مفضلة للسياح من داخل المحافظة وخارجها،” منوها إلى ضرورة تنظيم الفعاليات البيئية والسياحية التي ترفع من وعي المجتمعات بأهمية هذه الموارد.
من جانبه يؤكد محافظ عجلون نايف الهدايات أن المحافظة تتميز بطبيعتها وغاباتها التي تشكل 34 %، مشيراً إلى أن التلفريك كمبادرة ملكية وعنوان للتشاركية بين القطاعين العام والخاص، يعزز فرص التنمية المستدامة والاستثمار، داعياً للإقبال على تنفيذ المشاريع بالقرب منه ما ينعكس إيجاباً على المحافظة .
ويبين أن المحافظة تجذب سنوياً قرابة مليوني زائر للمواقع السياحية والأثرية والطبيعية والتراثية والمسارات، ما يؤكد أهمية تخصيص مبالغ مناسبة من قبل مجلس المحافظة لتحسين وتطوير هذه المواقع والبنى التحتية من الشوارع والطرق المؤدية للمواقع السياحية والأثرية والتاريخية.
ويلفت مدير سياحة عجلون فراس الخطاطبة، إلى أن المديرية تتابع المواقع السياحية ومرافق منشآتها بشكل مستمر، وتنسق بشكل دائم مع الشركاء المحليين لتطوير الخدمات والبنية التحتية وتعزيز الجذب السياحي الداخلي بما ينعكس إيجاباً على أبناء المجتمع المحلي، مشيرا إلى عدد زوار قلعة مار إلياس خلال اليومين الماضيين تجاوز 5 آلاف زائر.
بدوره يبين مدير منطقة عجلون التنموية المهندس طارق المعايطة، أن زوار التلفريك لذات الفترة تجاوز 13 ألف زائر، مبينا أن مشروع تلفريك عجلون يشكل نافذة تنموية للعديد من المجالات السياحية والاقتصادية والاجتماعية نظراً للتنوع الفريد في مواصفاته والخدمات التي تقدم لمرتاديه.
ويوضح مدير محمية غابات عجلون عدي القضاة، أن المحمية تشهد نسبة إشغال عالية في الأكواخ البيئية بحيث بلغت 100 %، فيما بلغ عدد الزوار زهاء 5 آلاف زائر، إلى جانب حركة نشطة في مساراتها الطبيعية، والمطاعم والمنشآت الأخرى، مبيناً أن الإقبال يزداد يوماً بعد يوم ما يستدعي مواصلة الجهود لحماية هذه المواقع وتنظيم النشاطات البيئية الهادفة.
ويقول رئيس مجلس الخدمات المشتركة المهندس وليد درادكة، إن المجلس ومن خلال قسم النظافة والبيئة يعمل على تكثيف حملات النظافة الشاملة في مختلف مناطق المحافظة، وذلك ضمن نهج تشاركي يعزز التعاون والتكامل مع كافة الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا أن هذا الجهد يأتي انسجاماً مع حرص المجلس على الاستجابة الفورية لملاحظات المواطنين، وترجمة رؤيته في تقديم خدمات نوعية والمحافظة على بيئة صحية ونظيفة على امتداد المحافظة.
ويبين أن كوادر المجلس قامت بتنفيذ حملة نظافة شاملة شملت تنظيف محيط ساحات ومداخل مثلث عبين، وتنظيف شارع إربد عجلون من مثلث إرحابا باتجاه عجلون، وتنظيف مدخل منطقة سامتا، ومدخل وساحات تلفريك قلعة عجلون بالإضافة إلى شارع القلعة والشارع المؤدي لنادي ضباط المتقاعدين العسكريين باتجاه بلدية الشفا، وشارع جرش عجلون، إضافة إلى تشكيل فريق عمل لجمع أكياس النفايات بعد العمل ونقلها إلى المحطة التحويلية.
ويؤكد رئيس لجنة مجلس المحافظة المهندس معاوية عنانبة، أن المجلس على إطلاع على أدق التفاصيل بكل ما يتعلق بالشأن التنموي والسياحي، وما يرتبط بهما من ضرورة تجويد وتحسن الخدمات بما يتوافق وحجم الموازنة والمخصصات، لافتا إلى أنه يتم الاستماع إلى جميع مطالب السكان، وما يتم عرضه عبر وسائل الإعلام.

عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة