عجلون: معاصر تفتح أبوابها.. ومزارعو زيتون يعولون على سعر عادل

=

مع أول قطرة زيت، بدأت تنتجها معاصر زيتون في محافظة عجلون الموسم الحالي، تتصاعد مخاوف مزارعين على مصدر رزق رئيس لهم، باتوا ينتظرونه طيلة العام، فلا يخفون قلقهم من معاودة تدني أسعاره، أو مواجهة حالة الكساد بشأنه، كما حدث في الموسمين الماضيين، ما تسبب بخسائر فادحة لهم.
ولا يكاد يخلو مجلس، يجتمع فيه المزارعون هذه الأيام، إلا وكان حديثهم ونقاشهم يتركز على موسم القطاف، من حيث الوسائل المتبعة، وطرقها وأجور العمال، والأسعار المتوقعة للموسم الحالي، والنسب المتوقعة للإنتاج، وكمية “الرمي”، لاسيما في ظل فائض ما يزال متكدسا لديهم من مواسم سابقة.
وبدأت معاصر المحافظة أول من أمس، لاسيما في المناطق الشفا غورية، كالوهادنة وحلاوة وراجب وكفرنجة، باستقبال الثمار المخصصة للعصير، بعد أن تم التأكد من مديرية الزراعة ولجان السلامة العامة، من استكمالها لجميع الاشتراطات الصحية والبيئية.
ويقول سامي فريحات، إنه وفي ظل فائض متكدس من زيت الزيتون لدى كثير من مزارعي المحافظة والمعاصر من مواسم سابقة، ما يزال التخوف يخيم على كثير من المزارعين على مصدر رزقهم من تدني أسعاره مجددا، مؤكدا أن وصول سعر صفيحة الزيت إلى 70 دينارا، يعد سعرا عادلا ومنصفا للمزارع والمواطن.
ويؤكد أن كثيرا من مالكي أشجار الزيتون، باتوا يواجهون صعوبة بإيجاد مزارعين اعتادوا قطاف ثمار بساتينهم، مقابل حصص من الإنتاج قد تصل إلى النصف، إذ أصبح كثير منهم يعزفون عن ذلك، بحجة أن العمل بات غير مجد، ولا يستدعي عناءهم، ولا يسد تكاليف القطاف.
ويقول هاني سالم إنه باع مؤخرا صفيحة الزيت من الموسم الماضي بـ50 دينارا، مؤكدا أن هذا السعر لا يسد تكاليف الإنتاج، ما يستدعي اتخاذ إجراءات حكومية لحماية هذا المنتج، والحفاظ على سعر عادل لا يقل عن 70 دينارا للصفيحة.
وبين أن المزارعين، بدأوا موسمهم بقطف كميات من الثمار المخصصة لـ”الكبيس”، والتي كانت تباع بأكثر من دينار في المواسم السابقة، لكن أسعار الموسم الحالي ما تزال غير معروفة.
ويقول أحمد يوسف، إن بعض المعاصر بدأت باستقبال وعصر الثمار، خصوصا الناضجة والقادمة من المناطق الشفاغورية، مؤكدا ان المزارعين بدأوا بقطف الثمار المخصصة للمخلل والكبيس.
وزاد أن المزارعين في المحافظة عجلون ينتظرون موسم قطاف ثمار الزيتون في كل عام، للتزود بمادة غذائية أساسية لهم”المونة”، واستغلال الفائض من إنتاج مزارعهم لبيعه وسداد ديونهم وتلبية احتياجاتهم.
ويقول المزارع محمد الرشايدة، إن كثيرا من الأسر في المحافظة ليس لها دخول سوى ما يوفره موسم الزيتون من مادة غذائية، ودخل يعتمدون عليه طيلة العام، داعيا وزارة الزراعة إلى دعم مزارعي الزيتون، عبر حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له، وعدم استيراد الزيت خلال الموسم، وتشديد الرقابة لمنع بعض التجار الجشعين من التلاعب بالسلعة، وتسويق المغشوش منها والإساءة لسمعة زيت المحافظة، ذي الجودة العالية.
وتكبد المزارعون العام الماضي، خسائر كبيرة، جراء عدم التسويق، وتراجعت أسعار الزيت إذ تراوح سعر الصفيحة بين 50 إلى 60 دينارا.
وكان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، بحث خلال لقائه مؤخرا، برئيس واعضاء النقابة العامة لأصحاب المعاصر والجمعية الأردنية لمصدري منتجات الزيتون (جوبيا)، أهم التحديات الخاصة بالقطاع، والتي كان أبرزها الزيت الفائض والمكدس في المخازن.
وفي بيان صحفي عن الوزارة عقب اللقاء، أكد حنيفات أن الوزارة تعمل على سلسلة من الإجراءات لاستيعاب الفائض المتراكم من الزيت، مبينا أن هذه الإجراءات تشمل المعرض الدائم للمنتجات الريفية، والذي تعمل عليه الوزارة حاليا بالتنسيق مع أمانة عمان الكبرى، إضافة إلى دراسة آليات خاصة ومحفزة للتصدير، واستمرار حماية المنتج المحلي، والتركيز على جودة المنتج وتذليل كل التحديات لتسويق الزيت المكدس.
وأشار الحنيفات إلى متابعة جهود ايجاد أسواق جديدة للزيت بالمشاركة في المعارض الدولية، وإقامة معارض للمنتجات الأردنية، لافتا إلى أن الوزارة تعمل على تسويق منتج الزيت والتمور في جميع اللقاءات المشتركة مع السفارات والمستثمرين.
من جهته، قال مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، إن معاصر بدأت باستقبال إنتاج المزارعين لعصره، خصوصا الثمار الناضجة في مناطق شفاغورية، مؤكدا أن أسعار الزيتون والزيت تبقى مرتبطة بالعرض والطلب وجودة المنتج، كما أن الوزارة وبهدف حماية المنتج، تتابع باستمرار إيجاد أسواق داخلية وخارجية لمساعدة المزارعين والحفاظ على أسعار مناسبة.
وتوقع أن ينتج الموسم الحالي 40 ألف طن زيتون في المحافظة، بحيث يتم استثمار 95 % منها للعصير واستخراج مادة الزيت، وبكمية تصل إلى 10 آلاف طن زيت، فيما يجري استغلال باقي الكميات للكبيس، مشيرا إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تقدر بـ86 ألف دونم.
وأكد أن الجولات ستستمر على 15 معصرة متوزعة في مختلف مناطق المحافظة، طيلة الموسم لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة