فراسة الإسلام تصنع المعجزات // م. عبد الله الفاعوري

=

في كل أمر من الامور يوجد منطق عقلي وعلمي يضبطها ويفسرها ويبين ماهيتها، وكل شيء له سبب ومسبب لوقوعه والاعم والاشمل من ذلك أن كل شيء يتم بإرادة الله وقدرته؛ فامره يقع بين كاف ونون ويجعل الصعب إن شاء سهلا في سبيل الخير.

أثلج صدورنا ورفع العزة في نفوسنا وانعش الروح فينا من جديد واحيا فينا خصال اليقين والثقه بالله وصدق الايمان به التي فقدناها منذ القدم منذ زمن الخلفاء الراشدين والتابعين بإحسان الى يوم الدين، هذه الثقه بالله واليقين المطلق التي تصهر التحديات وتذلل العقبات وتصنع المعجزات؛ فكم من فئة قليلة هزمت فئة كبيره بإذن الله والتاريخ شهيد على ذلك، وذلك يحتاج إلى سعة ايمان بالله وثقه بالتحقيق والتوفيق، فما حدث من هروب ستة ابطال من سجون الاحتلال اعتبره نصرا مجيدا لأمة الاسلام؛ لان هذا الهروب على الجانب المعنوي له معان كثيره وعميقه؛ فهو انتصار مجيد كانتصارات الغزوات التي تركت قبلات في التاريخ، فهو انتصار في سبيل مجاهدة النفس للشهوات ونهيها عن غيها وتعظيم قيم الاسلام في نفوسها، هذه الخصلة التي امتلكناها مسبقا وكانت سببا في رفعتنا وعزنا، ولكن بسبب تكالب الامم الغربية علينا وإحاكة المؤامرات التي اضعفت الاسلام في نفوسنا وقزمت من قيم الظن بالله فكانت سببا لذلنا وضعفنا وتخلفنا في شتى المجالات عن الامم.

ما حصل يعد نصرا عزيزا ويعد درسا عظيما لكل فرد مسلم في سبيل رحلة حربه مع القيم والمفاهيم في سبيل هزيمة النفس والتغلب عليها في سبيل رفض الظلم وبذل الغالي والنفيس من اجل الحرية والايقان بان الله ينصر من يثق به، ويتوكل عليه حق التوكل؛ فهذا درس للبشرية جمعاء رسمه ابطال شرفاء ووقفت الارض الى جانبهم مشتركة في هذا العمل للتاكيد ان القيود بأنواعها تخر للاذقان امام ارادة الانسان الشريفة الحرة.

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة