عجلون: قصص نجاح لنساء بمشاريع ذاتية

==

تمكنت سيدات وفتيات في محافظة عجلون من تحقيق قصص نجاح متنوعة، تمثلت بتأسيس مشاريع رائدة خاصة بهن، بحيث استطعن تطويرها، وتمكن من خلالها من إعالة أنفسهن وأسرهن.
وفيما يعمل بعضهن على صناعة وبيع المواد الغذائية بأنفسهن أو من خلال الجمعيات، استطاع بعضهن من تحويل أجزاء من المنازل إلى مطاعم ريفية تقدم أكلات شعبية، بحيث باتت تلك المشاريع التي تخصص جلسات ريفية، وتقدم فيها وجبات غذائية من المنتجات المحلية “البلدية”، تلقى رواجا وإقبالا من قبل الزبائن، وتدر دخلا جيدا.
وكانت مجموعة من الفتيات في المحافظة، اندفعن نحو تحسين أوضاعهن، عن طريق الحصول على التدريب في التصنيع الغذائي، مستفيدات من البيئة العجلونية الزراعية المنتجة لمحاصيل زراعية، يمكن ان تستغل في التصنيع الغذائي على نحو جيد.
واعتبرت هؤلاء الفتيات، أن مثل هذه المهمة، فرصة تحقق لهن فرص عمل كريمة في منازلهن، وتقيهن الجلوس بلا عمل، ويساعدن أسرهن على تأمين لقمة العيش.
وتقول أم سليمان إنها احترفت لسنوات طويلة مهنة الخياطة في منزلها، إلى جانب الإنتاج الزراعي لمختلف أنواع الثمار، إذ كانت مزارعة تعمل إلى جانب زوجها في الأرض وزراعتها بالاشجار المثمرة كالرمان والتين والعنب وتربية الابقار والاغنام والدجاج، لافتة إلى أنها حققت اكتفاء ذاتيا، وتبيع الفائض.
وتؤكد أم حمزة أنها تعمل على إعداد الكثير من أنواع الغذاء البلدي بمنزلها، وتقوم ببيعها لربات البيوت العاملات، محققة هامش ربح جيد يمكنها من الإنفاق على أسرتها.
وتؤكد صباح أم أحمد أنها باتت تحقق نجاحا لافتا في مشروعها الذي أنشأته بمنزلها في كفرنجة، ويشتمل على تقديم وجبات الإفطار المحلية مع خبز “الطابون” البلدي، لافتة إلى أن كثيرا من الزبائن باتوا يأتون من مختلف محافظات المملكة لتناول الوجبات مع أسرهم، مشيرة أن المشروع بات يوفر دخلا جيدا للأسرة، كما أنها توظف معها عددا من الفتيات لمساعدتها.
ويقول رئيس جمعية جبل عجلون الخيرية محمد القضاة، إن الجمعية قدمت مؤخرا دعما لزهاء 20مشروعا منزليا إنتاجيا للسيدات، حيث وفرت معدات للمطابخ بمبلغ 32 ألف دينار، مؤكدا أن هذه الخطوة تهدف إلى تشجيع السيدات على تطوير أعمالهن لإعالة أسرهن.
وقالت السيدة ابتسام بني سعيد إنها خصصت غرفة في منزلها ببلدة عرجان وأنشأت بها “فرن طابون” لعمل أنواع مفضلة من الخبز البلدي، مؤكدة أن كثيرا من الزبائن يأتونها من داخل وخارج المحافظة لشرائه، ما شكل دخلا لا بأس به للإنفاق على أبنائها، مؤكدة أنها تطمح إلى توسعة مشروعها ليصبح مشروعا متكاملا يقدم خدمة الطعام والشراب بمختلف أصنافه.
يذكر أن وزارة الزراعة استحدثت برامج للتدريب على التصنيع الغذائي للشابات والشباب في المحافظة، في مسعى منها للحد من تفاقم البطالة بين صفوفهم، مؤكدة أن استثمار فرص وبرامج التدريب، والانخراط فيها، يتمكن المتدربين من التأهيل لدخول سوق العمل بمشاريعهم الخاصة والإنتاج، ما ينعكس عليهم إيجابيا.
مستفيدتان من التدريب، وعد الزغول وعبير شويات، أكدتا أن هذه البرامج، ستمكنهن مستقبلا من إقامة مشاريع خاصة، لا سيما في حال تلقي الدعم من منح وقروض ميسرة.
يشار إلى أن معهد التدريب والشركة الوطنية استقبلا العامين الماضيين مئات المتدربين والمتدربات ممن التحقوا في مشروع “التشغيل الذاتي”، فيما نظم مشروع لجان الدعم المجتمعي الذي ينفذه الصندوق الأردني الهاشمي “جهد”، دورات تدريبية في التصنيع الغذائي لتمكين وتدريب سيدات المجتمع المحلي وإكسابهن مهارات في تصنيع المخللات وانشاء مشاريعهن الخاصة، بما يعود عليهن بالنفع والفائدة الاقتصادية.
وأكدت رئيستا جمعيتين في عجلون، نبيهة السمردلي ووفاء فريحات، أهمية برامج التدريب على التصنيع الغذائي، لأنها تسهم بخلق مناخ إنتاجي في المحافظة، وتسويق المنتجات الزراعية في إطار جديد، يحقق اقبالا من المواطنين، والزوار لما تتميز به المنتجات الزراعية العجلونية من جودة وخصوصية.
واعتبرتا أن استحداث برنامج التصنيع الغذائي لتدريب أفراد من المجتمع المحلي، يحد من البطالة بينهم، ما يتطلب وجود مثل هذه البرامج التدريبية.
من جهته، يقول مدير سياحة المحافظة محمد الديك إن هناك العديد من مشاريع “النزل” التي تقدم وجبات الطعام والتي تم دعمها من قبل الوزارة في سنوات سابقة، مؤكدا أن ما أسهم في رواج ونجاح هذه المشاريع هو استحداث 6 مسارات سياحية، وتتفرع منها 7 أخرى، تلائم تنوع المناطق السياحية، لإطالة مدة إقامة الزائر والتمتع بجمال الطبيعة والبيئة، ومشاهدة المواقع الأثرية وشلالات المياه والطواحين والمقامات والأماكن الدينية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وطبيعة الحياة في الأرياف التي تتواجد أو تمر بها هذه المسارات.
وزاد أن المسارات السياحية تعد قيمة مضافة ونقلة نوعية للمنتج السياحي الأردني، مبينا أن وزارة السياحة نفذت، ضمن مشروع تطوير السياحة الممول من الوكالة الأميركية للإنماء الدولي، 20 مشروعا سياحيا في منطقة مسار راسون السياحي، بهدف تعزيز التجارب والخدمات السياحية وتحقيق فائدة مباشرة للمجتمعات المحلية.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة