في ظلال آية..أحل الله البيع وحرم الربا// الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: « الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ « سورة البقرة –الآية 275.
الربا: لغةً طلب الزيادة مطلقا يقال ربا الشيء يربو إذا زاد ونما.
(واصطلاحاً): زيادة يأخذها المقرض من المقترض فيزيد المطلوب في المال.
الربا محرم في ديننا
آكل الربا هو صاحب المال الذي يقرض بفائدة وموكله هو المدين الذي يستدين بفائدة يعطيها لصاحب رأس المال والكاتب والشاهد لأنهما أعانا على ما نهى الله عنه. لقد حلّت اللّعنة عليهم جميعاً.
(عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: اجتنبوا السّبع الموبقات قيل يا رسول الله ما هي؟ قال: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، والسّحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقصف المحصنات الغافلات المؤمنات) أخرجه البخاري ومسلم.
(وقد لعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء). أخرجه مسلم في باب اللعن عن أكل الربا عن جابر حديث (4069).
من مضار الربا
1- إنه بلاء على الإنسانية في ايمانها وأخلاقها وتصوّرها للحياة وفي صميم حياتها الاقتصادية والعملية.
2- يثير العداوة بين الناس ويمنع التعاون بينهم ويفسد ضمير الفرد وشعوره تجاه معارفه.
3- يزرع بذور الكسل والتواكل في نفس المرابي فلا يكدّ ولا يعمل، في حين أن الإسلام يحث على العمل وينهى عن التكاسل والتواكل.
4- يزيل الشفقة لدى الانسان فالمرابي يطمع في المزيد من المدين حتى يجرده من ماله.
5- يؤدي الى وجود طبقة مترفة رأسمالية لديها أموال كثيرة لا تقوم على الجهد.
6- يسبب الربا اضطراباً نفسياً وقلقاً لدى آكل الربا ولدى المدين.
من المرابون
هم الذين يأكلون أي يأخذون ويتعاملون بالربا ويقتطعون من أموال الناس بغير حق… ولا يقومون من قبورهم يوم القيامة (حيث البعث) الا كما يقوم المصروع من جنونه يتعثر ويقع ولا يستطيع أن يمشي.
(عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: أتيت ليلة أُسري بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيّات ترى من خارج بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا). أخرجه أحمد وابن ماجة.
وبعد: فإن الريا محرّم عند الله –عزوجل- ويُعدّ أكل الربا من الكبائر. ومع الأسف ففي حياتنا المعاصرة ينتشر الربا بين الناس مما أدّى الى وجود طبقة مترفة وطبقة أخرى كادحة تعيش على الفاقة والحاجة والحرمان… هذا فإن ديننا الإسلامي العظيم يعطينا البدائل بنظام اقتصادي متكامل.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد… والحمد لله رب العالمين

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة