غياب “مجمع” في ماحص والفحيص يكرس الفوضى بعمل النقل العام

البلقاء – يفتقر لواء ماحص والفحيص بمحافظة البلقاء، لمجمع لحافلات النقل العام، الأمر الذي يسبب حالة من الفوضى في عمل هذا القطاع، وفق ما يؤكد عدد من سكان اللواء.
وأضافوا لـ”الغد”، أن ذلك الأمر، يدفع سائقي باصات النقل العام إلى الاصطفاف والتكدس بشكل عشوائي في الشوارع الرئيسة، ما يخلق حالة من الفوضى ويؤثر في إحداث أزمات سير.
المواطن صالح سليمان، يقول إن الباصات في منطقة ماحص عادة ما تتجمع في منطقة الدوار وسط المنطقة، كون السائقين لا يجدون مكانا مخصصا لهم، وبالتالي يبحثون عن أكثر مكان يشهد حركة ركاب ليتواجدوا فيه.
وأضاف، أن إنشاء مجمع خاص للباصات من شأنه أن ينظم طبيعة عملهم، لا سيما من حيث مواعيد الانطلاق وتنظيم دور الركاب، بالإضافة إلى التخلص من مشهد تأثيرها على حركة السير عند اصطفافها على نحو عشوائي في الشوارع. أما الشاب مهند العبادي، فيؤكد من جهته أنه وزملاؤه من طلبة الجامعات، يعانون بشكل يومي من عدم انتظام مواعيد تلك الباصات، وعدم وجود دور للركاب، خصوصا في أوقات الذروة صباحا عند دوام الطلبة والموظفين. وقال العبادي، إن الكثير من الطلبة والطالبات، ينتظرون فرصة الصعود بأحد الباصات لفترة طويلة تؤخرهم عن محاضراتهم أو امتحاناتهم، بسبب ما وصفه بـ”الاختيار المزاجي للركاب من قبل بعض السائقين”.
وما ينطبق على ماحص، ينطبق أيضا على الفحيص، حيث يقول المواطن رمزي فرحان، إن قطاع النقل في اللواء بأكمله بحاجة إلى إعادة دراسة وتصويب لأوضاعه.
وأضاف فرحان، أن إنشاء مجمع للباصات في الفحيص، بات ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، كون عدد هذه الباصات ازداد خلال السنوات الماضية ولم يعد محدودا، بالإضافة إلى أن المجمع يسهم بايجاد “حالة تنظيمية” لعمل تلك الباصات. أما المواطنة أم سعد، فتطرقت إلى معاناتها مع انتظار باصات النقل العام، حيث لا مواعيد منتظمة ولا أماكن تواجد معينة لها، مشيرة إلى أنها تنتظر لمدة طويلة في الشارع في كثير من الأحيان حتى مرور أحد الباصات. وأضافت، أنه وفي حال كان الباص بحاجة إلى مزيد من الركاب، لا سيما خارج أوقات الذروة، فإن سائقيها يلجأون إلى تكرار جولاتهم في مدينة الفحيص لاستكمال الحمولة أو الاصطفاف بمكان معين وانتظار ركاب، ما يؤدي إلى مزيد من التأخير للركاب.
وأشارت أم سعد، إلى أن الأصل في عمل قطاع النقل، أن يكون هناك مجمعا للباصات ومواعيد محددة لانطلاقها وعودتها، بالإضافة لتنظيم دور الركاب فيها، بالإضافة إلى العديد من الإجراءات التنظيمية الأخرى.
من جهته، قالت مصادر في بلديتي ماحص والفحيص، إنه تم مؤخرا مناقشة إمكانية إنشاء مجمع للحافلات في المنطقتين، مع مجلس المحافظة (اللامركزية)، مشيرة إلى أن حاجة حقيقية للمجمعين في إطار المساعي لتجويد قطاع النقل في اللواء بشكل عام.
وأضافت المصادر، أن “هذا الملف سيبقى قيد المتابعة مع جميع الجهات المعنية، وصولا إلى إنجازه”، لافتة إلى أن “الأمر على الأرجح قد يحتاج إلى سنوات في حال تم البدء فيه عمليا بالفعل”.
إلى ذلك، أكد مصدر في هيئة تنظيم قطاع النقل البري، أن المشكلة الأبرز التي تواجه الهيئة في إطار مساعيها لتطوير قطاع النقل، هي عدم كفاية المخصصات المالية لمشاريع البنية التحتية ضمن الموازنة الحكومية، مشددا على أن إنشاء مجمعين للباصات في لواء ماحص والفحيص “غير مطروح في الوقت وقد يتم طرحه وبحثه مستقبلا”.
وأشار إلى أن الهيئة تسخر كل إمكانياتها لرفع مستوى وتطوير البنية التحتية لقطاع النقل البري والخدمات المرتبطة به ضمن خططها الاستراتيجية، إلا أن ذلك يخضع لحجم المخصصات المتوفرة، بالإضافة إلى أولوية المشاريع حسب أهميتها ومدى الحاجة لها.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة