عجلون: مواقع تنزه تتحول إلى مكاب في غياب الثقافة البيئية

– تشكل نظافة المواقع السياحية وأماكن التنزه في محافظة عجلون بؤرا بيئية ساخنة، وتحديا أمام الجهات الرسمية والتطوعية في الحفاظ على نظافتها، لاسيما مع تزايد أعداد المتنزهين والزوار خلال العطل والأعياد.
وتحاول تلك الجهات التركيز على الجانب التوعوي، وتكثيف الجهود من حيث زيادة مناوبات وآليات وعمال النظافة، وتنظيم حملات تطوعية للعديد من الجهات، خاصة الشبابية.
ويقول أحد سكان المنطقة سمير القضاة إن “مخلفات المتنزهين بدأت بالتراكم مجددا في مواقع المتنزه ووسط الغابات مع عودة الحياة لطبيعتها وفتح القطاعات”، مؤكدا انها تشكل ظاهرة مقلقة تتسبب بتشوه مواقع التنزه، وتلوث الغابات بمخلفات يصعب تحللها، ما يستدعي تكثيف حملات النظافة وتشديد الرقابة من الجهات البيئية، وفرض غرامات مالية على المخالفين.
بدوره، يرى يوسف المومني أن محدودية المنشآت السياحية من حدائق ومتنزهات عامة في محافظة عجلون تتسبب بتفاقم مشكلة السياحة والتنزه العشوائي، الذي يتسبب بانتشار النفايات، لا سيما أن مساحات الغابات شاسعة وتشكل الثلث من مساحة المحافظة البالغة 419 كيلومترا مربعا.
وزاد أن التنزه العشوائي يتسبب بأضرار بيئية عدة لتلك المساحات الخضراء، مؤكدا أن محدودية المنشآت السياحية، والمتنزهات العامة تضطر السياح والمتنزهين إلى الانتشار في أغلب الغابات والأراضي المملوكة للسكان، وبالتالي التسبب بالحرائق والتلوث جراء ترك المخلفات، مطالبا بزيادة أعداد الحدائق والمتنزهات العامة في جميع مواقع التنزه، وتزويدها بالمرافق الضرورية.
ويتوقع مراقبون أن تشهد مناطق عديدة في المحافظة، ومع إجازة عيد الأضحى المبارك، إقبالا وتواجدا كبيرين من السياح والمتنزهين، ما يتسبب بتلوث مواقع وسط الغابات وبعيدة عن خدمات البلديات بمخلفات التنزه، ولتشمل أيضا المزارع الخاصة.
وتوقع عكرمة القضاة أن تشهد المحافظة خلال إجازة عيد الأضحى سياحة عشوائية تطال مختلف مناطقها، وتشمل الأراضي الحرجية والأراضي والمزارع الخاصة، ما يتطلب من الجهات المعنية من بلديات وسياحة، تنظيم حملات وفرق تطوعية، وتوفير المتنزهات والحدائق في أرجاء المحافظة وتزويدها بالمرافق الضرورية للحد من السياحة العشوائية وحماية تلك المواقع من التلوث والحرائق التي قد يتسبب بها المتنزهون، جراء مغادرة المواقع دون جمع النفايات وترك النيران مشتعلة.
ويؤكد أهمية الجهود المجتمعية بتنظيم البرامج والفعاليات الهادفة، التي تعزز الوعي البيئي تجاه المواقع السياحية والأثرية وأهمية المحافظة عليها؛ كتوزيع نشرات بيئية على زوار المحافظة والمتنزهين، لتحث على أهمية الحفاظ على نظافة المواقع، لافتا إلى ضرورة تنفيذ أعمال تطوعية كل ما أتيح المجال لحماية الغابات من أي عوامل تلوث، وتكثيف الرقابة من البلديات والبيئة وفرض غرامات على المخالفين.
ويقول مدير سياحة المحافظة محمد الديك، إن مسؤولية الحفاظ على مواقع التنزه تقع بالدرجة الأولى على عاتق المتزهين، لافتا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مختلف الجهات المعنية في هذا المجال من البلديات والسياحة والبيئة والجمعيات المحلية والهيئات التطوعية.
ويؤكد أن مديرية السياحة وضعت العديد من الحاويات المعدنية الكبيرة في مواقع التنزه، خصوصا في مناطق اشتفينا التي تشهد تواجدا كبيرا من المتنزهين.
ويبين أنه توجد في المحافظة 6 مسارات سياحية تتفرع عنها 7 أخرى، حيث يشكل مسارا الجب وراسون أكثر المسارات إقبالا من المجموعات السياحية، وتصل أعداد زوارها زهاء 1500 زائر أسبوعيا، مؤكدا دور الطلبة والشباب والأندية البيئية والطبيعية في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على المواقع السياحية وإدامة نظافتها خدمة للزائر.
يشار إلى وجود زهاء 25 منشأة سياحية مرخصة تعمل في مختلف المواقع لخدمة زوار المحافظة، إضافة إلى عدد من المتنزهات العامة التابعة لبلديات المحافظة، فيما تضم المحافظة حوالي 250 موقعا أثريا.
إلى ذلك، شارك متطوعو ومتطوعات الهلال الأحمر الأردني في محافظة عجلون مؤخرا بحملة رفع الوعي حول نظافة البيئة والأماكن العامة، التي نفذت بالتعاون مع بلدية عجلون الكبرى ومؤسسة رواد المستقبل ومركز تنمية المجتمع المحلي/عنجرة، والإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة وصندوق طوارئ عنجرة، حيث وزع المشاركون نشرات توعوية وبروشورات وأكياس على زوار منطقة المطل، في مدخل مدينة عجلون الجنوبي وسالكي الشارع العام، إضافة إلى عملية توعوية حول أهمية الحفاظ على البيئة والصحة والسلامة العامة.
وتمول الحملة من برنامج دعم اللامركزية والحكم المحلي ( USAID _ CITIES)، والتي تستهدف الأماكن السياحية والعامة في محافظة عجلون.
في الأثناء، ترأس محافظ عجلون سلمان النجادا أول من أمس اجتماعا لمناقشة استعدادات المحافظة للمشاركة في الحملة الوطنية للنظافة العامة، بعنوان “بهمتنا – نحمي بيئتنا”، التي أطلقتها وزارة البيئة، وذلك بحضور الجهات المعنية الرسمية والتطوعية.
وأكد المحافظ على أهمية الحفاظ على البيئة السليمة والنظيفة، خاصة وأن محافظة عجلون يتوقع أن تشهد نشاطا سياحيا مميزا خلال إجازة العيد وأيام الصيف، داعيا الى دعم جهود حملة وزارة البيئة التي تأتي تحت عنوان (بهمتنا – نحمي بيئتنا).
ويبين أنه تم اختيار موقع سوس راسون واشتفينا لتنفيذ الحملة، داعيا الفعاليات الشعبية والرسمية للمشاركة بكثافة في هذه الحملة، وقيام البلديات المعنية بتقديم الدعم اللازم للمشاركين كتوفير أكياس نفايات وقفازات وما يلزم من معقمات ومياه شرب للمشاركين، والحفاظ على التباعد الجسدي، والتأكيد على ضرورة الالتزام بأوامر الدفاع خاصة فيما يتعلق بشروط الصحة والسلامة العامة.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة