فقراء في عجلون يبتهجون بثمار زيتون تسقطها “الشراقي”

يبتهج فقراء بمحافظة عجلون، بهبوب الرياح الشرقية والهطولات المطرية في مثل هذا الوقت من السنة، وتأتي عادة بعد الانتهاء من موسم قطف الزيتون، لتسهم بتساقط ما تبقى من حبات الزيتون التي خلفها مزارعون من دون قصد على الأشجار، مشكلة لهم باب رزق يوفر لهم بيعها بعشرات الدنانير يوميا.
ويبدأ أفراد أسر فقيرة بجمع كميات لا بأس بها من تلك الثمار المتساقطة بفعل الرياح والأمطار، ليصار إلى بيعها للتجار بأسعار جيدة، بحيث يصل سعر الكيلوغرام منها إلى دينار.
ويؤكد عاملون في هذا المجال، أن الرياح الشديدة خلال الأيام الماضية، أتاحت لهم جمع كميات جيدة خلفها المزارعون على الأشجار إما لعدم تمكنهم من الوصول اليها لوجودها على أغصان عالية أو لعدم رؤيتهم لها، لا سيما الثمار المتواجدة على الأشجار الرومية والمهاريس الكبيرة، معولين على أن يواصلوا جولاتهم في أعقاب التساقطات المطرية الغزيرة المتوقعة خلال الأيام المقبلة، التي تسهم هي الأخرى بتساقط تلك الثمار.
ويؤكد أبو أمجد، أن الشراقي تتسبب بتساقط كميات جيدة من ثمار الزيتون في الكروم التي انتهى أصحابها من قطفها، وخلفوها وراءهم بسبب صعوبة الوصول إليها، خصوصا تلك المتواجدة على الأغصان المرتفعة التي تتميز بها أشجار الزيتون الرومي والمهاريس في محافظة عجلون، مبينا أنه استطاع خلال اليومين الماضيين جمع كميات تجاوزت 50 كغم، بحيث وفر له بيعها مبلغا جيدا للإنفاق على أسرته.
ويقول سامي عبدالسلام، إن عملية جمع ثمار الزيتون المتبقية على الأشجار، التي تبدأ بالتساقط في هذه الأوقات بفعل الرياح والأمطار، تشكل باب رزق لكثير من الأسر والفتية، مشيرا إلى أنها تستمر حتى منتصف كانون الأول (ديسمبر)، بحيث يتم بيع كميات منها للتجار بأسعار جيدة، فيما تستغل كميات أخرى، لا سيما الثمار شديدة النضج التي تتحول إلى اللون الأسود في عملية تخليل تتم بجودة عالية تدخل ضمن “مونة” الأسرة، أو تباع بأسعار مرتفعة تصل إلى 5 دنانير للكيلوغرام.
وفي الأثناء، ومع قرب انتهاء موسم الزيتون الحالي في المحافظة، فقد استقر سعر صفيحة الزيت عند 90 دينارا، وهو ما يعتبره المزارعون جيدا، بحيث يمكنهم من الحصول على هامش ربح جيد للإنفاق على أسرهم، وتخصيص جزء لرعاية أشجارهم التي تبدأ فور انتهاء الموسم.
وأكدوا أنهم استطاعوا تسويق كميات جيدة من المتوفر لديهم بعد أن احتفظوا بجزء لهم “للمونة”، لافتين إلى أن أغلب الزبائن كانوا يفضلون التواجد في المعاصر خلال عملية عصر الثمار، والشراء كما يصفونه “من المزراب” لضمان انتقاء الأجود.
ويقول المزارع محمد شريدة، إن تحسن أسعار الزيت أتاح لمزارعي كروم الزيتون في المحافظة مبالغ ليست قليلة من بيع ثمار أشجارهم وزيتها، لتخصيصها كنفقات لرعايتها وضمان ديمومتها ونموها وتحسين إنتاجها، وذلك من أجور الحراثة ونفقات الرش والعلاجات والري والتقليم.
وأكد أن تلك الرعاية تعتمد على جودة أسعار الزيت والثمار، وهو الأمر الذي تحقق هذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة؛ إذ تجاوز سعر صفيحة الزيت 85 دينارا مع بداية الموسم، واستقر الآن عند 90 دينارا، ما يتيح لهم ادخار مبالغ مناسبة لرعاية كرومهم بشكل جيد، ما سينعكس إيجابا على الموسم المقبل.
ويدخل المزارعون في هذه الأوقات من السنة، في سباق مع الوقت لاغتنامها في قطف ما تبقى من ثمار الزيتون قبل الهطولات المطرية التي تتسبب بتعطلهم مع دخول شهر كانون الأول (ديسمبر).
ويقول المزارع أحمد الرشايدة، إنه تمكن الأسبوع الماضي من الانتهاء من القطف، وبيع الفائض لديه من الزيت بسعر جيد، بحيث وصل سعر صفيحة الزيت وزن 16 كغم إلى 90 دينارا، مؤكدا أن الأسعار تبقى محكومة بنوعية الثمار والأشجار من حيث البعلية والمروية، والبلدية “الرومي” وأنواع أخرى، ومناطق زراعتها واختلاف مذاقها ونضوجها.
وأكد أن كثيرا من المزارعين لمسوا فارقا في كميات إنتاج الزيت ونوعيته؛ إذ كانت نسبة الزيت متدنية في بداية الموسم، بحيث لم تتجاوز 9 كغم لكل 50 كغم زيتون، في حين بدأت تصل إلى متوسط 11 كغم في هذه الآونة وبجودة زيت عالية، ما يعني تحقيق أرباح جيدة، تمكن المزارعين من رعاية كرومهم.
ويقول عبدالله إسماعيل، إن المزارعين اغتنموا موسم القطف لرعاية أشجار الزيتون خاصتهم، من حيث تقليمها، وإزالة الأغصان الضعيفة واليابسة وتسميدها، ما يسهم في تحسين إنتاجها في المواسم المقبلة، مؤكدا أن موسم قطف ثمار الزيتون في المحافظة يعد مصدر رزق للعديد من العائلات نظرا لما يحمله من الخير والعطاء وتوفير مونة البيت من الزيت والزيتون.
ويؤكد هاني خطاطبة، أن موسم الزيتون في مزرعته يوفر العديد من فرص العمل للشباب المتعطلين عن العمل؛ حيث يقوم سنويا بتشغيل أكثر من 10 شباب من أجل قطف ثمار الزيتون، وتتم محاسبة العامل بمبلغ يومي يصل إلى 20 دينارا.
وزاد أن كميات إنتاج الزيت في غالبها جيدة، كون ثمار الزيتون قد اكتمل نضجها، مبينا أنه يتم استثمار ثمار الزيتون في صناعة كبيس الزيتون الأسود بالزيت وأنواع عديدة من المخللات.
وكانت مديرية زراعة المحافظة توقعت أن يصل محصول الزيتون هذا العام إلى 40 ألف طن وإنتاج 10 آلاف طن زيت زيتون.
ومن جهته، توقع مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن تستمر المعاصر باستقبال الثمار حتى منتصف كانون الأول (ديسمبر) المقبل، مؤكدا استمرار الجولات على 15 معصرة موزعة في مختلف مناطق المحافظة، طيلة الموسم لضمان التزامها باشتراطات الترخيص ولضمان نقل مخلفات “الزيبار” بالصهاريج إلى مكب الإكيدر.
وأوضح أن أسعار الزيتون والزيت تبقى مرتبطة بالعرض والطلب وجودة المنتج، لافتا الى أن الوزارة، وبهدف حماية المنتج، تتابع باستمرار إيجاد أسواق داخلية وخارجية لمساعدة المزارعين والحفاظ على أسعار مناسبة، وعمل معارض.
وبين أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تقدر بـ86 ألف دونم، مؤكدا أن المديرية تقدم كل ما من شأنه مساعدة المزارعين وتقديم النصح والإرشادات لهم فيما يتعلق بالتقليم والري والطرق السليمة للزراعة.

عامر خطاطبة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة