فرقة بلدية مادبا تحفظ إرث الأجداد بتوليفات من الفنون الشعبية

تسعى فرقة بلدية مادبا الكبرى، إلى إحياء التراث والفنون الشعبية عبر تقديم لوحات فنية من التراث الشعبي الأردني بما ينسجم مع روح العصر الحديث، في محاولة لنقل هذا الفن إلى مستوى العالمية.
ويمتزج هذا الغناء مع الرقص التعبيري للدبكة والسامر والدحية والهجيني، حيث عمد القائمون على الفرقة إلى تطويع الموسيقا والأغنيات الشعبية الفلكلورية إلى لوحات فنية معاصرة، مع الحفاظ على قيمتها التراثية.
ويشير رئيس بلدية مادبا عارف محمود الرواجيح، إلى أن ارتباط التراث بالنمو الاقتصادي، يتطلب إدراجه ضمن منظومة جديدة متكاملة تجمع كل مؤسسات الدولة، وكي يتم استغلال التراث استغلالاً جيداً، لا بد من معرفته أتم المعرفة، على هذا الأساس جاء تأسيس الفرقة لإحياء التراث والتي تعطي دلالة لحرص البلدية على الحفاظ على التراث، وتوريث الفلكلور والتراث الشعبي من جيل إلى آخر خوفا من الطمس والضياع، وحفاظا على الهوية من الاندثار.
ويرى الرواجيح، أن الألوان الفنية التراثية والفلكلورية (الدبكة والسامر والدحية والهجيني)، من أهم صور هذا التراث الذي يستند إلى إرث فني وثقافي عميق يمتد زمنا طويلا عبر التاريخ.
ويهدف تأسيس الفرقة إلى ترسيخ مفهوم الوطنية من خلال التمسك بالتراث الأردني الأصيل والحفاظ على الموروث الشعبي بما فيه، الفلكلور الذي يعد من أهم مكونات الموروث الشعبي الأردني، ومن ثم العمل على نشر التراث الشعبي عموماً والتراث الخاص بمدينة مادبا التي تتميز بالطابع السياحي والأثري، وبصورة ممتعة للمشاهد.
وأشار الرواجيح، إلى أن الفرقة تشارك في جميع المناسبات الوطنية داخل مادبا وخارجها، لأن الفرقة في طابعها الشعبي تقدم لوحة من الحركات تحكي فيها قصص الأجداد للجيل الجديد، وتعيد الناظر إليها إلى عصر التراث الجميل، وتعبر أيضاً شكلاً ومضموناً عن التزامها بالتراث الحضاري والثقافي الأردني؛ لتعيد رسم الفلكلور وترسيخه في عقول وأذهان الناس، مازجة الإبداع والفن معا في لوحات تعيد صياغة الماضي الجميل بشكل أقرب إلى روح العصر الحديث السريع.
وأضاف الرواجيح، “لا بد من الشروع في عملية الجرد الفعلي للتراث في مادبا”، مضيفاً، تكمن أهمية ذلك في عدم معرفة حجم هذا التراث البين والمطمور وأيضا المغمور، وبالتالي، فإن حل هذه المعضلة سيوضح الرؤى ويسهل عملية الاستغلال، وهذا ما ترمي إليه البلدية مستقبلا للحفاظ على مكتسبات التراث برمته”.
وتسعى الفرقة التي تأسست العام 2020، إلى تجسيد الحالة التراثية والتعبير عنها بصورة عصرية، بحيث يسهل ذلك نقل الفلكلور الأردني إلى شعوب العالم، من خلال تقديم لوحات فنية مستمدة من الواقع الاجتماعي والاقتصادي والوطني تجمع في صورة فنية راقية ترسم الفرح والسرور والسعادة على وجوه الجمهور، وفق رئيس الفرقة وعازف العود ومطرب الفرقة الفنان محمد الحراوي.
ويوضح الحراوي، أن الفرقة بزيها البدوي تتكون من (10) من أصحاب الخبرة في تأدية رقصات الدبكة والسامر والهجيني والدحية، التي تمتاز بها الفرقة منذ تأسيسها، والتي تحمل على عاتقها المحافظة على تراث الوطن الفلكلوري والشعبي.
ويقول الحراوي: “إن الفرقة تتبع لبلدية مادبا الكبرى التي قدمت خدماتها للفرقة ودعمتها معنوياً ومالياً من أجل أن تجسد الفلكلور الأردني والعربي بصورة عصرية، بحيث يسهل نقل هذا التراث الغنائي إلى شعوب العالم، مستمدة لوحاتها من المناسبات الاجتماعية، وخصوصاً في المناسبات، من خلال تقديمها بصورة فنية راقصة تجمع الفرح والسرور والسعادة في مشهد فني راق.
ويضيف، أن الفرقة أخذت على عاتقها المحافظة على التراث الأردني والفلكلور الشعبي الأصيل، من خلال تطوير الدبكة والسامر والدحية والهجيني، والأغنيات المستوحاة من الشعر النبطي خصوصاً، والفلكلور الأردني عموماً، مشيرا إلى أن جميع أعضاء فرقة معان للفلكلور الشعبي هم من أبناء محافظة مادبا ومناطق الجوار الذين تم تدريبهم بحرفية، ليستطيعوا توظيف الموروث الشعبي الأردني، بطريقة تضمن التعبير عنه بصورة سليمة وتوجيهه نحو الترويج لأنفسنا بلد حضاري له تاريخ ضارب في الجذور، وممتد إلى أعماق الحضارات التي مرت على الإنسان.
ويؤكد الحراوي، أن الفرقة تسعى إلى تقديم صنوف الفنون الشعبية، التي تعبر عن الهوية، وعن هذا الإرث المتوارث بين الأجيال والمرتبط بالروح والوجدان، داعياً إلى ضرورة إقامة مهرجان سنوي يحاكي خصوصية مادبا، وما تتميز به من تنوع ثقافي وسياحي، بما يسهم في إطالة مدة إقامة السائح ومعرفة العادات والتقاليد الاجتماعية وتراث وتاريخ المدينة ومناطقها.

 أحمد الشوابكة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة