عجلون: معدل مطري مرتفع وشح مياه صيفا

=

لم يشفع معدل تساقط الامطار السنوي المرتفع بمحافظة عجلون، من ازمات توفير المياه التي يعاني منها مزارعون لري اشجاهم صيفا في ظل غياب مشاريع الحصاد المائي التي تحتاج امكانية يفقتدونها. فالمحافظة التي تعد ضمن اعلى محافظات المملكة تساقطا للامطار والذي يزيد على 600 ملم، تعاني شح المياه صيفا، ما يترك ايضا مساحات زراعية واسعة دون استغلال.
يؤكد مزارعون أن المعاناة تشتد صيفا مع تراجع جريان المياه في الأودية وتراجع طاقة العيون السطحية، الأمر الذي يتفاقم مع ندرة ومحدودية وسائل الحصاد المائي شتاء، كحفر الآبار والحفائر الترابية وإنشاء البرك وبناء الخزانات.
ويقر معنيون ومتابعون بضعف وسائل الحصاد المائي لدى المزارع العجلوني رادين ذلك الى محدودية امكانية كثير من المزارعين، ومحدودية وغياب الدعم الرسمي الكافي.
ويقول هاني المصطفى إنه في طور شراء صهريج مياه بسعة 10 أمتار لضمان نقل المياه بالصهريج مما يتبقى من مياه جارية في العيون والأودية خلال الصيف إلى مزرعته لري الأشجار صيفا، مؤكدا ان هذه الوسيلة كلفته آلاف الدنانير وستحتاج إلى نفقات كبيرة لضمان ديمومة مزروعاته.
ويرى المهتم بالشأن الزراعي محمد عنانبة أن المسؤولية تقع على عاتق الجهات الداعمة والمانحة للقروض والمنح لتوفير المخصصات الكافية للمزارعين لإقامة مشاريع مائية على شكل سدود كبيرة أو سدود ترابية أو حتى على شكل حفر لاستغلالها لتجميع المياه بحيث يلجأ إليها المزارعون لري محاصيلهم الزراعية في فصل الصيف.
ولفت إلى أهمية استغلال مشاريع الحصاد المائي في المزارع والمنازل وعمل الآبار لتخزين المياه لاستغلالها للشرب والزراعة، مشيرا إلى أن الأمطار في هذا الوقت من السنة ستمنح الموسم الزراعي دفعة جيدة وتوفر كميات كبيرة يمكن تجميعها.
واعتبر المزارع احمد فريحات، أن الموسم المطري لهذا العام بدأ يتحسن كثيرا وساهم في انعاش آمال المزارعين، مشيرا إلى ضرورة دعم مشاريع الحصاد المائي، سيما وأن أراضي المحافظة الزراعية القريبة من سد كفرنجة ما تزال غير مستفيدة من مياهه لأغراض الري.
واشار المهندس احمد العنانزة إلى ضرورة استغلال اسطح المنازل خلال فصل الشتاء للحصاد المائي ووضعها في الآبار المنزلية لأنها توفر كميات كبيرة من المياه بإمكانها التقليل من كميات الضخ وبالتالي التخفيف من اثار اختلالات الطلب والعجز المائي الذي يؤثر على كافة القطاعات.
وطالب أحمد الغزو وزارة الزراعة والجهات المانحة بزيادة حصة المحافظة من مشاريع الحصاد المائي، نظرا لما تعانيه الأراضي الزراعية من نقص في مياه الري بسبب تراجع منسوب المياه في الأودية، الأمر الذي يهدد بجفاف المزروعات، خصوصا خلال الصيف.
وتابع، ان محافظة عجلون تعد الأفقر مائيا سواء في مياه الشرب أو مياه الري، ما يتطلب مضاعفة الدعم المقدم من الحكومة والجهات المانحة لتوفير مشاريع الحصاد المائي التي من شأنها أن تسهم في زيادة المساحات المروية التي أصبحت هي الأخرى تعاني العطش وجفاف أشجارها بسبب تراجع المعدلات المطرية ومنسوب المياه في الأودية والأقنية صيفا.
ويؤكد المزارع حسين الخطاطبة أن كثيرا من المزارعين يعزفون عن استغلال مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة بسبب نقص مياه الري، ما يضطر بعضهم- كما فعل هو- إلى شراء صهاريج حديدية ووضعها في قطعة الأرض وتعبئتها بواسطة شراء المياه من الصهاريج الخاصة وبأسعار مرتفعة، داعيا إلى التوسع بمشاريع الحصاد المائي، وأن يكون الدعم متناسبا مع المساحة المنوي استصلاحها.
وبين أن عددا من المزارعين اضطروا وبعد أن تعرضت الأشجار في أراضيهم للجفاف الشديد وتراجع مردودها، للاشتراك بخط المياه المعالجة من محطة تنقية كفرنجة، مؤكدا سلامة المياه وصلاحيتها لري الأشجار الكبيرة من دون ترك أثر سلبي.
بدوره، أكد مدير زراعة عجلون المهندس حسين الخالدي اهمية استغلال مشاريع الحصاد المائي في المزارع والمنازل وعمل الآبار لتخزين المياه لاستغلالها للشرب والزراعة، لافتا إلى أن مشاريع الحصاد المائي التي نفذتها وزارة الزراعة سابقا جاءت على أشكال عديدة منها تقديم منح للمزارعين لإنشاء خزانات تجميع المياه ليستفيد منها المزارعون في ري أراضيهم خلال الصيف.
وأقر الخالدي بأنه لم يخصص على موازنة العامين الحالي والماضي، أي مبالغ لاستصلاح الأراضي الوعرة والصخرية، باستثناء 60 ألف دينار، خصصت للحصاد المائي وعمل الآبار.
وبين أن المساحات الزراعية المستغلة في المحافظة تبلغ 100 ألف دونم، فيما تبلغ مساحة الأراضي الحرجية 34 % من مساحة المحافظة البالغة 419 كلم 2، بينما يوجد 82 ألف دونم مزروعة بالزيتون، و21 ألفا بالحمضيات والكرمة والفاكهة.
يشار إلى أن مديرية زراعة المحافظة منحت قبل بضعة أعوام للمزارعين مشاريع لإنجاز زهاء 100 بئر لتجميع المياه في مناطق المحافظة المختلفة معظمها من مخصصات الوزارة، كما تم إعطاء منح عن طريق مشاريع منظمة العمل الدولية لبناء 30 بئرا بواقع 1200 دينار لكل شخص مستفيد، كما تم حينها تخصيص مبلغ 80 ألف دينار لزراعة عجلون لبناء آبار لتجميع المياه واستصلاح الأراضي وإعطاء منح لبناء 70 بئر ماء في المحافظة بواقع 900 دينار لكل شخص مستفيد من هذه المنح، إضافة إلى إعطاء منح لاستصلاح أراض بواقع 100 دينار عن كل دونم يتم استصلاحه.

عامر  الخطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة