عجلون: “ورق العنب” مصدر رزق للمزارعين.. والبرد يؤخر موسمه

ينتظر مزارعو الكرمة في عجلون بفارغ الصبر، ارتفاعا ملموسا على درجات الحرارة التي تسهم بنمو اوراق شجر العنب، كواحد من أكثر منتجات المحافظة طلباً ومصدر دخل للعديد من الأسر العجلونية.
وما يزال حجم انتاج اوراق العنب هذا الموسم دون المستوى المطلوب، بسبب تأخر موسم الربيع الذي سيطرت عليه الأجواء الباردة، فيما تحتاج اوراق العنب درجات حرارة معتدلة من اجل نموها.
ويتهافت العديد من المواطنين على شراء أوراق العنب في مثل هذا الوقت من الموسم، والتي تدخل في إعداد اكثر الأكلات انتشارا، والمعروفة شعبيا بـ”الدوالي” و”اليبرق” و”اليلنجي”، فيما تعتبر محافظة عجلون المزود الأكبر لأفضل أنواع ورق العنب والمعروف باسم ورق “القرقشاني”.
يقول مزارعون، إنهم كانوا في مثل هذا الوقت من السنة، وتحديدا في الثلث الأخير من شهر آذار (مارس)، يبدأون بقطاف أوراق العنب من كرومهم، ويقومون ببيعها لتجار الجملة بأسعار جيدة، تعوضهم جانبا كبيرا من النفقات التي تحتاجها كرومهم، ككلف “الحراثة والأسمدة والعلاجات والتقليم والتركيب”، مبينين أن موسمها تأخر هذا العام حتى في المناطق الشفاغورية الدافئة بسبب موجات البرد الشديد.
ويقول المزارع محمد عيد وهو صاحب مشروع لمعرشات العنب، إن الفائدة التي كانوا يجنونها من قطاف وبيع ورق العنب كبيرة، وربما كانت تفوق ما يجنيه المزارعون من بيع ثمار العنب التي تعد من الفاكهة الصيفية الرئيسية في المحافظة، إذ كانت تتدنى أسعارها إلى أقل من دينار بسبب نضجها في آن واحد وطرحها بالأسواق بكميات كبيرة.
وزاد أن تدني أسعار ثمار العنب في مواسم سابقة دفعه إلى محاولة تجفيف كميات كبيرة وتحويله الى”الزبيب” ، فيما بدأ يعول على اوراق شجر العنب اكثر من الثمار، مؤكدا أنه كان في مواسم سابقة، يبدأ بقطف ورق العنب وبيعه بأسعار جيدة بعد منتصف شهر آذار (مارس)، وتعويض شيء من الكلف التي باتت تشهد ارتفاعا جنونيا في أسعارها كالأسمدة التي تضاعف سعر بعض أنواعها، إلا أنه لم يتمكن حتى اللحظة من ذلك، بسبب موجات البرد التي منعت نمو الأوراق.
ويقول المزارع جميل عبدالله إن موجات البرد المتلاحقة، وامتدادها حتى الأيام الأخيرة من شهر آذار (مارس) سيساهم في تأخير نمو العديد من الفاكهة الصيفية، وأنواع أخرى من الزراعات بما فيها أشجار الزيتون، لافتا إلى أن كثيرا من مزارعي الحبوب تضرروا بسبب موجات الصقيع المتلاحقة، لاسيما نبات الحمص.
وتعد كروم العنب كنوزا موسمية لمزارعي المحافظة، إذ تشكل مصدرا جيدا لدخل كثير من الأسر العجلونية، لا سيما انه يلقى رواجا في أغلب أسواق محافظات المملكة، بما يتميز به من مواصفات وجودة عالية، واستمرار إنتاجه في حال اعتدال الطقس على مدار 4 أشهر في العام، بسبب التدرج في النضج بدءا من المناطق الشفا غورية حتى المناطق الأقل حرارة، مثل عبين واشتفينا وصخرة.
ويمتد موسمها من مطلع شهر حزيران (يونيو) حتى نهاية أيلول (سبتمبر) من كل عام، ويشمل الموسم ثمار العنب والأسكدنيا، والتوت والتفاح البري والتين والخوخيات والعناب.
ويقول المزارع حسين أحمد “كما هو التأثير السلبي لموجات البرد الشديد على الموسم الزراعي في محافظة عجلون، فإن موجات الحر هي الأخرى ذات تأثير سلبي على الفاكهة الصيفية، حيث يتسبب الحر الشديد بانطلاق موسم الفاكهة الصيفية مبكرا وبكميات فائضة، ما يضطر المزارعين لبيعها بأسعار منخفضة لا تحقق لهم هامش ربح معقول بعد سداد تكاليف الإنتاج من أجور عمال وحراثة وأسمدة وري”.
وأوضح أنه ومن تجارب سابقة فإن ارتفاع درجات الحرارة في وقت مبكر يؤدي إلى تسريع نضوج ثمار العنب، بحيث يتم إنتاج كميات كبيرة في آن واحد وفي أغلب مناطق المحافظة، ما يتسبب بزيادة المعروض وتراجع أسعار الثمار بشكل لافت، خصوصا في ظل عدم توفر أسواق كافية.
وزاد أن أسعار بيع العنب بـ”الجملة أو التجزئة”، من خلال تجارب سابقة، كانت تتراجع إلى النصف، حيث كان يباع الكيلو الواحد في بداية الموسم بدينار، ومن ثم ينخفض إلى 50 – 60 قرشا، ما يتسبب بخسائر للمزارعين.
وتعد ثمار العنب في المحافظة الأكثر انتشارا والأجدى للسكان، كما أن تسويقها يعد أمرا سهلا، من خلال تجار يعمدون على شراء الثمار من البساتين مباشرة أو بمجرد نقلها إلى تجار الجملة في المحافظة لتباع بأسعار جيدة.
ويقول المهندس الزراعي سامي فريحات، إنه من الطبيعي أن تتأثر أنواعا عديدة من النباتات والأشجار بتقلبات الطقس كالبرد والحر الشديدين، مبينا أن بيئة المحافظة تعد مثالية لزراعة أشجار التين وكروم العنب.
وبين أن كثيرا من المزارعين استصلحوا مساحات كانت صخرية وغير صالحة للزراعة، حيث أصبحت توفر لهم مردودا ماليا جيدا لزراعتها بالكروم وأنواع عديدة من الأشجار المثمرة، داعيا إلى إيجاد سوق دائم للمنتجات الشعبية في المحافظة، بحيث يكون بمثابة سوق ومعرض دائم للمنتجات، للمساهمة في تسويقها وخلق فرص عمل للأسر، والمساهمة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة.
بدورها، تؤكد مصادر في مديرية زراعة المحافظة، أن المديرية توفر باستمرار الإرشادات والنصائح للمزارعين للتعامل الأمثل مع تقلبات الطقس والحد من تأثيرها على النباتات والأشجار، كما توفر المديرية أنواعا من العلاجات الضرورية لمكافحة الآفات الزراعية.
وأكدت أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب، مبينة أن الفاكهة الصيفية في عجلون تشهد رواجا جيدا في أسواق المحافظة والمحافظات الأخرى في المملكة، خاصة كروم العنب التي تنتشر على مساحات لا بأس بها من الأراضي الزراعية.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة