عطوفة الباشا الدكتور غازي موسى الطيب… رجل المواقف والمروءة// احمد عوض عليوه الزغول

في زمنٍ تتمايز فيه القلوب قبل الأسماء، وتُقاس فيه الرجال بقدر مواقفهم لا أطوال ظلهم، يبرز اسم غازي موسى الطيب كشعلة مضيئة في دروب المروءة، وعنوانًا للأصالة والشهامة والنخوة الأردنية الأصيلة.
لم يكن غازي الطيب مجرد اسمٍ يمرُّ في المجالس، بل كان حضورًا طاغيًا يحمل في طياته هيبة الاحترام ودفء الإنسانية. رجلٌ إذا تكلّم أنصت له العقل، وإذا حضر عمّ الخير، وإذا غاب ترك في المكان فراغًا لا يملؤه أحد.
عرفناه سندًا للضعفاء، وعونًا للمحتاجين، لا يسأل عن القبيلة ولا عن النسب، بل يسأل: “ما حاجتك؟”، وكأن قلبه وُهب ليكون وطناً للناس. في كل موقف، كان صاحب الكلمة الطيبة، والموقف الحازم، والتصرف النبيل. يجمع بين الحكمة والبساطة، بين الحزم والرحمة، وبين الأصالة والتجدد.
وما يزيد هذا الرجل رفعة وسموًا، أنه خدم الوطن والمليك والشعب بكل إخلاص، تحت ظل الراية الهاشمية المباركة، مؤمنًا بأن حب الوطن ليس شعارًا يُرفع، بل عملٌ يُؤدى، وولاءٌ يُترجم في كل سلوك وموقف.
هو ابن هذه الأرض الطيبة، التي أنبتت رجالاً لا تهزهم العواصف، ولا تفتنهم الزوابع. غازي موسى الطيب كان ولا يزال واحداً من أولئك الذين إذا ذُكروا، ذُكرت القيم، وإذا مرّت أسماؤهم على السامعين، هزّت فيهم جذور الانتماء والاحترام.
لسنا بحاجة إلى سرد إنجازاته، فمواقفه أكبر من أن تُحصى، وأثره في من عرفه لا يُنسى. يكفي أن تسأل عنه كبار القوم أو صغارهم، فالجميع يشهد بأنه كان حيث يجب أن يكون: في الصفوف الأولى للحق، وفي ميادين العطاء، وفي ظلال الحكمة.
سلامٌ على من حمل اسماً طيبًا، وسار في الحياة بخُطا الطيبين. وسلامٌ على من لم تغيّره المناصب، ولا أفسدته الأيام، بل ظل كما عهدناه: غازي موسى الطيب… وجه الخير، وصوت العقل، ونبض الوفاء.