عشرات الشهداء بغزة.. وتحذير دولي من جرائم الاحتلال بالإبادة والتجويع

عواصم – أفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، أن 60 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر أمس، في قصف صهيوني على مناطق مختلفة من قطاع غزة، منهم منتظرو مساعدات.
من جانبها، سجلت وزارة الصحة في القطاع وصول 72 شهيدا و174 مصابا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت الوزارة -في تقريرها اليومي- إن هذا يرفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 56 ألفا و331 شهيدا و132 ألفا و632 مصابا منذ 7 تشرين الأول(اكتوبر) 2023.
وأفادت مصادر “مستشفى الكويت الميداني” في غزة باستشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة آخرين، بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح.
وأكد مجمع ناصر الطبي استشهاد شخص في قصف صهيوني في بلدة القرارة، واستشهاد ثلاثة في قصف من مسيرات للاحتلال على فلسطينيين في بلدة بني سهيلا وحي الشيخ.
كما ارتفع عدد الشهداء إلى ثلاثة في القصف الصهيوني على خيمة تُؤوي نازحين في منطقة المواصي.
نسف مبان سكنية
ونسف جيش الاحتلال الصهيوني مبانيَ شمالي مدينة خان يونس، وسط قصف مدفعي مكثف على شرقي وشمالي المدينة. كما أفاد مصدر طبي في “المستشفى المعمداني” بمدينة غزة باستشهاد تسعة فلسطينيين، وإصابة عشرة، بقصف إسرائيلي على حي التفاح، شرقي مدينة غزة. وتواصل مدفعية الاحتلال قصف الحي، تزامنا مع إطلاق نار من مسيرات صهيونية.
وقال المركز الفلسطيني للإعلام، إن جيش الاحتلال نفذ عمليات نسف ضخمة للمباني السكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة. وأضاف المركز، أن جيش الاحتلال فجّر 3 روبوتات مفخخة في محيط شارع مسعود شرق جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وفي خان يونس، شيّع فلسطينيون جثامين 7 أشخاص استُشهدوا في قصف لقوات الاحتلال استهدف خياما تؤوي نازحين بمنطقة المواصي، غربي المدينة.
وقصفت الطائرات الحربية الصهيونية عددا من المنازل في منطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، وأظهرت صور اللحظات الأولى التي أعقبت القصف الذي ألحق دمارا كبيرا بالمنازل.
سوء التغذية
في السياق ذاته، أفادت مصادر طبية بمستشفى المعمداني في مدينة غزة بوفاة الطفل الرضيع أحمد طليب من سوء التغذية والجفاف، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الأطفال من سوء التغذية في قطاع غزة إلى 61 طفلا، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 70 ألف طفل يعانون من أعراض صحية من سوء التغذية، ومنع الاحتلال إدخال حليب الأطفال للقطاع منذ 4 أشهر.
وكانت منظمة يونيسيف قد أشارت في تقرير لها إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين تم إدخالهم للعلاج من سوء التغذية الحاد بنسبة 50 % الشهر الماضي، مقارنة بشهر نيسان(أبريل) الماضي.
من جهتها، قالت غادة الحداد، مسؤولة الإعلام والاتصالات بمنظمة “أوكسفام”، إن الأوضاع الإنسانية في غزة كارثية وتتدهور، ويصعب وصفها.
وقالت الحداد إن القطاع يعاني نقصا في كل الإمدادات الغذائية والطبية، وشددت على أن إسرائيل تستخدم التجويع سياسةَ حرب، وتتعمد قصف منشآت المياه.
نقطة تحول
من جهته،حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني من نقطة تحول تمر بها الأرض الفلسطينية المحتلة، ومن أن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون قلقا عميقا، في حين يتم تدمير “أونروا” التي اعتمدوا عليها أجيالا.
وقال لازاريني، إن العالم يشهد تنفيذ مشروع استغرق إعداده عقودا، لفصل الفلسطينيين عن فلسطين، معتبرا أن آلية توزيع المساعدات الحالية في قطاع غزة كارثية، ومذلّة، وتزهق الأرواح، وهي تتويج بشع لأكثر من 20 شهرا من التقاعس والإفلات من العقاب، راح ضحيتها 55 ألف شخص، أغلبهم نساء وأطفال.
وأضاف لازاريني، أن كل هذا يأتي في وقت تتفاقم فيه آثار ما وصفها بالعمليات العسكرية الوحشية التي تنفذها القوات الصهيونية بالضفة الغربية المحتلة تتواصل فيه عمليات الضم والتهجير.
عقوبات محتملة
في السياق ذاته، حذّر رئيس “شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية” في قطاع غزة أمجد الشوا من تداعيات التصعيد الخطِر للاحتلال في القطاع.
وقال الشوا، إن عمليات استهداف من يسعى للحصول على مساعدات غذائية تستدعي تحركا عاجلا لوقف هذه الآلية.
كما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فورا ودون عوائق.
وأكدت فون دير لاين خلال القمة الأوروبية في بروكسل دعوتها “لوقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن في قطاع غزة”.
وكان البيان النهائي للقمة الأوروبية التي عُقدت في بروكسل قد أجّل الحسم في مسألة عقوبات محتملة على إسرائيل إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المقرر في منتصف الشهر المقبل.
وقد أدان بيان القمة التصعيد والعنف الاستيطاني والتوسّع غير القانوني للمستوطنات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ودعا البيان إلى فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين والداعمين لهم، مشيرا إلى أنه ستتم مناقشة تقرير عن امتثال إسرائيل لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في تموز(يوليو).
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين، وطالب الكيان برفع الحصار بالكامل، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وندد البيان بالوضع الإنساني الكارثي في غزة، خاصة المجاعة وسقوط الضحايا المدنيين، محمّلا حركة حماس المسؤولية “عن رفضها تسليم الرهائن المتبقين”، ودعا إلى مزيد من العقوبات عليها.-(وكالات)