غابات عجلون: الثلوج تحطم آلاف الأشجار.. وفقراء يطالبون بجمعها للتدفئة

 مع تعرض آلاف الأشجار الحرجية في الغابات للتكسر بفعل الثلوج نهاية الاسبوع الماضي، يطالب سكان فقراء السماح لهم بجمعها لاستخدامها في التدفئة، في ظل عجزهم عن شراء الوقود.
وعادة ما تجد أسر عجلونية فقيرة في محافظة عجلون تجمع ما تيسر من الأحطاب طيلة الشتاء، بعد السماح لهم بذلك، وسيلة رئيسة للتدفئة بمواقد الحطب، في مواجهة البرد.
ويقول حسين محمد، إنه يبحث عن الأحطاب والاخشاب المتساقطة وما يمكن اشعاله وسط الغابات والأراضي الزراعية المملوكة، لاستخدامها في الموقدة، لمواجهة موجات البرد المتلاحقة في موسم الشتاء، مؤكدا أنها تشكل له الوسيلة الوحيدة في ظل عدم قدرته المادية على شراء انواع الوقود المستخدمة في التدفئة.
وبين أن ارتفاع أسعار المحروقات، وعجز الكثيرين عن شرائها لمواقدهم، لاسيما مع انخفاض درجات الحرارة، يدفعهم للجوء لاستبدالها بمواقد الحطب، ما يضطرهم للبحث عن الأحطاب بين الغابات وفي البساتين، وجمع كل ما يمكن إشعاله لمواجهة البرد، من دون الحاجة للتعدي على الغابات، مقترحا في سبيل التخفيف من حالات التعدي على الحراج، تخفيض أسعار الوقود خلال الشتاء، ويقول عكرمة القضاة، إن موسم الشتاء، وخصوصا مع انخفاض درجات الحرارة في المحافظة، سيكلف الأسرة الواحدة مئات الدنانير لشراء الوقود، لاسيما في المناطق المرتفعة كرأس منيف واشتفينا وعبين وصخرة وسامتا يضطرون للتوفير او الاقتراض وعمل جمعيات لتأمين حاجاتهم من الوقود في مواجهة الطقس البارد لديهم، والذي قد يدوم زهاء 5 أشهر في العام.
ودعا ايهاب فريحات، إلى بيع الأحطاب التي تجمعها مديرية الزراعة من مخلفات الحرائق والإنشاءات وفتح الطرق أو التي تتم مصادرتها للمواطنين الأشد فقرا بأسعار رمزية، مطالبا بالسماح للسكان بجمع الأغصان من الغابات التي تسببت الثلوج الأخيرة بتكسرها، خصوصا وأن جفافها سيشكل عاملا مساعدا في اشتعال حرائق الصيف، مشيرا إلى لجوء أعداد كبيرة من السكان لاستخدام مادة الجفت بالتدفئة، نظرا لانخفاص تكلفته مقارنة بأسعار المحروقات.
وكانت الثلوج الهاطلة على المحافظة مؤخرا أدت الى تكسر الآف الأشجار المثمرة والأشجار الحرجية خاصة المنطقة الشمالية من المحافظة ومناطق عنجرة وعين جنا وعجلون.
وقال سمير القضاة إن اشجار الزيتون خاصته تعرضت لأضرار كثيرة بسبب العاصفة الثلجية، اذ تكسر الكثير من الأفرع والأغصان، ما سيخفض إنتاج زيت الزيتون العام المقبل، مؤكدا أن حجم الأضرار التي لحقت بالأشجار كبيرة، داعيا وزارة الزراعة الى زيارة المزارع والوقوف على حجم الأضرار فيها.
وقال المواطن معن الصمادي، إن أشجار الزيتون أكثر الأشجار التي تضررت من تساقط الثلوج، خاصة في المناطق الجبلية المرتفعة من المحافظة، مشيرا الى أن الأضرار ستؤدي إلى تخفيض كمية الإنتاج الموسم المقبل، داعيا الى تعويض المزارعين عن خسائرهم.
واكد مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، أن الثلوج أدت بالفعل إلى تكسير في اشجار الزيتون خاصة المناطق التي شهدت كثافة في الهطل الثلجي، لافتا الى أن مديرية الزراعة شكلت فرقا لتحديد الاضرار في الأراضي المملوكة والأشجار الحرجية.
وبين ان حجم الاضرار التي لحقت بالغايات والأشجار الحرجية ليس بالصورة التي كنا نتوقعها، مشيرا إلى ان الاضرار كانت بسيطة خاصة اشجار اللزاب والصنوبر وبعض الاشجار وأغصان الاشجار التي لا تحتمل تراكمات الثلوج الكثيفة، مشيرا الى أن قسم الحراج ومن خلال مراقبي الحراج والطوافين باشروا بالكشف على مناطقهم للوقوف على حجم الاضرار التي لحقت بالاشجار الحرجية.
واشار إلى أن فرق الاستثمار ستقوم بجمع الأغصان المتكسرة وبعض الأشجار المتضررة من الغابات، بهدف تنظيف الغابات منها، وبيعها للمواطنين، لافتا الى أن العديد من الغابات في المنطقة الشمالية (قضاء صخرة) ومنطقة العيون وعين جنا ومناطق من عجلون وعنجرة ما تزال تتراكم فيها كميات من الثلوج.
يشار إلى أن مديرية زراعة المحافظة كانت منحت العام الماضي 250 رخصة استثمار لمواطنين لاستصلاح اراضيهم وبيع زهاء 65 طنا من الحطب التي تمت مصادرتها في حالات التعدي على الحراج، أو الناجمة عن مشاريع الاستثمار وفتح الطرق وغيرها.
كما حررت المديرية من خلال الطوافين 63 ضبطا حرجيا، فيما تم خلال العام 2019 منح 380 رخصة حطب للمواطنين وتنفيذ26 عطاء إزالة أشجار لفتح الطرق وضبط 112 طن حطب، تم بيع مانسبته 95 % منها لأبناء المحافظة.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة