عشرات القتلى بهجومين دمويين لـ”داعش” في العراق وشمال سورية

عملان كبيران نفذهما تنظيم “داعش” في كل من العراق وشمال سورية يفضيان لعشرات القتلى بين صفوفه، وصفوف الجيش العراقي من جهة وقوات سورية الديمقراطية من جهة أخرى.
فقد قتل 18 عنصرا من القوات الأمنية الكردية و16 من تنظيم الدولة الإسلامية، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، باشتباكات مستمرة منذ مساء أول من أمس داخل وخارج سجن في مدينة الحسكة بشمال شرق سورية.
وأفاد بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا بأنه “وثق مزيدا من الخسائر البشرية على خلفية” الهجوم، إذ “ارتفع تعداد قتلى الأسايش وحراس السجن إلى 18، ممن قضوا جميعا بالأحداث التي تشهدها المنطقة” منذ مساء أول من أمس.
وفي المقابل، قتل “16 على الأقل” من مقاتلي “داعش” في اشتباكات مع القوات الكردية داخل السجن وخارجه”، بحسب ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس.
وأعلنت قوات سورية الديمقراطية (“قسد”) التي تشرف على السجن في بيان أمس أنها “أحبطت محاولة فرار جماعية نفذها مرتزقة” التنظيم في سجن غويران بالحسكة، بعد هجوم أول نفذه عناصر منه أول من أمس، وأدى إلى فرار عدد من السجناء.
واضافت أنها “ألقت القبض على 89 من عناصر التنظيم في محيط السجن”، حيث “الاشتباكات مستمرة” لغاية مساء أمس بحسب البيان.
واشارت إلى أنها قتلت “خلال الساعات الأولى” من صباح أمس “خمسة مهاجمين.
وذكرت أن مقاتلي التنظيم الذين نفذوا هجوم أول من أمس كانوا يختبئون في منازل المدنيين في حي الزهور القريب من السجن.
واشارت إلى أن ما وصفته بـ”الظروف الأمنية الاستثنائية” المستمرة منذ تشمل “محيط سجن الحسكة والأحياء القريبة” منه.
وذكرت أن “خلايا التنظيم الإرهابي التي تتخذ من منازل المدنيين في حيّ الزهور خنادق لها تطلق النار بشكل مكثف في محاولة لتوجيه رسائل أمل إلى المعتقلين داخل السجن”.
واعتبرت أن “هذه الخلايا “تستخدم المدنيين في حيّ الزهور وبعض المناطق في الجهة الشمالية للسجن كدروع بشرية وسط تقارير ميدانية تتحدث عن تصفية بعض المدنيين الذين عارضوا تلك الخلايا ولم يمتثلوا لأوامرها.
وتابعت “تتوخى قواتنا الدقة والحذر في التعامل مع هذه الظروف، وتبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين كمهمة أساسية في تخطيط وتنفيذ أي مخطط عسكري وأمني”.
وكان تنظيم “داعش” عمد في هجومه على سجن غويران إلى تفجير سيارة مفخخة في محيط السجن ومهاجمة عناصر الحراسة التابعين للقوات الكردية، في محاولة لتحرير عدد من السجناء فيه، على ما أفادت “قوات سورية الديمقراطية” في بيان.
ووصف مدير المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الهجوم هو “الأكبر والأعنف من نوعه” الذي يشنه التنظيم منذ إعلان القضاء على خلافته في آذار (مارس) 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته.
وفي العراق قتل 11 جنديا بهجوم استهدف مقراً للجيش العراقي ونسب لـ”داعش” في محافظة ديالى الواقعة شمال شرق بغداد، كما ذكر مسؤول عسكري في ديالى لوكالة فرانس برس، في أحد أكثر الهجمات دموية منذ أسابيع.
ومنذ أن أعلن العراق أواخر 2017 انتصاره على التنظيم بعد طرد عناصره من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في 2014، ومقتل زعيمه في عام 2019، تراجعت هجمات التنظيم في المدن بشكل كبير، لكن القوات العراقية ما زالت تلاحق خلايا نائمة بمناطق جبلية وفي البادية، لا سيما في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى حيث وقع هجوم الجمعة الذي لم يتم تبنيه حتى الآن.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إن “11 جنديا بينهم ضابط برتبة ملازم قتلوا في هجوم لعناصر التنظيم باسلحة مختلفة بينها خفيفة”.
ورجح أن يكون عناصر التنظيم “قد استغلوا وعورة المنطقة وانخفاض درجات الحرارة” لتنفيذ هجومهم الذي “وقع حوالى الساعة 02,30 بعد منتصف ليل أول من أمس ضد مقر في منطقة حاوي العظيم” الواقعة إلى الشمال من بعقوبة والمحاذية لمحافظة صلاح الدين، حيث لا تزال تنشط خلايا التنظيم.
وأكد محافظ ديالى مثنى التميمي في حديث لوكالة الأنباء العراقية الهجوم، موضحا أنه استهدف “أفراداً من الفرقة الأولى في منطقة العظيم”. واعتبر أن السبب الرئيسي “للاعتداء إهمال المقاتلين في تنفيذ الواجب، لأن المقر محصن بالكامل، وتوجد كاميرات حرارية، ونواظير ليلية وأيضاً هناك برج مراقبة كونكريتي”.
وأوضح أن “قائد الفرقة الأولى على مستوى عال من المسؤولية لكن الإرهابيين استغلوا برودة الطقس وإهمالاً في الالتزام بتنفيذ الواجبات، لينفذوا جريمتهم ومن ثم انسحبوا الى صلاح الدين”.
واعتبر المحلل الأمني عماد علو في حديث لفرانس برس أن “التنظيم يحاول إعادة ترتيب صفوفه ونشاطه داخل العراق”، مضيفاً أن “عملياته المتكررة في ديالى باتجاه منطقة الجزيرة وصولا إلى الحدود العراقية السورية”، مؤشر على ذلك.
وتشهد محافظة ديالى هجمات متكررة للجهاديين، يستهدف أغلبها قوات الامن وغالباً ما تؤدي لسقوط ضحايا، فيما تواصل السلطات العراقية عملياتها الأمنية في منطقة جبال حمرين الممتدة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، لملاحقة خلايا التنظيم.
وأضاف المحلل أن “السبب الرئيسي خلف تلك الهجمات هو ضعف تدريب القوات الأمنية وعدم متابعة مسؤوليهم، وعدم التزام المقاتلين بالتعليمات وانخفاض درجات الحرارة، ما يسهل لعناصر التنظيم الوصول إليهم”.
وتستغل هذه الخلايا أيضا أراضي الشريط التي تمتد في مناطق متنازع عليها تتواجد فيها قوات البيشمركة الكردية وقوات الحكومة الاتحادية.
وأشار تقرير للأمم المتحدة نشر في شباط (فبراير) إلى أن “داعش” يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسورية ويشن تمرداً مستمراً على جانبي الحدود بين البلدين مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا”.
وقال التقرير إن “التنظيم” ما يزال يحتفظ بما مجموعه عشرة آلاف مقاتل نشطين” في العراق وسورية.-(أ ف ب)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة