على وقع الدماء النازفة والأملاك المستباحة.. الفلسطينيون يحيون يوم الأرض

على وقع استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة، والدماء النازفة في القطاع والضفة المحتلة، أحيا الفلسطينيون أمس، الذكرى 48 “ليوم الأرض”، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وهويتهم الوطنية.

ويأتي يوم الأرض هذا العام وقد استولى الاحتلال على زهاء 27 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية المحتلة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، واقتطع مساحات شاسعة من القدس المحتلة في إطار مساعي تهويدها وطمس معالمها.

وفي ظل ترقب استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة وسط خلاف حاد بين وزراء حكومة الحرب ورئيسها “بنيامين نتنياهو” على عودة النازحين لشمال القطاع؛ فإن ذكرى “يوم الأرض” تمر هذا العام على الفلسطينيين أكثر حزناً ووجعاً وقهراً نظير جرائم الاحتلال التي أدت لارتقاء آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وتدمير الحياة في غزة.
وأمام معارضة “نتنياهو” ووزير حربه “يوآف غالانت”؛ بات وزراء في حزب الليكود الحاكم يؤيدون التوصل لاتفاق لإطلاق النار ولا يعارضون عودة النازحين لشمال غزة مقابل تبادل الأسرى، بينما تطالب المقاومة بوقف عدوان الاحتلال وعودة النازحين لأماكنهم بدون شروط، فيما أكد الرئيس محمود عباس ضرورة انسحاب جيش الاحتلال من كامل القطاع وعودة السلطة الفلسطينية لمهامها بغزة.
بينما تواصل حكومة الحرب تصعيدها ضد الضفة الغربية منذ عملية “طوفان الأقصى” لضم أراضيها وتهويد مدينة القدس المحتلة، إذ قام الاحتلال مذاك بالمصادقة على 1895 وحدة استعمارية جديدة وتهجير 25 تجمعاً بدوياً فلسطينياً، وتأمين اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم والذي بلغ 9700 اعتداءً، مقابل اقتلاع وتحطيم 9600 شجرة معظمها من أشجار الزيتون.
واستولت سلطات الاحتلال على 27 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، بعد عدوان الاحتلال ضد قطاع غزة، منها 15 ألف دونم تحت مسمى تعديل حدود محميات طبيعية في أريحا والأغوار، و11 ألف دونم من خلال ثلاثة أوامر إعلان أراضي دولة في محافظات القدس ونابلس، و230 دونماً من خلال 24 أمراً لوضع اليد، لأغراض عسكرية، تمنع في المستقبل وصول الفلسطينيين إلى آلاف الدونمات.
وأوضحت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض، أن مساحة الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال وتخضع للعديد من الإجراءات الاحتلالية، بلغت 2380 كم2، بما يعادل 42 % من مجمل أراضي الضفة الغربية، و69 % من مجمل المناطق المصنفة (ج)، وهي المناطق التي تخضع للحكم العسكري الاحتلالي.
وأشار رئيس الهيئة، الوزير الفلسطيني مؤيد شعبان، إلى أن الاحتلال بدأت بإنشاء مناطق عازلة حول المستعمرات، من خلال الأوامر العسكرية، بدأتها بمستعمرة “رفافا” المقامة على أراضي الفلسطينيين في محافظة سلفيت، وتمنع وصولهم إلى 384 دونماً.
وأضاف، أن الاحتلال صادق على 1895 وحدة استعمارية جديدة، يتركز معظمها في القدس، لاسيما في مستوطنة “معاليه أدوميم”، فيما أنشأ المستعمرون 11 بؤرة استيطانية، بالإضافة إلى شق 5 طرق، لتسهيل تحركهم ، وربط البؤر بمستعمرات قائمة.
وأضاف شعبان، أن إجراءات الاحتلال وإرهاب “مليشيا مستعمريه” أدت إلى تهجير 25 تجمعاً بدوياً فلسطينيا، تتكون من 220 عائلة، تشمل 1277 فرداً من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى، كان آخرها تهجير تجمع السخن في الأغوار الوسطى وسيطرة المستعمرين على الموقع.
وبين، أن إجراءات سلطات الاحتلال واعتداءات مستعمريه منعت وصول الفلسطينيين إلى أكثر من نصف مليون دونم من الأراضي الزراعية، لا سيما تلك المزروعة بالزيتون في موسم قطاف الزيتون الأخير، مما أدى لانخفاض نتاج الموسم إلى حدوده الدنيا.
وحسب الهيئة الفلسطينية، فقد بلغ عدد الحواجز الإسرائيلية التي تقسم الأراضي الفلسطينية، وتفرض تشديدات على تنقل الأفراد والبضائع حتى اللحظة، ما مجموعه 840 حاجزاً عسكرياً وبوابة، منها أكثر من 140 بوابة جرى وضعها بعد السابع من اكتوبر.
وجاء “يوم الأرض” بعد هبة الجماهير الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية 1948 في عام 1976، معلنة عن صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها سلطات الاحتلال، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت بـ”يوم الأرض”، فيما استُشهد فيها 6 فلسطينيين، وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين.
من جانبها، تعهدت حركة “حماس” بالإبقاء على جذوة المقاومة مشتعلة في وجه الاحتلال، مؤكدة أن عملية طوفان الأقصى امتدادٌ لمسيرة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن الأرض والمقدسات، حتى انتزاع الحقوق الفلسطينية المشروعة وتحقيق تطلعات التحرير والعودة.
وأضافت “حماس”، في تصريح لها أمس، أن يوم الأرض سيبقى عنواناً وطنياً خالداً، ومحطة مشرفة في تاريخ الشعب الفلسطيني النضالي، ويستلهم منه في مسيرته المستمرة، معالم الصمود والثبات والتضحية والتحدي، للإبقاء على جذوة المقاومة مشتعلة في وجه الاحتلال ومستوطنيه، في كل ساحات الوطن المُحتل.
وأكدت حماس أن جذوة المقاومة لن تنتهي ولن تُخمد إلا بالتحرير الشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وفي الأثناء؛ تحدثت وسائل إعلام الاحتلال بإن الولايات المتحدة ومصر وقطر سيقدمون في الأيام المقبلة، اقتراح تسوية آخر لدفع صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة “حماس” قدماً، في ظل الجمود الذي وصلت إليه المحادثات.
واستؤنفت المفاوضات قبل أيام بكل مساراتها، وانتقلت إلى مرحلة الاجتماعات التقنية، كما قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الأسبوع الماضي.
يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيد الرئيس محمود عباس على ضرورة تدخل المجتمع الدولي من أجل إنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة ووقف حرب الاحتلال واستلام دولة فلسطين مهامها في غزة كما هو في الضفة الغربية.
وأكد ضرورة سرعة انسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة ووقف جميع الأعمال الأحادية في الضفة والقدس، واستلام دولة فلسطين مهامها في غزة كما هو في الضفة، وحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الامم المتحدة والمزيد من اعتراف الدول بدولة فلسطين.

نادية سعد الدين/الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة