عدوان الاحتلال متواصل لليوم الثامن على غزة ويحصد أكثر من 200 شهيد

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي أمس موقعا نحو 200 شهيد وأكثر من 1305 مصابين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع أمس.
ومن بين الشهداء 59 طفلًا و35 سيدة، فيما العدد مرشح للزيادة في وقت يجري البحث عن مفقودين تحت الأنقاض بمدينة غزة، وتواصل طائرات الاحتلال الاسرائيلي قصفها للمناطق المدنية في القطاع، وتسبب القصف لمنازل المدنيين بتهدمها على رؤوس ساكنيها بمجازر راح ضحيتها أسر كاملة.
كما أحدث القصف الإسرائيلي تدميرًا هائلًا في البنية التحية بالقطاع، ونددت عدد من البلديات بتعمّد الاحتلال تخريب البنية التحية من طرق وشبكات مياه وكهرباء وصرف صحي.
وواصل طيران الإحتلال غاراته أمس وليلة أول من أمس بعشرات المرات على قطاع غزة الفقير والمحاصر، فيما أستمرت الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ باتجاه دولة الاحتلال.
وأعلن مصدر في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة استشهاد قائد لواء الشمال في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة حسام أبو هربيد في غارة استهدفت سيارته.
وتسببت الغارات التي هزت مدينة غزة بانقطاع التيار الكهربائي ولحقت أضرار بمئات المباني على ما ذكرت السلطات المحلية.
من جانبه أوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أمس أنه استهدف تسعة منازل عائدة لقادة كبار في حركة حماس وتستخدم “لتخزين الأسلحة”.
وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضا “مترو الأنفاق” أو شبكة أنفاق حركة حماس.
وقصفت 54 طائرة مقاتلة أنفاقا بطول 15 كيلومترا، وقال الجيش في وقت سابق إن جزءا منها يمر في مناطق مدنية.
وشوهدت صباح أمس أعمدة ضخمة من الدخان الرمادي تتصاعد من مصنع “فومكو” للاسفنج شرق مخيم جبالبا.
ووفق بيان للدفاع المدني فإن المصنع استهدف “بقذائف فسفورية حارقة وقذائف دخانية أدت إلى اشتعال حرائق كبيرة داخل المخازن كونها تحتوي مواد سريعة الاشتعال”.
وأتت غارات الاحتلال الجديدة في وقت سجلت في قطاع غزة أعلى حصيلة يومية منذ بدء جولة العنف الجديدة مع سقوط 42 شهيدا فلسطينيا من بينهم ما لا يقل عن ثمانية أطفال وطبيبان وفقما ذكرت وزارة صحة القطاع.
وبحسب وزارة الأشغال فقد “تضررت أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية في غزة جراء العدوان المستمر بينها 800 دمرت كليا”.
من جهتها، قالت شركة كهرباء غزة إن “كميات الوقود المتوافرة تساعدنا على تشغيل الكهرباء ليومين أو ثلاثة كأقصى حد”.
وأكد المتحدث باسم الشركة أن خسائرها جراء القصف بلغت 8 ملايين دولار. وأشارت وزارة التربية والتعليم إلى “تضرر نحو 335 مدرسة حتى اللحظة من القصف الهمجي”.
أما وزارة الزراعة فأعلنت عن خسائر أولية “تفوق 20 مليون دولار”.
وأطلقت الفصائل المسلحة ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي أكثر من 3100 صاروخ باتجاه الاحتلال منذ بدء جولة العنف الدامية هذه. وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف تستهدف الاحتلال وفقما أعلن جيش أول من أمس، مشددا على أن الدرع الصاروخية “القبة الحديد” اعترضت جزءا كبيرا منها.
وقال جيش الاحتلال إنه قصف منزلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية في قطاع غزة يحيى السنوار وشقيقه محمد رئيس الخدمات اللوجستية والقوى العاملة في الحركة باعتبارهما من ضمن “البنية التحتية العسكرية لحركة حماس”. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية الغارة من دون معرفة مصير السنوار.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرييش “يجب أن يتوقف القتال. يجب أن يتوقف فورا”. وأضاف أن التصعيد “يمكن أن يؤدي الى أزمة أمنية وإنسانية لا يمكن احتواؤها والى تعزيز التطرف، ليس في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل فحسب، بل في المنطقة برمتها”.
وتسجل داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي أعمال عنف غير مسبوقة خصوصا في مدن تسمى “مختلطة” يقيم فيها يهود وعرب إسرائيليون.
وقال غوتيريش أول من أمس “قد تغرق المواجهات الإسرائيليين والفلسطينيين في دوامة عنف لها نتائج مدمرة”.
وأججت قضية حي الشيخ جراح حيث يتهدد عدد من العائلات الفلسطينية خطر إخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية، النزاع وأدت إلى التصعيد الحالي الذي توسعت دائرته.
وسجلت الضفة الغربية منذ أسبوع 15 شهيدا فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشهدت القدس الشرقية المحتلة حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين على إثر صدامات في أحياء عدة ليل أول من أمس.
في الاثناء دعت فرنسا ومصر أمس إلى إنهاء التصعيد بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية في غزة.
وأكد الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي في باريس على “الضرورة المطلقة” لوضع حد لأعمال العنف، حسبما ذكر مكتب ماكرون، مضيفا أنه جدد دعمه لجهود الوساطة التي تجريها مصر في النزاع.
وأكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة فرار أربعين ألفا من منازلهم التي دمرت أو ألحقت بها الأضرار، مضيفا إن الوكالة الدولية فتحت لهم 48 مدرسة وهي تخشى من انتشار فيروس كورونا و”الوضع خطير جدا”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين أمس إن واشنطن طلبت من إسرائيل توضيح “مبرر” الضربة، داعيا إسرائيل والفلسطينيين إلى “حماية المدنيين” والأطفال.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية إسماعيل هنية في مقابلة له مع صحيفة الأخبار اللبنانية أن “قوة المقاومة متعاظمة” وهي “تمثل اليوم الرصيد الاستراتيجي للمشروع الوطني الفلسطيني وفي قلبه القدس”.
وقال إن “المعركة القائمة أثبتت للعالم كما للصهاينة أن القدس ليست مسألة عابرة وأنها مركز القلب في المشروع الوطني الفلسطيني، ونجحت في إعادة توحيد الشعب الفلسطيني على كل أرض فلسطين التاريخية”.
واعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ان حماية البنى التحتية الطبية وطواقم المعالجين هو أمر “واجب في كل الظروف”، في أول تعليق له على التصعيد العسكري المتواصل منذ اسبوع بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية.
وقال تيدروس ادهانوم غيبريسوس “من الضروري ان يتم احترام المعايير الانسانية الدولية بشكل تام، داعيا قادة جميع الاطراف الى ضمان احترام هذه القوانين الحيوية”.
ولاحظ ان “التصعيد الاخير للنزاع تسبب بعشرات من الحوادث التي تعرضت لها طواقم معالجين وبنى تحتية صحية،.
من جهته، قال رئيس برنامج الطوارئ بالمنظمة مايكل راين ان المنظمة عملت وتعمل منذ اعوام مع جميع المعنيين بالقطاع الصحي في اسرائيل وفلسطين، وقد عملت بشكل جيد جدا في محاولة لتحقيق تقارب بين الطرفين حول موضوعات تنطوي على مصلحة متبادلة”.
واضاف “يجب ان تتوقف فورا كل الهجمات على كل ما يتصل بالصحة” مع اهمية “ضمان” الحصول على الخدمات الصحية.
وتابع راين “سنواصل العمل مع جميع من يريدون مساعدة الافراد المحتاجين واولئك الذين تأثرت صحتهم البدنية والنفسية بهذا النزاع المدمر”.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة