عملية القدس طريق الشهداء وفتيل الانتفاضة/ حسن محمد الزبن

أخفقت حكومة التطرف الإسرائيلي عندما فكرت أن إخماد المظاهرات في شارع“ كابلان”، وساحة“ هابيما“ في تل أبيب، والاحتجاجات في مدينة حيفا، وبئر السبع في الجنوب، المُطالبة بإقالة حكومة “نتنياهو” احتجاجا على سياستها بإجراءات لتعديلات في جهاز القضاء وضد الأقليات لتطهير وتنقية العرق اليهودي لشعب الله المختار على زعمهم، والذي تبنته خطة وزير القضاء الإسرائيلي “باريف ليفين” والمرفوضة في الشارع الإسرائيلي وتتم مناهضتها على امتداد سنوات، بما قامت به هذه الحكومة قبل أيام من تنفيذ المجزرة الآثمة في مدينة جنين، لتغيير وجهة بوصلة الشارع الإسرائيلي إلى الأحداث الدموية بحق الشعب الفلسطيني، بدلا من الصدع والتفسخ الذي يحدث في واجهة الدولة الإسرائيلية، لكن خاب ما فكروا فيه وجاء الرد موجعا لدولة الكيان الصهيوني الطاغي المستبد، لتتقزم آلة الحرب، وتتقهقر أسطورتها أمام عملية فردية بطلها الشهيد خيري علقم، وهو يلاقي وجه ربه، الذي بعث رسالة لمن خلفه من الشباب الفلسطيني، أن عمليته الثأرية لمدينة جنين، ستظل وصمة عار وخزي لكل الجنرالات العسكريين في دولة “اسرائيل” الذين يتبجحون بالآلة العسكرية الحديثة المتطورة، وقال لكل فلسطيني وعربي إن ما أقدم عليه سيربك الدولة الصهيونية وخططها، وأنه كلما أمعنت هذه الدولة في ممارسة وحشيتها وهيمنتها يجب أن يخرج من بين الصفوف الأبطال من الشباب الفلسطيني لتلقينها درسا جديدا.فكانت عملية علقم في مستوطنة “النبي يعقوب” في القدس، صفعة على وجه “نتنياهو”، و “إيتمار بن غفير”، ولطمة قوية على وجه الجنرال المتطرف“ يواف غالان”، الذي سولت له نفسه ارتكاب مجزرة جنين.رحل علقم وهو يشعل فتيل الانتفاضة الثالثة، لتعود لصدارة المشهد، وتضع خلفها كل الأنظمة والحكومات العربية، وكذلك الأنظمة والقيادات في الداخل الفلسطيني التي تصر على التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني الغاصب، والذي لا يحترم المواثيق الدولية، ولا يعبأ بالنظام الدولي، ولا يحترم المطالب الشرعية للفلسطينيين، ويتجاوز على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولا يؤمن إلا بشرعية وجوده على أرض فلسطين.عملية الشهيد علقم تأتي للرد على كل من لا يعترف بحرية الأوطان، وحرية الشعوب، وردا على فاتورة الدم والانتهاك للشعب الفلسطيني على مدى سنوات طويلة تحت حكم العدوان لدولة الظلم والاستبداد والتمييز والعنصرية، إلى أن يأتي وعد الله ويحل الخراب والدمار على هذه الدولة وتتحقق الرواية باستعادة الأرض المغتصبة ويتحرر أهلها من الاحتلال الوحشي الغاشم، ويصبح المشروع الفلسطيني بحلم الدولة حقيقة على يد أجيال لا تعرف إلا درب الشهادة مفتاحا للنصر، وعودة الوطن محررا إلى أهله أصحاب الحق والشرعية.

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة