عجلون: نجاح تجربة المزارع الحقلية يغير النمط المعيشي لمزارعين

 دفع نجاح تجربة المزارع الحقلية في محافظة عجلون، مزارعين إلى المطالبة بالتوسع في التجربة وتعميمها، سيما أنها انقذت المزارعين الذين طبقوها من شبح الخسائر الذي كان يحيق بهم في كل موسم، بعد استخدام الطرائق الحديثة بالزراعة وحمايتها من الأمراض وادخال اصناف جديدة وتصنيع الفائض من ثمارها.
ويتركز عمل المدارس(المزارع) الحقلية في تطوير المنتوجات الزراعية من مختلف الأصناف، وباستخدام الطرائق الحديثة في الزراعة وتسويق المنتوجات الزراعية وزيادة انتاجية الأشجار المثمرة والأصناف المحسنة مع الحفاظ على الأصناف ذات القيمة التسويقية العالية وحمايتها من الأمراض.
كما تعمل على تطوير ممارسات زراعية مستدامة واستغلال المعرفة بالبيئة المحلية لإدارة النظم الزراعية، وتعزيز التنمية وتواصل تعزيز الابتكار وتطوير سبل زراعة وإدارة أشجار البساتين، بهدف تعزيز الأمن الغذائي والإسهام في بناء وتعزيز قدرات المنتجين المحليين، وزيادة انتاجية المزارع وبالتالي زيادة أرباحهم ومداخيلهم.
وكان المركز الوطني للبحوث الزراعية أنشأ 20 مدرسة حقلية بالتعاون مع “جيدكو” في المناطق المستهدفة بمحافظة عجلون؛ حيث استفاد منها زهاء 200 من مزارعي الزيتون والعنب والرمان والتفاح، إضافة إلى ابتعاث 6 مزارعين من عجلون لدول العالم للاطلاع على تجربة الدول الأخرى، وتنفيذ 70 ورشة عمل خلال العامين الماضيين خدمة لمزارعي المحافظة.
كما أقيمت للمستفيدين في المحافظة أيام علمية للأشجار المثمرة بالتعاون مع فرع نقابة المهندسين الزراعيين في عجلون، ومديرية الزراعة وبلدية عجلون الكبرى وأصحاب معاصر الزيتون.
ويؤكد مزارعون واختصاصيون زراعيون، أن التوسع في إنشاء المزارع الحقلية في محافظة عجلون، يسهم في مساعدة المزارعين على الاستثمار في أنواع من الزراعات بطرائق حديثة، وبالتالي تحسين أوضاعهم المعيشية، والمساهمة في التنمية الزراعية.
ويقول المزارع حسين أحمد، إن زيادة اعداد هذه المزارع والمدارس الحقلية سيكون لها انعكاسات إيجابية على المنتج، من خلال طرائق التقليم وأصناف الأشجار والعمليات الزراعية، إضافة الى الطرائق الحديثة في تسويق المنتج، مشيرا إلى الجهود الكبيرة للكوادر البحثية والإرشادية، خصوصا فيما يتعلق بأشجار العنب وأصناف اخرى عديدة تشتهر بها المحافظة.
ودعا محمود الزغول، إلى التوسع بدعم زراعة الأشجار المثمرة والأصناف المحسنة، مع الحفاظ على الأصناف ذات القيمة التسويقية العالية التي ترفد الاقتصاد الوطني.
وتقول إحدى المشاركات في المدارس الحقلية والتصنيعية كوثر الزغول، إن مشاركتها في هذه المدارس غيرت النمط المعيشي لها، من خلال إيجاد مصدر دخل للأسرة والعمل بطريقة تشاركية مع سيدات المنطقة وتسويق منتجاتهن في المعارض والمهرجانات والمحلات الصغيرة.
وأكدت أهمية التشبيك مع الجهات ذات العلاقة لتبادل الخبرات الفنية والعلمية لخدمة المزارعين والنهوض بالقطاع الزراعي، خصوصا فيما يتعلق بتطوير سبل زراعة وإدارة أشجار البساتين بهدف تعزيز الأمن الغذائي، والإسهام في بناء وتعزيز قدرات المنتجين المحليين.
يشار إلى ان قسم الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة عجلون، نفذ العام الماضي، 4 مدارس حقلية زراعية استفاد منها 76 مزارعا ومزارعة.
وقال مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، إن المدارس الأربع تم تنفيذها في مناطق ذات تخصصية في نوع الزراعات الحقلية؛ حيث تم تنفيذ مدرسة زعتر في بلدة حلاوة واستفاد منها 20 مزارعة، ومدرسة رمان في بلدة باعون واستفاد منها 20 مزارعة، ومدرسة عنب في عجلون واستفاد منها 16 مزارعا ومزارعة، ومدرسة زيتون في كفرنجة واستفاد منها 20 مزارعا ومزارعة.
وبين أنه تم تنفيذ هذه المدارس بدعم من “إيفاد” و”جدكو” بالتعاون مع المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي ومديرية الزراعة في المحافظة.
وقال المهندس المشرف على المدارس مضر الصمادي، إن إنشاء المدارس الحقلية جاء بهدف تعريف المزارعين بأفضل الممارسات الحقلية الصحية الجيدة لزيادة الإنتاج، ما يسهم في زيادة دخل الأسرة، لافتا إلى أنه تم عقد دورات ولقاءات ميدانية وأيام حقلية للمستفيدين من هذه المدارس لإطلاعهم على أفضل الممارسات نظريا وعمليا وتنظيم حملات رش في تلك المدارس لمكافحة بعض الآفات الزراعية.
إلى ذلك، أكد المهندس الصمادي أن المسؤولين في المركز الوطني للبحوث الزراعية تفقدوا بشكل دوري مشاريع مدارس المزارعين الحقلية في المحافظة ، بهدف متابعة نشاطات مشروع التنمية الريفية والتشغيل، محور مدارس المزارعين الحقلية بنوعيها الحقلية والتصنيعية، وللاطلاع على إنجازات مشاريع المدارس الحقلية على أرض الواقع وانعكاسها على المزارعين والمجتمعات الريفية والمرأة في عجلون.
واكد أن التقنيات الحديثة في هذه المدارس لها انعكاسات على زيادة القيمة المضافة على الإنتاج كما ونوعا وتحسين الجودة في المنتج وتقليل الفاقد من الإنتاج، إضافة الى انعكاسها على المرأة الريفية وإدخال منتجات ريفية غير تقليدية وتحسين المنتجات التقليدية، والحد من ممارسات قديمة وتبني تقنيات جديدة انعكست آثارها على الإنتاج.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة