عدوان جديد على جنين.. والمقاومة تتصدى

بالتزامن مع التنكيل بالطلبة المقدسيين ومنع التحاقهم بمدارسهم ومصادرة كتبهم المدرسية؛ وفي تصعيد جديد، اقتحمت قوات الاحتلال أمس مخيم جنين، بالضفة الغربية، بتعزيزات عسكرية كثيفة، وأصابت واعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين أثناء تصديهم لهجومها الدامي ضد الفلسطينيين.

ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة تجاه جنين بعد تسلل قوة إسرائيلية خاصة لمحيطه، مما أدى لاندلاع الاشتباكات المسلحة مع الفلسطينيين، وسط تحليق من طائرات مروحية لجيش الاحتلال في سماء المدينة، وذلك بزعم ملاحقة مطلوبين تم اعتقالهم خلال اقتحامها العدواني.

وتصدى الفلسطينيون لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين، خلال اشتباكات مسلحة، أدت لاعتقال ثلاثة شبان فلسطينيين، بينهم مصابان، بعد إطلاق النار عليهما بشكل عشوائي، فيما أصيب خمسة آخرون، بينهم طفل، بجراح ما بين متوسطة إلى طفيفة.
وفي الأثناء؛ أعلنت “كتائب القسام” و”سرايا القدس” و”كتائب شهداء الأقصى”، في بيانات منفصلة، التصدي لقوات الاحتلال واستهدافها بالرصاص والعبوات الناسفة على أطراف مخيم جنين، فضلاً عن التمكن من إسقاط مسيرة لجيش الاحتلال بعد إطلاق النار عليها.
من جانبه، قال الناطق باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، “إن مخيم جنين سيظل قلعة المقاومة، ولن يفلح الاحتلال في كسر إرادته، بل إن المقاومة والنضال في كل الضفة الغربية ستكسر إرادة المحتل”.
ويعتبر هذا الاقتحام الأول لمحيط المخيم منذ شهرين، عقب اجتياح كبير شنه جيش الاحتلال على المخيم أوائل حزيران (يوليو) الماضي، وخلف 12 شهيداً وقتيلا من جيش الاحتلال ودمارا كبيرا في المنازل والبنية التحتية في مخيم جنين.
في غضون ذلك؛ أمعن الاحتلال الإسرائيلي أمس بالاعتداء على الطلبة المقدسيين والتنكيل بهم وعرقلة التحاقهم بمدارسهم ومصادرة كتبهم الدراسية، في إطار سياسة تهويد التعليم في مدينة القدس المحتلة، ومحاولة فرض المناهج التعليمية الإسرائيلية بالقوة، مما ينذر بمزيد من الصدام والتصعيد في الضفة الغربية.
وفي تصعيد جديد مع مطلع العام الدراسي؛ حول الاحتلال مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية مغلقة؛ عبر نشر التعزيزات وتشديد الاجراءات الأمنية، وإضافة المزيد من قواته، لاسيما قرب أبواب المسجد الأقصى المبارك وعند مداخل الأحياء المقدسية والحواجز العسكرية للتضييق على الطلبة المقدسيين وعرقلة وصولهم إلى مدارسهم وتعطيل دراستهم.
وبغرض التنكيل بهم؛ قامت قوات الاحتلال بتفتيش المعلمين وحقائب الطلبة المقدسيين ومصادرة كتب المنهاج الفلسطيني، كما قامت بقطع الطريق على طلبة المدرسة الشرعية ورياض الأطفال، الواقعتين داخل باحات المسجد المبارك، والعبث بحقائبهم المدرسية ومصادرة الكتب الدراسية الخاصة بالمنهاج الفلسطيني والكتب المطبوع عليها علم فلسطين منهم.
وتواصلُ سلطات الاحتلال التضييق على المدارس المقدسية، ضمن حرب الاستهداف لعقول الطلبة عبر تهويد التعليم بفرض المناهج التعليمية الإسرائيلية ومنع تدريس المنهاج الفلسطيني.
ويحظى قطاع التعليم في مدينة القدس المحتلة بالنصيب الأكبر من “الخطة الخمسية” الإسرائيلية الهادفة لتهويد القدس من جميع النواحي، إذ خصص الاحتلال ميزانية ضخمة لتهويد القطاع التعليمي الفلسطيني، ومحاولة تذويب عقول الطلبة المقدسيين وكي وعيهم وفكرهم.
من جانبه، قال وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية، فادي الهدمي، إن الاحتلال الإسرائيلي يشن حرباً متعددة الجبهات ضد المنهاج التعليمي الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، ولفرض المنهاج الإسرائيلي سواء من خلال التهديد والترهيب لإدارات المدارس أو من خلال الضغط على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وإقرار الكنيست للقوانين العنصرية.
وأكد الهدمي، في تصريح له أمس، أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من توقيف للأطفال وتفتيش حقائبهم ومصادرة كتبهم المدرسية وتهديد إدارات المدارس، هو انتهاك للقوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
وندد بما تقوم به سلطات الاحتلال، باعتباره “استهدافاً ليس فقط للكتب، وإنما ما تحتويه من تمسك بالهوية العربية الفلسطينية في محاولة يائسة ومرفوضة ومدانة لإحلال الرواية الإسرائيلية مكانها”.
ودعا الهدمي إلى “مواجهة الحرب الإسرائيلية؛ وذلك عبر مواصلة رفض المقدسيين المنهاج الإسرائيلي وتمسكهم بالمنهاج الوطني الفلسطيني، بالإضافة إلى الضغط السياسي الدولي على سلطة الاحتلال باعتبار أن ما تقوم به هو انتهاك فظ للقوانين الدولية وأبسط مبادئ حقوق الإنسان”.
وأفاد بأن وزارة شؤون القدس خاطبت، من خلال رسائل رسمية، منذ شهر، جميع القناصل والسفراء المعتمدين لدى فلسطين والمؤسسات الأممية والدولية للتدخل الفاعل لوقف العدوان الإسرائيلي على المنهاج الفلسطيني.
ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية للتدخل لوقف الانتهاك الإسرائيلي العنصري للقوانين الدولية ومبادئ حقوق الانسان والحق في التعلم، مؤكداً أن القدس بسكانها ومنازلها ومعالمها ومقدساتها ستبقى عربية فلسطينية أصيلة.
من جانبها؛ حذرت محافظة القدس، من استمرار سلطات الاحتلال التضييق على الطلبة المقدسيين ومحاربة المنهاج الوطني الفلسطيني والضغط على المدراس العربية في القدس المحتلة لتطبيق المنهاج الإسرائيلي.
وقالت محافظة القدس، في تصريح لها أمس، إن إجراءات وممارسات سلطات الاحتلال ستجعل من العام الدراسي، الذي بدأ قبل عدة أيام، غير مستقر، مشيرة إلى الحملة الممنهجة التي يتعرض لها طلبة القدس من أجل منعهم من الوصول إلى مدارسهم الوطنية وضرب العملية التعليمية في المدينة.
ولفتت إلى الإضرابات والاحتجاجات التي تسود بين أولياء الأمور في مناطق مختلفة من محافظة القدس احتجاجًا على الممارسات الإسرائيلية العنصرية التي تهدد مستقبل الطلبة وانتظام العام الدراسي والمسيرة التعليمية.
وبينت أن إجراءات الاحتلال العنصرية تأتي في إطار الحملة المستمرة لأسرلة التعليم في مدينة القدس، وفي إطار التحريض الإسرائيلي على المنهاج الفلسطيني، ومحاولة تعكير أجواء افتتاح السنة الدراسية في المدينة المقدسة، وممارسة أبشع وسائل الترهيب ضد الطلبة المقدسيين”.
وطالبت بتدخل دولي ضاغط لوقف ممارسات حكومة الاحتلال اليمينية التي تسعى بكل إمكانياتها لتهويد القدس المحتلة، خاصة منظمات حقوق الإنسان والمهتمة بالتعليم.

وكالات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة