فحص جيني روسي يؤكد وفاة قائد فاغنر.. وظهور مشتبه أول بمقتله

– بعدما أعلنت لجنة التحقيق الروسية التي تنظر بتحطم الطائرة، التي كان على متنها قائد مجموعة فاغنر المسلحة يفغيني بريغوجين، أن هويات القتلى العشرة الذين تم انتشال جثثهم من موقع الحطام “تتطابق مع قائمة” الركاب وأفراد الطاقم، تتساءل أوساط في العالم فيمن له يد في تحطم الطائرة؟

وأوضحت اللجنة في بيان أن “الفحوص الجينية الجزيئية” التي أجريت على الجثث التي تم انتشالها من موقع تحطم الطائرة شمال موسكو “أنجزت”، وقالت إن هذه الفحوص أكدت هويات الركاب العشرة، وإن من بينهم بريغوجين.

ولم يتطرق البيان إلى فرضيات أسباب تحطم الطائرة أثناء رحلة من موسكو إلى سان بطرسبورغ وعلى متنها بريغوجين وآخرون من المجموعة.
وكانت هيئة الطيران الروسية قد نشرت في وقت سابق أسماء الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة الخاصة، التي تحطمت في منطقة تفير شمالي غربي موسكو، وكان من بين ركابها بريغوجين وأقرب مساعديه ديمتري أوتكين، الذي ساعد في تأسيس مجموعة فاغنر.
ويبدو أن ثمة مشتبها به في المسؤولية عن حادث تحطم الطائرة، وفق ما أفادت حسابات روسية على تطبيق تليغرام معروفة بأنها قريبة من أجهزة أمن الكرملين.
ووصفت صحيفة لوباريزيان الفرنسية التحقيق الحالي في تحطم طائرة بريغوجين بأنه “غريب”، مشيرة إلى أن محققين باشروا التحقيق في ظروف الحادث الذي أدى إلى مقتله و9 ركاب آخرين بينهم عدد من المسؤولين التنفيذيين في المجموعة شبه العسكرية، ومنذ ذلك الحين لم يكشف شيء عن ملابسات الحادث.
وأوضحت الصحيفة أن الشخص الذي كشفت هذه الحسابات عن احتمال تورطه في حادث تحطم الطائرة المذكورة ليس سوى “الطيار الشخصي لبريغوجين”، مبرزة أن هذا الطيار واسمه أرتيم ستيبانوف لم يكن موجودا في قمرة قيادة الطائرة المنكوبة يوم الحادث.
وأضافت أن ستيبانوف، سبق أن فرضت عليه عقوبات أميركية بسبب صلاته ببريغوجين، وهو الآن يخضع للتحقيق حول تورطه المزعوم في تحطم الطائرة، وفق قناتي تليغرام “سيرينا” و”بازا” المرتبطتين بأجهزة الأمن الروسية.
ووفق مصادر روسية أخرى اطلعت عليها لوباريزيان فإن ستيبانوف كان قد رفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة ووزارة الخزانة الأميركية عندما فرضت عقوبات عليه، مدعيا في ذلك الوقت أنه لم ير بريغوجين منذ 10 سنوات.
ولفتت الصحيفة إلى أن اسم ستيبانوف بوصفه مشتبها به ورد، في الغالب، لأنه هو صاحب الشركة التي تمتلك طائرة بريغوجين.
ووفقا لرواية قناة بازا، فإن المحققين يعتقدون أن ستيبانوف ربما تمكن من الوصول إلى طائرة بريغوجين الخاصة في اليوم الذي سبق مغادرتها موسكو.
وتنقل لوباريزيان عن قناة تليغرام روسية أخرى مهتمة بالموضوع قولها إن شريك ستيبانوف في ملكية المؤسسة، كيريل شيرباكوف، لا يمكن التواصل معه هو الآخر ولم يحضر للعمل في موسكو منذ عدة أيام.
ووفق قناة “شوت” في تليغرام نقلا عن مصدر أمني، فإن التحقيق يفحص رواية وضع عبوة ناسفة في هيكل الطائرة.
وتؤكد عدة مصادر أن شقيق ستيبانوف ادعى أن أخاه كان في إجازة في شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، ومع ذلك، يبدو أن ستيبانوف على اتصال بالفعل بالمحققين الروس، لأن شقيقه أعلن “أن الأشخاص الذين يحتاجون إليه قد اتصلوا به بالفعل”، وبطبيعة الحال، لم يتم تأكيد أي من هذه الخيوط رسميا من قبل السلطات الروسية، والتحقيق مستمر، على حد تعبير لوباريزيان.
ويوم الخميس الماضي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستجري التحقيقات اللازمة في حادثة تحطم الطائرة، وقال إن “لجنة التحقيق بدأت مهامها الأولية في الموقع، وستواصل عملها حتى النهاية، سنرى قريبا ما ستؤول إليه التحقيقات، وهذا سيأخذ بعض الوقت”.
إلى ذلك، أشعل مقطع مصور مدته 40 ثانية من مقابلة قديمة لقائد فاغنر موجة من التكهنات حول مصيره، وما إذا كان ما يزال حيا؟.
فقد ظهر الرجل الستيني الذي نفذ في حزيران (يونيو) الماضي محاولة انقلاب فاشلة على الجيش الروسي، في مقطع مأخوذ من المقابلة التي كانت نشرت في 29 نيسان (أبريل) الماضي، أكد فيها أنه يفضل أن يُقتل على أن يكذب على بلاده.
كما تحدث في تلك المقابلة، عن طائرة تتفكك في السماء، ما أطلق العنان لموجة من الافتراضات على الإنترنت أمس بشأن وفاته المفترضة.
وقال حينها إن “روسيا على شفا كارثة لأن المؤسسة العسكرية تطرد تدريجيا رواة الحقيقة الذين يرفضون الانصياع للإدارة العليا.”
كذلك أكد أن “البلاد وصلت إلى حالة من الغليان بعد أن تم الكذب على المواطنين”، وفق تعبيره.
وأردف قائلا “من الأفضل أن تقتلني.. لكنني لن أكذب.. يجب أن أقول بصراحة أن روسيا على شفا كارثة، وإذا لم يتم تعديل هذه التروس اليوم فسوف تتحطم الطائرة في الهواء”. واستقطب هذا الفيديو مئات التعليقات على جراي زون في غضون ساعات قليلة. فيما تكهنت بعض المنشورات بأن بريجوجين ما يزال على قيد الحياة، وأنه سيظهر عاجلا أم آجلا ليصدم كارهيه.-(وكالات)