عجلون: نشاط بمواقع التنزه.. والغابات تعاني نقصا بطرق الطوارئ

مع بدء الارتفاع في أعداد المتنزهين والزوار للمواقع الأثرية والسياحية لمحافظة عجلون، سيما بعد إجراءات التخفيف الحكومية المتعلقة بجائحة كورونا، يؤكد عجلونيون أن حماية الغابات من الحرائق والحفاظ على نظافة مواقع التنزه تعد مسؤولية مشتركة تتطلب التعاون من الجميع، سيما أن هذه الغابات ما تزال تعاني نقصا بطرق الطوارئ لتمكين مركبات الدفاع المدني من الوصول إلى مكان الحريق.

وقالوا إن غابات عجلون سجلت، وفق أرقام “الزراعة”، انخفاضا في التعديات عليها العام الحالي لتبلغ 15 حادثا فقط، مقارنة مع الفترة ذاتها من السنوات السابقة التي كانت تصل فيها إلى 40 اعتداء، إلا أنها ما تزال تعاني خطرا آخر يتعلق بنشوب حرائق الصيف، وقضايا النظافة، ما يستدعي اقتراح جملة حلول لمواجهتها والتخفيف من أضرار نشوب الحرائق.

وأشاد الناشط البيئي خالد عنانزة، بحزمة من الإجراءات التي تتخذها الجهات المعنية، وتمثلت بزيادة وتكثيف الرقابة من قبل الشرطة البيئية وكوادر الزراعة، وزيادة أعداد أبراج المراقبة واستخدام وسائل حديثة في الرقابة كطائرات الدرون، مؤكدا أن تجارب التعامل في الحرائق في مواسم سابقة كشفت أن عدم وجود طرق طوارئ وسط الغابات على شكل “بلوكات”، وخصوصا في المناطق الوعرة التي يتعذر وصول الإطفائيات إليها، وحتى الكوادر الراجلة، يجعل من المستحيل السيطرة على الحرائق، قبل أن تأكل الأخضر واليابس وكل ما تجده في طريقها.
وأكد أن تقسيم الغابات إلى مربعات “بلوكات” من خلال شق الطرق فيها (خطوط نار)، يسهل وصول آليات الإطفاء إليها بالوقت المناسب، وبالتالي سرعة السيطرة على الحريق وتقليص الخسائر الناجمة عنه.

وشدد على الحفاظ على نظافة الغابات وتوفير مستوعبات في المناطق التي تشهد زوارا كثرا.

ويقول سمير الصمادي، إن فتح الطرق بين الغابات يعد حلا مناسبا للتعامل مع الحرائق، ولا سيما المفتعلة التي ما تزال تضرب في مناطق عديدة بالمحافظة عجلون، خصوصا في ظل انتشار الأعشاب الكثيفة الجافة على جوانب الطرق ووسط الغابات وبدء عودة التنزه الصيف الحالي مع رفع الحظر، وارتفاع درجات الحرارة.

ولفت إلى أهمية التركيز على الجوانب التوعوية للحد من مخلفات التنزه التي تبرز مع قدوم أعداد كبيرة للمحافظة كانت تصل إلى زهاء مليوني متنزه في سنوات سابقة، وضرورة قيام البلديات بتوفير الحاويات في مناطق التنزه وإزالة الأعشاب الجافة منها التي تشكل تهديدا خطيرا ومزمنا للغابات، وذلك جراء سهولة اشتعال وانتشار النيران حال نشوبها في مساحات شاسعة من هذه الغابات.

ودعا المحامي جمال الخطاطبة إلى تغليظ العقوبات على مرتكبي الحرائق والمتسببين بها، واتخاذ غرامات بحق المتنزهين الذين يتركون مخلفات التنزه في مكان جلوسهم من خلال إيجاد فرق راجلة.

ولفت إلى أهمية تزويد مديرية زراعة المحافظة بالمعدات والإمكانات الكافية من مركبات وسيارات إطفاء وطوافين ومراقبي حراج وعمال حماية وأبراج مراقبة موزعة في مختلف المناطق، إضافة إلى تزويدها بآليات كافية لفتح الطرق في المناطق الوعرة بين الغابات، وذلك لتسهيل وصول آليات الإطفاء.

وأشار رئيس مجلس المحافظة عمر المومني إلى الجهود التنسيقية بين الزراعة والدفاع المدني والإدارة الملكية لحماية البيئة والأجهزة الأمنية ومجلس المحافظة لحماية غابات المحافظة، التي تمثل رئة الوطن من الحرائق والحفاظ على نظافتها، مؤكدا وجود تنسيق بينها لإزالة الأعشاب بالتعاون مع وزارتي الأشغال والزراعة، ولفتح ممرات بين الغابات للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى مواقع الحرائق.

وطالب بزيادة عدد الطوافين وأبراج المراقبة لحماية الثروة الحرجية، لافتا إلى أهمية السماح بالرعي في المناطق الحرجية وأماكن وجود الأعشاب، للتخفيف من نموها وحراثة جوانب الطرق وتجهيز الآليات من لودرات وصهاريج ضخ المياه، للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى أماكن نشوب الحرائق التي تقع في الغابات.

يذكر أن مساحة الأراضي الحرجية في المحافظة تبلغ 140250 دونما وبما نسبته 34 % من مساحة المحافظة.

وتتوزع مساحة الغابات بشكل مفصل في منطقة عجلون 43748 دونما، وكفرنجة 62490 دونما، وعنجرة 70211 دونما، وعين جنا 41115 دونما، وصخرة 19365 دونما، وعبين عبلين 14172 دونما، وعرجان 18578 دونما، وباعون 7187 دونما، وأوصرة 7550 دونما، والهاشمية 16155 دونما، وراسون 16411 دونما، وحلاوة 11530 دونما، والوهادنة 50803 دونمات، وراجب 44042 دونما، وسامتا ورأس منيف 15258 دونما، والشكارة 7806 دونمات، ولستب 2117 دونما، ودير البرك 4192 دونما.

وتشير أرقام مديرية الزراعة إلى وجود 35 طوافا و7 دوريات لمأموري الحراج، إضافة إلى أعداد من الحراس العاملين في 7 أبراج حماية موزعة في مناطق المحافظة.

من جهته، أكد نائب محافظ عجلون رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى الدكتور محمد ابو رمان أن مناطق البلدية تعمل بواقع 3 “شفتات” يوميا لإدامة نظافة المناطق ومواقع التنزه والاصطياف للحفاظ على البيئة، والسلامة العامة.

وزاد إن أمور النظافة العامة منوطة بثقافة المواطن والحفاظ على البيئة والسلامة العامة، مؤكدا أنه تتم متابعة ذلك لساعات متأخرة سيما مع تخفيف الإجراءات الصحية المتعلقة بكورونا والتي بدأت تساهم في زيادة أعداد الزوار والمتنزهين.

وقال مدير منطقة الروابي التي تغطي منطقة بلدات اشتفينا ومحنا ورأس منيف وسامتا وأم الينابيع والطيارة المهندس حابس العمارات والموظف محمد سالم القضاة أن المنطقة بالتعاون مع محمية غابات عجلون القيام بجهود كبيرة لجمع النفايات من مخلفات الزوار والمتنزهين حيث تم جمع المئات من أكياس النفايات على مدار الأسبوع داعين زوار المناطق إلى التعامل الأمثل مع البيئة والحفاظ عليها وعدم ترك المخلفات وراءهم من أجل سلامة المواقع والغابات من الحرائق .

على صعيد متصل، عملت كوادر ورافعة مديرية زراعة عجلون الأسبوع الماضي بأعمال تقليم أشجار الجزيرة الوسطية التي تحجب الرؤية بصورة لائقة.

وقال رئيس قسم الحراج المهندس حاتم فريحات، إن تقليم الأشجار في الجزيرة الوسطية بدأ من الشارع الرئيس أمام كلية عجلون الجامعية مرورا بدار المحافظة ومديريتي الزراعة والتربية إلى وسط مدينة عجلون حيث ستطال أعمال التقليم شجرة الكينا في المدينة لافتا لاهتمام وحرص وزير الزراعة الذي أوعز بإضفاء لمسات جمالية من خلال أعمال التقليم للأشجار.

 

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة