عجلون : ندوة تناقش أهمية التوثيق الثقافي والتراثي .

اوصت الندوة عقدت في قاعة حاضنة الابتكار بمركز شابات عجلون النموذجي بالتعاون مع مديرية الثقافة برعاية مدير التربية والتعليم احمد فايز الملكاوي ومشاركة فاعليات ثقافية وتربوية وشبابية ومجتمعية بضرورة انشاء متحف للحياة الشعبية والتراثية في كل بلدة وأن تتولى مديرية الثقافة إطلاق مشروعا للتوثيق المادي والمعنوي في المحافظة والتشبيك ما بين الثقافة والاثار لربط الماضي بالحاضر وضرورة انتقاء الكتب التي تشرى ووتزود بها المكتبات بعناية ودقة كما اوصى المشاركون الا يعطى اي إيداع من قبل المكتبة الوطنية لأي مؤلف الا بعد دراسة المحتوى بعناية وأن تكون هناك دقة وموضوعية واستخدام الاسلوب العلمي في عملية التوثيق وتدريب طلبة الجامعات والمدارس على التوثيق العلمي والصحيح وتكثيف الندوات والمحاضرات وورش العمل التي تعنى وتهتم بالتوثيق المادي والمعنوي .
واكد راعي الندوة الملكاوي إن التراث الثقافي هو تعبير عن رؤية المجتمع وتاريخه وهويته، وإن كل ثقافة هي عالم بحد ذاته، موضحا أهمية الحفاظ على المعالم الثقافية وتطويرها مادية كانت أم معنوية بصورة دقيقة مؤكدا أهمية إقامة المعارض التي تعنى بالثقافة والتراث تعد من أهم مشاريع حفظ التراث الثقافي الذي يمنحنا التوجيه والدعم باعتباره  جزء من هويتنا وذكرياتنا، لافتا إلى أن تدمير التراث الثقافي أكثر بكثير من الخسارة المادية فهو يستهدف قلب الحضارة وكرامة الإنسان، وهذا يجعل جهودنا لحماية التراث الثقافي على المستويين الوطني والدولي أكثر أهمية.
وبين رئيس منتدى الجنيد الثقافي يوسف المومني أن هناك العديد من المخاطر التي تهدد التراث الثقافي وتؤدي إلى تدمير جزء منه، وتؤثر سلبا على أسس الهوية الثقافية للمناطق المتضررة، كالكوارث الطبيعية والمناخية، والاتجار والتنقيب غير المشروع بالآثار، والنزاعات المسلحة مؤكدا أهمية تضافر الجهود للعمل معا من أجل الحفاظ على الذاكرة الثقافية للإنسانية ، مستعرضا بعضا من الجهود التي يبذلها في مجال التأليف لتوثيق الجوانب المادية والمعنوية لمنطقة الجنيد داعيا الى ضرورة أن يكون في بلدة متحف للحياة الشعبية والتراثية لخدمة الأجيال .
ودعا مدير الشباب بالوكالة صلاح القضاة الى زيادة الاهتمام والحفاظ على التراث الثقافي كترميم وصيانة المباني التاريخية والتراثية وجمع وتوثيق التاريخ الشفوي في مجال الموسيقى والأدب، وتوثيق التراث الثقافي المهددة بالانقراض (الأفلام والمنشورات)، والتدريب على كيفية التوثيق و تنظيم معارض وندوات حول التراث الثقافي وكيفية توثيقه بصورة علمية .
واستعرض المشرف التربوي في مديرية التربية الدكتور عمر القضاة الجهود التي بذلت في إطار الاحتفالات بمئوية الدولة الاردنية لجانب من التوثيق التربوي المادي والمعنوي المتعلق باقدام المدارس بالمحافظة وهي مدارس كفرنجة الثانوية والهاشمية الثانوية للبنين والمدرسة المعمدانية مشيرا لعديد من المخطوطات النادرة والمراسات التي وجدت في هذه المدارس في زمن الامارة لافتا الى أن تم اعداد كتيب بعملية الأرشفة والتوثيق التي تمت وإرسال نسخة منة لوزارة التربية والتعليم والتي تتبنى حاليا عملية مراجعة وتوثيق اقدم 25 مدرسة على مستوى المملكة .
وقال الدكتور القضاة إن الهوية الثقافية الوطنية راسخة وقادرة على مواجهة التحديات، وترتكز على حماية التراث، مؤكدا أهمية توثيق هذا التراث ولا سيما غير المادي بالتعاون مع أبناء المجتمعات المحلية التراث كأرث إنساني وحضاري.
و قالت رئيسة مركز شابات عجلون النموذجي سهير القضاة ان التراث ثروة وطنيه من الاداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والفنون التشكيلية والموسيقية وهو علم يدرس في الكثير من الجامعات والمعاهد مشيرة إلى ان الاهتمام به يشكل اولوية وان التراث الاردني يمثل صورة زاهية ومشرقة تعكس نقاء واصالة الاردن والارتباط الملحمي بين الارض والانسان.
واشارت الى انه يجب المحافظة على تراثنا المعاصر وتسخير الثروات الانسانية والطبيعية لتقديم هذه الكنوز للاجيال القادمة .
واشار المهندس محمد خير الى ان التراث ثروة كبيرة من المبادئ والعادات والتقاليد الشعبية ف مجتمعنا وعلم يدرس في كثير من الجامعات العربية والأجنبية وهو الذي يمثل نقاء واصل الأردنيين وكرمهم وشهامتهم ويشمل الاثار التاريخية والجغرافية مؤكدا أهمية توثيق الانتماء الثقافي للأمة العربية، والمساواة بين المرأة والرجل في الحياة الثقافية وتوسيع إسهامات الشباب في التنمية الثقافية.
وقالت مشرفة مكتبة مدرسة الملك عبد الله الثاني للتميز رنا بدر من حق الرجل والمرأة المشاركة في الحياة الثقافية” كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وكمبدأ رسخه كل من “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” و”العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية” و”الميثاق العربي لحقوق الإنسان”، علاوة على عدد من الدساتير العربية. مؤكدة ضرورة تعزيز الجهود الرامية لرعاية الآداب والفنون، وحماية التراث الثقافي، وتشجيع الإبداع والازدهار الثقافي، مع إزالة العقبات التي تحول دون ذلك، علاوة على التزام وسائل الإعلام بالإسهام في تثقيف الأمة ودعم وحدتها، ورفع المستوى الثقافي العام من خلال التعليم ، مشيرة لجهودها في مجال التوعية للطلبة في والتوثيق والتدريب العملي ومشاركتها العربية في مجال تحدي القراءة .
وقالت التربوية ريهام العبود الحائزة على جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي أن التراث لايعبر عنه بترميم البيوت التراثية وتقديس الموجودات في بيئة جامدة وليس جمعا لاكلات شعبية وليس كتابة اغان هذا سيبقى عقيما اذا لم يدرس الأجيال عن قناعة تامة بأن تراثنا سر اصالتنا ولايتعارض مع الحداثة ابدا ونغير نهج التعامل مع التراث من مرحلة الجمع والتوثيق مؤكدة ضرورة تعليم أبنائنا الخلفية التراثية المعرفية ومدى إمكانية تجديد التراث بما يؤام الحداثة لافتة الى ان الموسوعة العجلونية تعتبر خطوة جادة في توثيق التراث اذا ما رأت النور .
واكد مدير متحف راسون التراثي محمد الشرع اهمية الحفاظ على التراث الإنساني بكافة اشكاله المنقولة وغير المنقولة، مؤكدا سعي الأردن منذ تأسيسه الى وضع القوانين والانظمة التي تهدف الى الحفاظ على الموروث الحضاري والانساني في المملكة كجزء من الموروث العالمي. وبين أن الأردن يعمل مع كافة الشركاء الدوليين والمهتمين في الحفاظ على التراث وخاصة منظمة اليونسكو، وذلك لتحقيق الاستدامة في الحفاظ على المواقع التراثية المسجلة على قائمة التراث العالمي ، مشيرا لجهوده في انشاء المتحف الذي يضم مقنيات تعود لأكثر من 100 عام ويحظى باقبال كبير من الزوار والمهتمين بالتراث والتوثيق ، داعيا الى زيادة التركيز على نشر ثقافة الاهتمام والحفاظ على الموروث الحضاري الاردني كجزء من الهوية الوطنية .
وفي نهاية الندوة اددار حوار مفتوح بين الحضور حول اهمية التراث والتوثيق لخدمة الأجيال الناشئة .
ويشار إلى أن مجلس الوزراء أقرّ الخطّة الوطنيّة لعناصر التراث الثقافي غير المادّي للأعوام (2020-2024)، بهدف تعزيز حماية البعد التراثي في الهويّة الوطنيّة، وصون عناصر هذا التراث، وحمايتها من الاندثار، ونشر الوعي بأهميّتها لدى المجتمع وحثّه على المساهمة في جمعها وتوثيقها، وتعزيز موقف الوزارة في تسجيل عناصر وطنيّة جديدة على قوائم .

الدستور / علي القضاه

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة