عجلون.. مهرجان الزيتون ينطلق وسط آمال بتعويض جزء من خسائر الموسم

عجلون– ينطلق اليوم في محافظة عجلون، مهرجان الزيتون الحادي عشر، في ظل موسم زيتون غير مسبوق بمحافظة عجلون من حيث محدودية الإنتاج، وموسم قطاف يكاد ينتهي بوقت قياسي ومعاصر خاوية من الثمار، وكذلك وسط آمال بمساعدة المزارعين الذين تلقوا خسارة كبيرة الموسم الحالي بسبب تراجع كبير في الإنتاج.
المهرجان الذي يستمر حتى يوم السبت المقبل، يقام في منطقة عجلون التنموية / تلفريك عجلون، حيث أشار مدير منطقة عجلون التنموية المهندس طارق المعايطة إلى أن التلفريك بما يتمتع به من موقع سياحي مميز يمثل نموذجا للتكامل بين التنمية السياحية والزراعية، مضيفا أن المهرجان يهدف إلى إبراز أهمية محافظة عجلون في مجال زراعة الزيتون وإنتاج الزيت ومشتقاته، ودعم المزارعين في تسويق منتجاتهم محليا ووطنيا.
وأكد المعايطة أن منطقة عجلون التنموية لن تدخر أي جهد ممكن لتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للمجتمع المحلي في محافظة عجلون، لافتا في الوقت ذاته، إلى أن مواصلة دعم الأسر المنتجة في المحافظة يعد من أهم أهداف وتطلعات المناطق التنموية.
وبحسب المنسق العام للمهرجان منذر الزغول، فإن فعاليات المهرجان، تتضمن أنشطة ثقافية وفنية وتراثية متنوعة تعكس روح المحافظة الغنية بتاريخها وجمال طبيعتها، إلى جانب عروض لمنتجات الزيتون والحرف اليدوية والأطعمة الشعبية.
وأضاف أن موسم الزيتون يعد لمزارعي المحافظة من أهم المواسم نظرا لانتشار آلاف الأشجار في المحافظة، وهي توفر للأهالي احتياجاتهم من سلعة غذائية أساسية يسمونها “المونة”، ويبنون آمالا على الفائض منها لبيعها وسداد احتياجات أسرهم، مشيرا إلى أن المحافظة تتميز بأشجار الزيتون المعمرة “الرومي” التي تتفرد بجودة زيتها وثمارها، كما أن كثيرا من الأراضي الزراعية تم استصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون خلال الأعوام الماضية.
وطالب الزغول وزارة الزراعة بـ”دعم مزارعي الزيتون من خلال حماية المنتج والحفاظ على سعر مناسب له، وعدم استيراد مادة الزيت خلال الموسم، وكذلك تشديد الرقابة من الجهات المعنية لمنع بعض التجار الجشعين من تسويق الزيت المغشوش والإساءة إلى سمعة زيت المحافظة ذي الجودة العالية”.
تعويل على المهرجان
ويقول المزارع علي الخطاطبة إن المهرجان ساعدهم في مواسم سابقة بتسويق إنتاجهم من الزيت ومخلل الزيتون وبأسعار مناسبة، معربا عن أمله يساهم مهرجان هذا العام بتسويق ما هو متوفر لدى المزارعين وبأسعار جيدة، خصوصا في ظل تراجع كميات الزيتون هذا الموسم بشكل لافت.
وأكد أن مئات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون لم تنتج سوى بضع مئات الكيلوغرامات من الثمار مقارنة بمئات الأطنان في الموسم الماضي، ما دفع البعض إلى تركها دون قطاف أو الاكتفاء بجمع كميات قليلة استطاعوا جمعها لغايات التخليل.
أما المزارع جميل عبدالله، فأشار إلى أن المهرجان ورغم تراجع موسم الزيتون العام الحالي، سيبقى يشكل للمزارعين نافذة لتسويق منتجات الزيتون، والمنتجات المحلية الأخرى، ما يشكل فرصة لتعويض جزء من خسائرهم.
وأضاف أن بعض المعاصر خاوية من الثمار ولا تجد حاليا أي كميات من الزيتون المخصص للعصر، في حين كانت مليئة بأطنان الزيتون في مثل هذا الوقت من الموسم الماضي، مؤكدا أن كثيرا من المناطق والأشجار خلت من الثمار بنسبة كبيرة بحيث لن يتمكن أصحابها من توفير احتياجاتهم من مادة الزيت.
وبين المزارع حابس عنانبة أن هذا التراجع في كميات الثمار أدى إلى ارتفاع أسعار الزيت والثمار المخصصة للتخليل لضعف الكميات المعروضة وارتفاع الطلب على مادة الزيت، خصوصا أن كثيرا من المواطنين من محافظات أخرى اعتادوا التسوق من الزيت العجلوني لجودته، مؤكدا أن كميات إنتاج ثمار الزيتون العام الحالي انخفضت أكثر بكثير مما أعلنت عنه مديرية زراعة المحافظة من تقديرات.
وأضاف أن أسعار الزيت ارتفعت هذا الموسم بحيث تراوح سعر الصفيحة بين 140 إلى 150 دينارا مقارنة بـ100 و110 العام الماضي، وكذلك ارتفاع أسعار الثمار المخصصة للكبيس لتتراوح بين 150 إلى 175 قرشا للكيلو.
يشار إلى أن تقديرات مديرية زراعة المحافظة توقعت أن تبلغ كمية الإنتاج من ثمار الزيتون للعام الحالي نحو 32 ألف طن، موزعة على لواء قصبة عجلون بواقع 17 ألف طن، ولواء كفرنجة بواقع 15 ألف طن، بحيث يذهب منها نحو 28 ألف طن للعصر، و4 آلاف طن للكبيس، وذلك مقارنة بإنتاج 44 ألف طن في المحافظة الموسم الماضي.
قلة الحصص المائية
ووفق المهندس الزراعي سامي فريحات، فإن إنتاج ثمار الزيتون انخفض هذا العام بشكل واضح، وكانت الثمار في أغلبها ضعيفة، وذلك لتراجع الموسم المطري الماضي وبسبب موجات الحرارة التي شهدتها المحافظة خلال أشهر الصيف مع بدء نضوج الثمار، وقلة الحصص المائية المخصصة للأراضي المصنفة بالمروية، ما انعكس سلبا على كميات إنتاج الثمار والزيت، مشيرا إلى أن مئات أشجار الزيتون هذا الموسم كانت وكأنها من دون ثمار، في حين ساهم قطف ثمار الزيتون المبكر هذا العام في انخفاض نسبة إنتاج الزيت.
وأضاف فريحات أن أشجار الزيتون البعلية تأثرت كثيرا هذا الموسم بسبب تراجع المعدلات المطرية إلى أقل من النصف، كما أن الأشجار المروية تأثرت هي الأخرى بسبب تراجع الحصص المائية جراء جفاف العيون والأودية وعدم تمكن أصحابها من ريها أثناء أشهر الصيف، لافتا إلى أن شجرة الزيتون أصبحت تعاني من تراجع الإنتاج لأسباب أخرى تتعلق بالآفات الزراعية والأمراض واليباس في الأغصان والجفاف نتيجة قلة الأمطار، والانعكاسات السلبية للانحباس الحراري والتغيرات المناخية على إنتاج الزيتون، داعيا الجهات المعنية إلى إعطاء هذه الشجرة أهمية خاصة من خلال تكثيف عمليات الإرشاد الزراعي للتعرف على ما تتعرض له الشجرة لأنها تحتاج إلى عناية كبيرة، وزيادة مخصصات مشاريع الحصاد المائي كالآبار والبرك.
إلى ذلك، أشار مدير زراعة المحافظة المهندس رامي العدوان إلى أهم العمليات الضرورية لتحسين إنتاج شجرة الزيتون مثل مواعيد القطاف والتقليم وإضافة السماد الطبيعي وحراثة الأرض، وضرورة استخدام الطرق الجيدة والأساليب التقنية الحديثة في عمليات القطاف والعصر للمحافظة على جودة الزيتون وزيت الزيتون، لافتا إلى وجود عدة طرق لتجديد أشجار الزيتون عبر عمليات التقليم والتطعيم على الجذور والجذوع، وتجري هذه العمليات للأشجار الهرمة والمصابة بالآفات.
وأكد أن ما فاقم المشكلة هذا العام هو انخفاض المعدل المطري لموسم الشتاء الماضي الذي لم يتعد 300 ملم، وجفاف الينابيع على الأودية التي أصبحت شبه جافة بحيث باتت لا يمكنها أن تزود الأقنية المنتشرة عليها بالحصص المائية لري أشجارهم المروية.
وخلال رعايته حملة لقطاف ثمار الزيتون، أكد نائب محافظ عجلون الدكتور محمد الحسامي “أن شجرة الزيتون هي رمز للعطاء، وليست مجرد محصول زراعي بل هي جزء أصيل من ثقافتنا وهويتنا الأردنية، وأن هذا القطاع يغطي مساحات واسعة من أراضي المملكة ويعمل به آلاف من المزارعين، ويمثل دعامة أساسية في اقتصادنا الوطني”.
ولفت إلى أهمية شجرة الزيتون في فوائدها الاقتصادية المتعددة، وقيمتها الغذائية العالية، وأدوارها البيئية المهمة، بالإضافة إلى رمزيتها الثقافية والدينية العريقة حيث تساهم شجرة الزيتون في توفير الغذاء الصحي وتدعم الاقتصادات المحلية من خلال منتجاتها، وتساعد البيئة عبر تثبيت التربة ومكافحة التصحر.

