عجلون: فقراء يغتنمون نمو نباتات برية لاطعام أسرهم

 تشكل أنواع من الأعشاب البرية هذه الأيام مصدرا للطعام، فيما يستغل الفائض منها في البيع كمصدر رزق للكثير من العائلات العجلونية الفقيرة، سيما مع انتعاش الربيع بعد الثلوج والأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة منتصف الشهر الماضي، اضافة الى الأجواء الدافئة مؤخرا.

ويؤكد محمد ابو إياس، ان الأمطار الأخيرة تسببت بنمو النباتات البرية المتنوعة التي تجود بها الطبيعة، والتي تشكل مصدر غذاء مجانيا، وفرصة كسب من دون رأس مال لكثير من الأسر العجلونية، التي تغتنم مواسم نمو الأعشاب البرية الصالحة للطعام، التي بدأت تغطي رقاعا واسعة من مساحات المحافظة.

وزاد أن كثيرا من النباتات بدأت بالظهور كالعكوب، ما يدفع الاسر الفقيرة الى أن تجوب مناطق محددة بعد تساقط الأمطار الغزيرة للبحث عن العكوب والفطر واللوف والحميض والخبيزة وغيرها الكثير.

ويقول سامي فريحات، إن عددا من الأسر الفقيرة تجد هذا الموسم فرصة مواتية لبيع كميات فائضة بمبالغ ليست بالقليلة لمن اراد تناولها وتذوق نكهتها اللذيذة التي تعد “شهوة” لدى الكثيرين من دون عناء في البحث عنها.
ويؤكد أنهم ينتظرون هذه المواسم بفارغ الصبر، كونها توفر لعائلاتهم مصدر طعام طبيعي يمتد طيلة الربيع، ويخلو من “الأسمدة والكيماويات” التي ادخلت إلى الزراعة الحديثة.

ويؤكد محمد عنانبة، ان قطف هذه النباتات والاعشاب البرية لا يضر بالبيئة، ولا يهدد انواعا نباتية من الانقراض، إذا ما تم قطافها من دون اقتلاعها من جذورها، مشيرا إلى أن بعض المزارعين يستغلون جمع أنواع منها كأعلاف لمواشيهم. واكد أن كثيرا من النباتات اصبحت اماكنها معروفة لديهم ويرتادونها كل عام في مواسم الخير.

ويقول خالد عنانبة، إن النباتات البرية المتنوعة التي تجود بها الطبيعة، تشكل مصدر غذاء مجانيا، وفرصة كسب من دون رأس مال لكثير من الأسر العجلونية، التي تغتنم مواسم نمو الأعشاب البرية الصالحة للطعام التي بدأت تغطي رقاعا واسعة من مساحات المحافظة.

وزاد أن السكان لا يخفون سعادتهم على اختلاف إمكاناتهم المادية وثقافاتهم، بمواسم التبقل، التي تعقب ارتفاع معدلات الأمطار لتنشر بساطا أخضر ينتقون منه عشرات الأنواع من الأعشاب الصالحة للطعام.

ويؤكد صقر عريقات، أنه اعتاد وأصدقاؤه أن يجوب مناطق متعددة من محافظة عجلون وخارجها في مثل هذه الاوقات من السنة، وخصوصا بعد أن تجود السماء بأمطار الخير للبحث عما اخرجته لهم من نباتات وأعشاب برية، كالعكوب واللوف والحميض والخبيزة والفطر والسلق وغيرها الكثير، ليأكلوا منها ويخصوا جيرانهم ومعارفهم بكميات فائضة.

وتقول السيدة ام عبدالله، ان التبقل يوفر لعائلاتهم مصدر طعام طبيعي يمتد لعدة اسابيع، ويخلو من “الكيماويات” التي ادخلت الى الزراعة الحديثة، كما انه يشكل لدى بعض الأسر الفقيرة مصدر رزق لا يحتاج الى رأس مال ولا يتعرض للخسارة، ولا يقاسمهم احد فيه، بحيث يساعدهم على تلبية حوائج أسرهم.

وتؤكد أن قطف هذه النباتات والاعشاب البرية لا يضر بالبيئة ولا يهدد أنواعا نباتية من الانقراض، إذا ما تم قطافها من دون اقتلاعها من جذورها، مشيرا إلى أن بعض المزارعين يستغلون جمع أنواعها كأعلاف لمواشيهم.

ويعدد محمد أمين في صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لعشرات الانواع من النباتات البرية التي تعتبر مصدر طعام على موائد الفقراء في موسمها، فيما تكون “توصية” لمن هم أفضل حالا منهم، كنبات العكوب والفطر البلدي واللوف والخبيزة والحميض والسلق والجعدة. ويؤكد أن الحصول على كميات كبيرة منها يحتاج الى وقت وجهد كبيرين، بحيث يقطع ما يريدها مسافات كبيرة قد تتجاوز بضعة كيلومترات، مشيرا إلى أن تحسن الموسم المطري الموسم الحالي سيسهم في انبات تلك الاعشاب بكميات كبيرة.

يذكر ان كميات المياه التراكمية في المحافظة اقتربت كثيرا من معدلاتها السنوية، بحيث تجاوزت في اغلب مناطق المحافظة حاجز ال 550 ملم من اصل 600 ملم هي المعدل السنوي.

ويقول مدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبة، إن استغلال بعض السكان لانواع من النباتات والاعشاب البرية غير المهددة بالانقراض لاغراض الطعام لن يكون ضارا بالبيئة والتنوع الحيوي، إذا ما تمت المحافظة على جذور تلك النباتات وعدم اقتلاعها، مشيرا إلى انها تعد من انواع النباتات المتجددة.

ويؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، ان كميات الامطار الجيدة ساهمت في اقبال المواطنين على التبقل كما شجعتهم الاجواء الدافئة خلال الأسبوع الماضي على ارتياد الاماكن الشفا غورية، والتي تكثر فيها النباتات والاعشاب البرية الصالحة للطعام، نظرا للقيمة الغذائية لهذه النباتات، فهناك من يقوم بتخزينها خاصة ‘العكوب واللوف والعلت والجعدة الى جانب نباتات الحميض والخبيزة والفطر والسلق.

واوضح ان المحافظة يتوفر فيها اكثر من 200 نوع من الاعشاب والنباتات والإزهار البرية، التي تستخدم في العلاجات وتشكل مصدرا اقتصاديا للعديد من الاسر في المحافظة، من خلال التبقل من خيرات الارض.

 

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة