فعاليات عجلونية وبيئية ومهتمون يستذكرون اليوم العالمي للبيئة

 يشارك الأردن العالم الاحتفال بيومى البيئة العالمي الذي يصادف اليوم السبت حيث جاء الإحتفال في هذا العام، تحت شعار “إعادة تأهيل الأنظمة الحيوية.”. كشعار اطلقته الأمم المتحدة للعام 2021.

فقد استذكرت فعاليات عجلونية  ومهتمون بشؤون البيئة  اليوم العالمي للبيئة لهذا العام والذي جاء تحت شعار اعادة تاهيل الأنظمة الحيوية وفي ظل أزمة كورونا ، مؤكدين ان التنوع البيولوجي هو الأساس الذي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض وتحت سطح الماء فهو يؤثر على كل جانب من جوانب صحة الإنسان، ويوفر الهواء النقي والمياه، والأغذية  والفهم العلمي ومصادر الأدوية، ومقاومة الأمراض الطبيعية، والتخفيف من وطأة تغير المناخ .

وقال الخبير البيئي رئيس فرع نقابة المهندسين الأردنيين في المحافظة المهندس خالد عنانزه بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف اليوم الخامس من حزيران تقف البشرية   على مفترق  طرق حيث  تعاني البيئة من تحديات كبيرة تتمثل بالتزايد السكاني وزيادة الاستهلاك  وشح المياه  والتغير المناخي وزيادة كميات وانواع النفايات الصلبة والخطرة  وتلوث الهواء والماء والتربة  وانحسار الرقعة الخضراء في وقت اصبحت فيه البيئة قضية عالمية بعد ان ثبُت ان التلوث لا يعرف الحدود وينتقل من مكان إلى آخر ومن دولة الى اخرى عبر الماء والهواء والتربة   .  وهذا يتطلب تشارك المجتمع الدولي لتبني قرارات مستدامة في كل حياتنا وفي كل القطاعات الزراعية والصناعية مشيرا إلى أنه اصبحت الحاجة ماسة لتعزيز الثقافة البيئية وتبني الممارسات المستدامة وادخال البعد البيئي في المناهج الدراسية والجامعية لتخرج أجيال قادرة على التعامل مع القضايا البيئية ودمج البيئة في الابعاد التنموية المختلفة .

وقال الزميل الاعلامي منذر الزغول  أن  الأنشطة البشرية غيرت بشكل كبير ثلاثة أرباع سطح الأرض وسيكون لفقدان التنوع البيولوجي آثار خطيرة على البشرية، بما في ذلك انهيار أنظمة الغذاء إذا ما استمرت النشاطات الإنسانية دون رادع ، مبينا أن البيئة مجموعة العوامل البيولوجية والكيماوية والطبيعية والجغرافية والمناخية المحيطة بالإنسان، والمحيطة بالمساحة التي يقطنها، والتي تحدد نشاط الإنسان واتجاهاته، وتؤثر في سلوكه ونظام حياته، وقد يكون لصراع الإنسان مع الطبيعة دخل كبير في حجم تأثيرات الطبيعة على حياة الإنسان ومصادر عيشه؛ فلقد أصبح الإنسان في القرن الحادي والعشرون يعيش في وسط مملوء بالتلوث، هواؤه ملوث، ماؤه ملوث، طعامه ملوث، شرابه ملوث ، لافتا إلى

أن محافظة عجلون تزخر بالتنوع البيولوجي نظرا لتعدد  مناخاته مبينا إلى أن الاعتداء على الطبيعة ومصادرها من غابات ومياه وميزات نسبية وتنوع نباتي يجعلنا أكثر حرصا على التفاعل الإيجابي مع البيئة والعمل للحفاظ عليها من الحرائق وغيرها التي تهدد  المقومات البيئية.

وقال نائب محافظ عجلون رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى الدكتور محمد ابو رمان ان العالم يحتفل بيوم البيئة العالمي  ٢٠٢١ والذى يقام هذا العام تحت شعار “اعادة تاهيل الأنظمة البيئية”  من خلال تنظيم الفعاليات المتنوعة للتوعية بأهمية الطبيعة وتنوعها البيولوجى للانسان ودور الفرد والمجتمع فى المشاركة فى حماية هذه الثروات الطبيعية والحفاظ عليها  البيئة مؤكدا على أهمية السعى والعمل الجاد لاستعادة النظم البيئية باعتبارها الفرصة الحقيقية لحماية الإنسان وكوكب الأرض وتحويل تلك المحنة التى يمر بها العالم من انتشار فيروس كوفيد 19 إلى فرصة حقيقية  للحفاظ علي الطبيعة، وللحث على الانضمام إلى ركاب حماية الطبيعة و تنوعها البيولوجى والذى لم يعد رفاهية بل لابد أن يكون جزءا أساسىا من تفكيرنا وحياتنا اليومية، الآن وعلى كافة المستويات لبناء مستقبل متناغم مع الطبيعة يتم إدارته على نحو مستدام لضمان صحة الإنسان و كوكب الأرض.

وقالت مدير شباب عجلون الدكتور حمزه العقيلي  أن البيئة تعطى لنا فرصة ثانية فى الوقت الذى لا يمكننا العودة بالزمن إلى الوراء للعمل والمشاركة فى استعادة التوافق مع الطبيعة  ولنجعل حياتنا أكثر استدامة فنحن الجيل الذي يمكنه التصالح مع الطبيعة وحماية ما تبقى وإصلاح ما تضرر من أجلنا و أجل الأجيال القادمة مؤكدا أهمية دور الشباب الانضمام الى ركاب حماة البيئة واستعادة نظمها لنجعل كل يوم يوما للبيئة وخطوة حقيقية نحو النهوض بالعمل البيئى وإشراك الافراد والمجتمعات ورجال الاعمال فى مواجهة التحديات البيئية التي تواجه الكوكب فالعمل لمواجهة التغير المناخي والحفاظ على التنوع البيولوجي وجهان لعملة واحدة ، ونحن بحاجة إلى التوقف عن كافه الافعال التى قد تؤدى الى انقراض الأنواع النباتية والحيوانية من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي و الانسانية .

وبين مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي ان الحفاظ على البيئة بات واجبا وطنيا لأهمية ذلك بالنسبة للانسان ، مشيرا لجهود وزارة الزراعة للاهتمام بالحفاظ على نظافة وسلامة البيئة وتكثيف عمليات التحريج لزيادة المساحات الخضراء لافتا إلى أنه تم إطلاق مشروع التحريج الوطني في المحافظة ضمن احتفالاتها بيوم الشجرة برعاية وزير الزراعة والبيئة في محطة مراعي راجب بحضور ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في الأردن (الفاو) نبيل عساف، وعدد من نواب المحافظة وممثلي الدوائر الرسمية والجهات الأمنية والجمعيات البيئية حيث بداء العمل بتحريج 1000دونم وزراعة زهاء 10 الاف شجرة حيث اطلق على الموقع غابة المئوية

وقال إن هناك جهوداً تبذل بمجال التطعيم والإرشاد والتقليم، مبيناً أن هناك تعاوناً مستمراً مع الجهات الأمنية والبيئية لحماية الغابات والحد من الاعتداءات عليها والتوسع بزراعة الأشجار التي تتلاءم وطبيعة المناطق لضمان نموها.

وأشاد بجهود كافة الجهات المعنية من مؤسسات وجمعيات بيئية في الحفاظ الثروة الحرجية، مشيرا إلى ما قامت به وزارة الزراعة مع الجهات ذات العلاقة لإنجاز الخريطة الزراعة التي تحدد معالم كثيرة للعمل المقبل.

واكد رئيس قسم الحراج في مديرية الزراعة حاتم فريحات إن الوزارة تولي أهمية للمحافظة على الغابات واستدامتها وتوفير كافة الأدوات من أجل الحد من ظاهرة تقطيع الأشجار وانتشار الحرائق، إضافة إلى تأهيل البنى التحتية وتعزيز التشاركية بين جميع القطاعات من أجل تعزيز مفهوم الاستدامة ، مشيرا لادامة  اللقاءات التنسيقية بين كافة المديرية   المديرية والهيئات التطوعية والبيئية

وأصحاب المبادرات المعنية لإنجاح مشروع التحريج الوطني ايمانا من دورهم للوصول إلى رؤى مشتركة يمكن البناء عليها في عملية الإعداد والتنفيذ وتوسيع وزيادة الرقعة الخضراء في المساحات الخالية  وتشجير وزراعة الاشجار مبينا أنه تم هذا العام توزيع زهاء 10 الاف غرسة على الدوائر والمؤسسات والبلديات والمواطنين لزراعتها مثمنا جهود وتعاون الادارة الملكية لحماية البيئة والسياحة في إطار الحفاظ على المصادر الطبيعية والبيئية .

وقال مدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبه ان العالم يحتفل سنويا في الخامس من حزيران بـ”اليوم العالمي للبيئة” حيث يأتي الاحتفال  اليوم تخليدا لذكري انعقاد أول مؤتمر للأمم المتحدة يُعنى بالبيئة البشرية، وذلك في مدينة استكهولم عاصمة السويد بين 5-16 يونيو 1972، وقد اعتادت الأمم المتحدة من أجل إحياء يوم البيئة العالمي على تخصيص عنوان معين من عناوين الحفاظ على البيئة ليكون موضوعا محوريا للمؤتمرات والندوات والورش التي تهتم بشؤون إصلاح البيئة البشرية إلا أن أكثر المشاكل البيئية التي تواجه المجتمع الإنساني اليوم هي مسالة التلوث البيئي غير الطبيعي بسبب كثرة الملوثات البيئية ، مبينا  ان محمية غابات عجلون تزخر بتنوع حيوي وبيولوجي فريد حيث أن هناك  ٥٧٥ نوع النباتات و ١٠٥ انواع من الحيوانات للبرية والطيور و اكثر من ٣٠ نوع من النباتات الطبية لافتا إلى المحمية وقسم الدراسات في الجمعية الملكية يقومون سنويا بتحديث الدراسات في هذا المجال .

وقال رئيس منتدى الجنيد الثقافي يوسف المومني  إن يوم البيئة العالمي فرصة لمراجعة السلوكيات البشرية تجاه البيئة التي نعيش فيها مبينا أن التلوث البيئي يرتبط بالهواء والماء والتربة معا، وهو قد يكون ماديا، وقد يكون معنويا،  والتلوث هو صورة من صور الفساد والإفساد، حيث ورد في الذكر الحكيم ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا”.

وقال ان الأمم المتحدة والدول والوزارات التي تُعنى بشؤون البيئة مطالبة اليوم بوضع السياسات الكفيلة التي تساهم في الحد من التلوث بمختلف أنواعه، مؤكدا على

ضرورة نشر ثقافة المحافظة على البيئة البشرية والطبيعية بحيث تعي البشرية خطورة التلوث البيئي على الإنسان والهواء والماء والأرض

واحترام القوانين والسنن التي سنها الله في الكون، لان محاولة محوها أو تحريفها يضر بالبيئة الطبيعية وبعيش الإنسان و اتخاذ جميع التدابير للوقوف أمام المشاريع والفعاليات التي تساهم في التلوث

وضرورة إصدار قوانين ملزمة للدول  لحماية البيئة، ومعاقبة كل من يقوم بتخريبها والإكثار من حملات التشجير التي لا تحتاج إلى ري  بحيث تكون مصدات طبيعية للهواء المشبع بالتلوث البيئي، خاصة وأن هناك أنواع من الأشجار لها قدرة امتصاص المياه الجوفية الموجودة في باطن التربة وتشجيع الحملات  من أجل النظافة للبيوت والشوارع والأماكن العامة .

واكدت الناشطة البيئية نداء بعاره  أهمية الاحتفال بهذه المناسبة لتعزيز أهمية الحفاظ على البيئة والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من منظومة العمل الجماعي المنظم والتوعية بالحفاظ على الثروة الحرجية لأنها ثروة وطنية يجب حمايتها ، مشيرة الى أنه على الرغم من الجهود التي تبذل لحماية الغابات الا ان الاعتداءات عليها مستمرة بمعدلات تنذر بالخطر .

 

الدستور – علي القضاة

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة