عجلون: عودة تدابير “كورونا”.. تفاقم معاناة أصحاب المشاريع السياحية

يؤكد أصحاب مشاريع سياحية ومتابعون، أن عودة الحظر وتدابير الوقاية لمواجهة تفشي وباء كورونا، سيكون لها آثار كارثية على هذه المشاريع، التي باتت تعاني للربيع الثاني على التوالي من خلوها من الزوار، ما يهدد ديمومتها من دون توجيه الدعم لها.
وكان أصحاب عشرات المنشآت والمشاريع السياحية، بمختلف فئاتها، بدأوا بتجهيزها وتحضيرها على أمل عودة السياحة والتنزه في المحافظة خلال موسم الربيع إلى سابق عهده، لتعويض خسائرهم الكبيرة التي لحقت بهم منذ مطلع العام الماضي جراء ظروف جائحة كورونا.
ويقول عمران الشرع، إن مشاريعهم السياحية كانت تشغل المئات من الأشخاص المعيلين لأنفسهم وأسرهم، حينما كانت المحافظة تستقبل سنويا زهاء مليون و800 ألف زائر وسائح، ما كان يوفر لمنشآتهم نسب إشغال مرتفعة هم بأمس الحاجة إليها مجددا لضمان عودة الحياة لها ولضمان ديمومتها.
وأكد أن أصحاب المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة، كالمطاعم والمخيمات السياحية والمتنزهات والنزل والمبيت، إضافة إلى محمية عجلون، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر انفراج الأمور وعودة السياحة إلى طبيعتها في المحافظة، إلا أن آمالهم تبددت، لاسيما بعد حظر الجمعة وفرض إغلاقات جديدة ستحرمهم الاستفادة من موسم الربيع.
ويقول صاحب مخيم راسون زهير الشرع، إنهم كانوا يعولون كأصحاب مشاريع سياحية صغيرة ومتوسطة في محافظة عجلون على الحركة السياحية خلال الربيع، ما سيعوضهم كثيرا عن الخسائر، ويضمن ديمومة مشاريعهم التي كلفتهم الكثير من المال والجهد، وتوظف أعدادا كبيرة من الشباب.
وزاد أنهم أصبحوا عاجزين عن إدامة مشاريعهم من حيث دفع أجرة الموقع وأجور العمال، مشيرا إلى أنه يوظف العديد من أبناء المنطقة.
ووفق الأرقام الرسمية في محمية غابات عجلون، فإنها كانت تستقبل سنويا قبل جائحة كورونا زهاء 60 ألف زائر يتاح لهم الاستمتاع بالمسارات والاستراحات السياحية وخدمة الطعام والشراب، والتسوق من بيت الصابون والبسكويت والخط العربي.
وأشار مدير سياحة محافظة عجلون محمد الديك، الى وجود 25 منشأة سياحية مرخصة تعمل في مختلف المواقع لخدمة زوار المحافظة ويعمل بها زهاء 400 شخص، مبينا أن جائحة كورونا كانت لها آثارها على الواقع السياحي في المحافظة، وخاصة المنشآت السياحية التي تأثرت بصورة مباشرة.
يشار الى أن المحافظة كان يرتادها سنويا من خلال السياحة الداخلية والخليجية والأجنبية لغايات التنزه والاستجمام والتمتع بمقوماتها البيئية والطبيعية ما يزيد على مليون و800 ألف زائر، غير أن العام الماضي كان استثنائيا بسبب أزمة كورونا التي ألقت بظلالها على العالم، وخاصة القطاع السياحي وكانت الزيارات بسيطة للمواقع كافة.
كما تسببت الجائحة، العام الماضي، بوقف تنظيم المهرجانات الترويجية للمحافظة وإقامة البازارات ومعارض المنتجات الزراعية والحرفية التي كانت تهدف لدعم أصحاب المشاريع.
وتضم المحافظة حوالي 250 موقعا أثريا، وموقعين للحج المسيحي معتمدين من قبل الفاتيكان، وهما مقام سيدة الجبل ومار الياس، فيما تشكل قلعة عجلون أحد أهم المواقع الأثرية.
كما استحدثت في المحافظة خلال الأعوام الأخيرة 6 مسارات سياحية بسبب تنوع المناطق السياحية، لإطالة مدة إقامة الزائر والتمتع بجمال الطبيعة والبيئة، ومشاهدة المواقع الأثرية وشلالات المياه والطواحين والمقامات والأماكن الدينية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وطبيعة الحياة في الأرياف التي تتواجد أو تمر بها هذه المسارات.
وتعد المسارات السياحية قيمة مضافة ونقلة نوعية للمنتج السياحي الأردني، إذ تنطلق جميعها من قلعة عجلون.
وكانت وزارة السياحة نفذت ضمن مشروع تطوير السياحة الممول من الوكالة الأميركية للإنماء الدولي 20 مشروعا سياحيا في منطقة مسار راسون السياحي، بهدف تعزيز التجارب والخدمات السياحية وتحقيق فائدة مباشرة للمجتمعات المحلية.

عامر الخطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة