في ظلال آية.. الشجرة الملعونة… شجرة الزقوم// الداعية نائلة هاشم صبري

=

إن شجرة الزقوم هي الشجرة الخبيثة الملعونة التي تنبت في قعر جحيم في نار جهنم وهي شجرة ذات ثمر مرّ الطعم وتسمى الشجرة الملعونة قبيحة المنظر خبيثة منتنة الرائحة والطعم.
قال تعالى: « أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ» سورة الصافات- الآية62.
أثمار الجنة من فواكه طيبة أفضل أم شجرة الزقوم الخبيثة كريهة الرائحة يتزقمونها بكراهية لنتنها.
هذا وقد وصف القرطبي شجرة الزقوم في تفسيره بأنها تحيا بلهب النار كما تحيا الشجرة ببرد الماء فلا بدّ لأهل النار من أن ينحدر ما كان فوقها فيأكلون منها.
هذا وقد جعل الله –سبحانه وتعالى- تلك الشجرة الزقوم اختباراً وابتلاءً في الدنيا وعذاباً في الآخرة للكافرين الظالمين. وحينما سمع الكافرون ذكر شجرة الزقوم في جهنم استبعدوا وأنكروا ولم يصدقوا قائلين: كيف يكون في النار شجرة والنار تحرق الشجر.
وهذا ليس غريباً ولا عجيباً ولا مستحيلاً على قدرة الله –عزوجل- فالله قادر ومقتدر على كل شيء. ووصف الله العلي الكبير الشجرة بقوله: « إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ» سورة الصافات- الآية64. أي أنها تثبت في قعر الجحيم لها فروعها وأغصانها وفي قبيحة المنظر.
قال الحسن (أصلها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع الى دركاتها) السراج المنير-مجلد3- صفحة380.
ووصف آخر بهذه الشجرة بقوله تعالى: « طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ» سورة الصافات- الآية65. هذا وأن ثمرها لفرط بشاعته وقبح منظره وشدة مرارة طعمه ونتن رائحته كأنه رؤوس الشياطين لقبحها وبشاعة منظرها. (وأن رؤوس الشياطين شجرة معينة بناحية اليمن تسمى «الأستن» وهو منكر الصورة ومرّ وتسميه العرب بذلك تشبيهاً برؤوس الشياطين في القبح). السراج المنير-صفحة389، المحرر الوجيز-صفحة365.
وهؤلاء الكفار لشدّة جوعهم في الآخرة مضطرون الى الأكل منها فهم يتزقمون منها على شدة كراهيتهم لها لتمتلئ منها بطونهم فهي طعامهم رغم معرفتهم بشدة مرارة طعمها ونتن رائحتها فيكرهون على الأكل من تلك الشجرة تكملةً لعذابهم.
(عن الصحابي الجليل ابن عباس –رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تلا هذه الآية وقال: اتقوا الله حق تقاته فلو أن قطرة الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه) أخرجه أحمد في مسنده، والترمذي، والنسائي، وابن حبان، والحاكم.
وبعد: فإن هذه الشجرة التي تنبت في أصل الجحيم هي شجرة الزقوم وهي طعام كل فاجر آثم كثير الذنوب كأبي جهل وأصحابه وكل من يسير على دربهم ويخطو خطاهم. فكلما جاع أهل النار هي طعامهم يأكلون من هذه الشجرة الملعونة فتغلي بطونهم كما يغلي الماء الحار وتصبح كالمهل يمهل في نار حتى يذوب كما تذوب المعادن فتصبح سائلاً تقهرها الحرارة.
فاللهم إنا نعوذ بالله من هذه الشجرة ووقانا الله منها

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة