فاعليات عجلون : التطوع أصبح أداة تمكين حقيقية تُسهم في صقل شخصية الشباب.

بمناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف الخامس من كانون اول  كل عام دعا متخصصون ومهتمون في محافظة عجلون، إلى ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي وتعزيز ثقافة العمل التطوعي والذي جاء تحت شعار  ” كل إسهام يصنع فارقًا ” حيث يُعد العمل التطوعي موردًا هائلاً متجددًا لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في كافة أنحاء العالم .

وفي حين يواجه العالم تحديات متزايدة، فأولئك المتطوعون هم أول من يقدم المساعدة لمن يحتاجها ويتصدر المتطوعون الصفوف في أوقات الأزمات وحالات الطوارئ، وهي حالات غالبًا ما تكون شديدة الصعوبة وقاسية.

وأكدت فاعليات عجلون في جديث بمناسبة اليوم العالمي للتطوع  ضرورة مواجهة التحديات من خلال تفعيل العمل الجماعي المنظم وثقافة التطوع من باب المسؤولية المجتمعية التي تقع على عاتق الجميع تجاه جهود الجهات المعنية ومساندتها للتخفيف من الأعباء المترتبة على العديد من الشرائح في ظل الظروف الحالية.

وقال عميد كلية عجلون الجامعية الأستاذ الدكتور وائل الربضي  أن للجامعات دورًا محوريًا في دعم انخراط الطلبة في الأنشطة التطوعية موضحًا أن المشاركة في المبادرات المجتمعية تمنح الشباب فرصًا لتطوير مهاراتهم الأكاديمية والشخصية، وتعزز من وعيهم بدورهم المجتمعي.

وأضاف أن الكلية ومن خلال  جامعة البلقاء التطبيقية  تحرص على دمج العمل التطوعي ضمن الأنشطة اللامنهجية وتدعم إنشاء الأندية الطلابية والمبادرات التي تعكس روح المبادرة والقيادة لدى الطلبة مشيرا إلى أن الطلبة الذين يشاركون في العمل التطوعي يكتسبون خبرات عملية تسهم في تعزيز فرصهم في سوق العمل مستقبلاً كما يصبحون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات المجتمعية وتقديم حلول مبتكرة لها مبينا  أن الكلية  تعمل على توثيق جهود الطلبة المتطوعين ضمن ملفاتهم الأكاديمية، وتكريم المتميزين منهم ضمن فعاليات دورية بهدف ترسيخ ثقافة التطوع كقيمة أساسية في الحياة الجامعية.

واكد رئيس مجلس محافظة عجلون المهندس معاويه عناب  على أهمية تكاتف الجهود لإطلاق المزيد من الحملات التطوعية وتعزيز روح التعاون والتعاضد لتعزيز العلاقات الاجتماعية، مثمناً جهود الجهات التي تعمل من أجل توفير احتياجات المواطنين والوقوف معهم في مثل هذه الظروف لافتا الى ان التطوع قيمة وسلوك اجتماعي فريد لبناء مجتمع متكافل .

وقال مدير مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة الناشط والمتطوع الشبابي صهيب الربابعه أن تخصيص هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة جاء  تكريماً للعمل التطوعي والمتطوعين، ولدعم دورهم في تحقيق التنمية الشاملة في مجتمعاتهم وتشجيع على العطاء بلا مقابل والمساهمة الفاعلة في المجتمعات، والاستفادة من أهم عنصر يستطيع الجميع التطوع فيه وهو الوقت والجهد والعلم والرأي والخبرة، كأحد أوجه التطوع والعطاء  واكد الربابعه أهمية إبراز قيمة التطوع في ديننا الحنيف، واستدعاء نماذجه المشرقة، واستعراض أعمال المتطوعين، وتعزيز قيمة التطوع في المجتمعات، لافتا الى إنَّ وعي الشعوب العربية تجاه التطوع تنامى في الآونة الأخيرة، وأصبحت المؤسسات والفرق التطوعية تمثل ظاهرة صحية تضمن قيم التضحية والتكافل .

و حيت الناشطة المجتمعية نبيهه السمردلي جهود العاملين بالعمل الإنساني الذين يعملون بشجاعة وصمت والذين يُهرعون لتقديم العون والمساعدة في ساحات عديدة لتقديم المساعدات في مناطق مختلفة من العالم ، مؤكدة  إن هذه المناسبة مهمة لتعزيز قيمة التطوع في المجتمع، وتبادل الخبرات بين المؤسسات التطوعية، والتعاون بين القطاعات الحكومية والمؤسسات التطوعية، وعقد حلقات نقاشية لابتكار برامج تطوعية تسهم في حماية الشباب، وحفظ أوقاتهم، وتعزيز انتمائهم .

وقال الناشط الشبابي رئيس مؤسسة عجلون بعيون شبابها سليمان القضاة في كل عام، يأتي اليوم العالمي للتطوّع ليذكرنا بقيمة العمل التطوعي وأثره العميق على المجتمعات، لكن المشهد في الأردن أصبح استثنائيًا؛ فشبابنا اليوم يحتلون مواقع متقدمة عربيًا وعالميًا في نسب المشاركة التطوعية، وهو إنجاز يعكس الوعي الوطني وروح المبادرة التي يتمتع بها الجيل الجديد لافتا للدور المحوري  الذي قامت به مؤسسة ولي العهد عبر منصتها الوطنية “نحن”، التي لم تكتفِ بتنظيم الجهود التطوعية، بل أسست لمنهج عمل واضح، موحّد، وقابل للقياس. هذه المنصة ساعدت في رصد أثر التطوع، وتوثيق ساعات الشباب، الأمر الذي منحهم قيمة إضافية يمكن أن تُبنى عليها فرص تعليمية ومهنية مستقبلًا، وتُدرج ضمن سيرهم الذاتية، ليفتح أمامهم آفاقًا جديدة مؤكدا اليوم لم يعد

التطوع مجرد نشاط جانبي، بل أصبح أداة تمكين حقيقية تُسهم في صقل شخصية الشباب الأردني، وتُعرّفهم على قطاعات جديدة، وتبني لديهم شبكة واسعة من العلاقات والشراكات المجتمعية وهو رصيد تراكمي يعجّل من تطويرهم الاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي، ويجعلهم أكثر قدرة على المشاركة الفاعلة في بناء وطنهم.

واضاف عندما ننظر إلى هذا المشهد، ندرك أن الأردن لا يصنع متطوعين فقط  بل يصنع مواطنين فاعلين، يؤمنون بأن العطاء مسؤولية، وبأن خدمة المجتمع ليست خيارًا بل جزءًا من الهوية الوطنية.

واشار رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية ملكي بني عطا إلى أن

الأعمال التطوعيّة تساهم في علاج العديد من الأمراض والمشاكل التي يُعاني منها المجتمع، كمشكلة البطالة، الفقر، الأميّة، ترميم الأحياء الفقيرة، وغيرها من المشاكل التي يُعاني منها المجتمع والتعرف على أشخاصٍ جدد من خلال التطوع حيث تتحول هذه  العلاقات مع الأيّام إلى صداقاتٍ قوية، تساهم على إغناء حياة الإنسان بالمشاعر الإيجابيّة لافتا الى  أن  الإنسان يختزن  في داخلهِ كميّةً كبيرةً من الطاقة التي من الممكن أن يستثمرها للقيّام بالعديد من الأعمال الخيرية والتطوعيّة، وعادةً مايشعر الإنسان بالكثير من مشاعر الفخر والاعتزاز بالنفس عندما يرى النجاحات المتلاحقة التي يُحققها عن طريق الأعمال التطوعيّة التي يُشاركَ بها، وهذا مايُساعدُ في تعزيز ثقتهِ بنفسهِ.

وقال عضو مجلس المحافظة السابق منذر الزغول  أن العمل التطوعي له اثاره الإيجابية على الفرد في تحقيق الذات وتعزيز الثقة بالنفس وتعزيز وتقوية مهارات التشبيك والتخلص من الاكتئاب والمشاعر السلبية  ووسيلة للإعمار وإسعاد الآخرين و زيادة خبرة الفرد وإثراء تجاربه وتعزيز السيرة الذاتية لافتا الى إن هذا اليوم العالمي يجسد قيمة العطاء الإنساني، ويعزز من روح التضامن والتكافل بين أبناء المجتمع، داعيا إلى نشر ثقافة العمل التطوعي بين فئة الشباب باعتبارهم القوة المحركة نحو التنمية والتغيير الإيجابي مؤكدا  أن العمل الخيري يعكس الهوية المجتمعية القائمة على العطاء والإيثار، مشيرا إلى أهمية مواصلة الجهود لتوسيع المبادرات المجتمعية والخيرية، ودعم  العاملين والمتطوعين في هذا القطاع ليستمروا في أداء رسالتهم النبيلة.

وقال رئيس قسم النشاطات في مديرية التربية والتعليم سامر القضاة  يكمن الدور التربوي في ترسيخ ثقافة التطوع من خلال تحويله من مجرد عمل خيري إلى عبادة تربوية ووسيلة لتعزيز الانتماء الوطني والاجتماعي  ويتضمن ذلك بناء قيم إنسانية مثل التسامح والتعاطف، وتنمية المسؤولية الاجتماعية، وصقل مهارات القيادة والتواصل لدى الأفراد. كما يهدف إلى بناء مجتمع متماسك وقادر على المشاركة الفعالة في التنمية من خلال غرس الشعور بالمسؤولية الجماعية وتعزيز الروابط الاجتماعية.

واكد منسق هيئة شباب كلنا الأردن في المحافظة  عدنان فريحات ان العمل التطوعي هو من الآليات الأكثر حيوية في تحقيق التحولات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، ما يضمن تأثيرًا دائمًا من خلال قدرته على تغيير عقليات الناس ومواقفهم وسلوكياتهم. ويصبح الناس فاعلين في التغيير وشركاء متساوين في تحقيق التقدم المحلي والوطني والدولي نحو التنمية البشرية المستدامة والسلام العالمي لافتا  الى أن  برنامج متطوعي الأمم المتحدة يعترف بالقيم العالمية المشتركة التي يقوم عليها العمل التطوعي – وهي  الإرادة الحرة والالتزام والإنصاف والمشاركة والتضامن والرحمة والتعاطف مشيرا للدور الذي تقوم به الهيئة على امتداد مساحة الوطن في تعزيز فرص المشاركة التطوعية لدى الشباب روافع البناء والنهضة لهذا الوطن وهم الذين باهتمام من القيادة الهاشمية .

وقالت التربويات خولا بني عطا واماني الصالح ولينا العلاونه ووسام المومني يوم التطوع العالمي الذي يصادف في 5 ديسمبر من كل عام يأتي ليذكرنا ان العطاء لا يحتاج إلى قدرة مادية  او إلى منصب بل يحتاج إلى قلب يؤمن بأن فعل صغير يترك أثرا كبيرا، في يوم التطوع يسلط الضوء على قدرة المتطوعين في خدمة المجتمع، وبالنسبة لنا  التطوع هو سلوك حضاري يعلمنا حس المسؤولية وينمي فينا قيم التعاون، يشجعنا ان نكون شركاء في بناء بيئة افضل واجمل، لافتات الى ان  الاحتفال بهذا اليوم يكون بتنفيذ أنشطة مختلفة  تضيف الجمالية للمكان وذلك بهدف تحسين البيئة المدرسية، وتشجيع الطالبات وتعزيز روح التعاون بينهن،

ومن هنا نؤكد على أهمية حماية البيئة والحد من رمي النفايات، وعمل حملات نظافة للمدرسه والحي المجاور من قبل الطالبات المتطوعات  والتوعية بأهمية هذا اليوم بنشر ملصقات توعية في المدرسة والحديث عن هذا اليوم في الإذاعة الصباحية ، يوم التطوع العالمي هو دعوة مفتوحة لنكون جميعا جزءا من هذا التغير الايجابي.

 

الدستور  _ علي القضاة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة