في ظلال آية.. السماوات طبقات// الداعية نائلة هاشم صبري

=

قال تعالى: « الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ « سورة الملك –الآية 3.

الله -سبحانه وتعالى-الذي خلق وأبدع السماوات متطابقة بعضها فوق بعض بإتقان، فهل ترى أيها المتأمل في خلق الرحمن من اختلاف أو نقص أو خلل أو عيب أو اعوجاج أو فطور أو اضطراب؟… بل هو في غاية الإحكام والإتقان وهنا تنبيه على سلامة السماوات من التفاوت وهو أن الله الرحمن الرحيم الذي خلق بقدرته هذا الكون هو الذي يخلق مثل ذلك المتناسب فكرر النظر ثم أعده وحدق ليتضح لك الأمر ولا يبقى عندك شبهة فيه فهل ترى من شقوق وصدوع وخروق وفروج وخلل. فهذه النظرة الفاحصة المتأملة المتدبرة في هذا الكون الرحيب يكشف لك جمال خلقها وكماله.

ثم ردّد النظر وحدق البصر مرة بعد مرة، وقلبّ نظرك في السماوات العاتية مرة بعد أخرى فهل ترى من صدوع… وقد أمر الله سبحانه وتعالى بتكرار البصر في خلق الرحمن للتتبع فلم يرجع إليك بصرك من إيجاد خلل أو عيب. يرجع إليك بصرك خاشعاً صاغراً ذليلاً متباعداً من إصابة ما التمسه من العيب أو الخلل. وهو كليل متعب من كثرة المراجعة والنظر بلغ غاية في الإعياء فلم يلتمس عيباً ولا صدوعاً ولا فطوراً.

فلا يوجد في السماء صدوع ولا شقوق ولا اختلاف فهي طبقات طبق من فوق طبق بعضها فوق بعض.

وبعد: فهذه الآية الكريمة التي نستفيء في ظلالها تبين لنا أن السماوات طبقات… طبقة بعد طبقة وهنّ متواصلات علويات بعضهن فوق بعض.

اللهم فقهنا في الدين، وعلمنا التأويل، وارزقنا اليقين

والحمد لله رب العالمين

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة