في ظلال آية.. «القلم» في القرآن الكريم // الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: « اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ « سورة العلق –الآيتان 3و4.

إن حقيقة التعليم في القرآن الكريم هو تعليم الله العليم للإنسان بالقلم وهو من أهم أدوات التعليم وله أثر في حياتنا وله منافع عظيمة. والله -تبارك وتعالى- يقرّ العلم والتعليم فيشير اليه في سورة من سور القرآن الكريم العظيم وهي سورة (القلم). وقد أقسم الله -عزوجل- بالقلم الذي يكتب به الناس بقوله: « ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ» سورة القلم- الآية1.

وأن الله -تبارك الله- خلق النون وهي الدواة (وخلق الله القلم فقال أكتب قال ما أكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة من عمل معمول به: بر أو فجور أو رزق مقسوم حلال أو حرام ثم الزم كل شيء من ذلك شأنه دخوله في الدنيا ومقامه فيها وخروجه منها). السراج المنير- ص561.

وعلم الله -عزوجل- الانسان الخط والكتابة بالقلم وهدا مما يدلّ على فضل علم الكتابة لتدوين العلوم والمعارف والقضايا المهمة النافعة في حياتنا وتدوين أخبار الأولين.

فالقلم نعمة عظيمة من الله -تبارك وتعالى- فلولاه لما صلح العيش ولم يقم دين لما فيه من المنافع الكثيرة ولما سّجل التاريخ سير الأبطال والقادة ولما تقدمت الاختراعات وهذا دليل على كمال كرمه -سبحانه وتعالى- بأن علم عباده ما ينبغي أن يتعلموا ويعلمّوا.

(عن عمر -رضي الله عنه- قال: خلق الله -سبحانه وتعالى- أربعة أشياء بيده ثم قال لسائر الحيوان كن فكان وهي القلم والعرش وجنة عدن وآدم -عليه السلام- قال كعب: أول ما كتب بالقلم آدم -عليه السلام-. فإن الله -عزوجل- علم آدم -عليه السلام- جميع الأشياء والأسماء وذكر ما تعلمه من ربه -عزوجل- للملائكة). القرطبي- ج20- ص120 بتصرف بسيط.

هذا وقد ذكر القرطبي في تفسيره عن الأقلام الثلاثة وهي:

1- القلم الأول: الذي خلقه الله -تبارك وتعالى- بيده ثم أمره أن يكتب في اللوح المحفوظ.

2- القلم الثاني: أقلام الملائكة جعلها الله -عزوجل- بأيديهم يكتبون بها المقادير والكوائن والأعمال.

3- القلم الثالث: أقلام الناس جعلها بأيديهم يكتبون كلامهم ويصلون بها مآربهم.

وأن القلم الذي كتب به اللوح المحفوظ يدلّ على تعظيم لقيمة الكتابة في أمة لم تكن متجه الى التعليم … وكانت الكتابة نادرة في تلك الحقبة أو في ذلك العصر الذي عاش فيه رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- تعليم الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم-.

ولقد علّم الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- وهو الأميّ الذي لا يقرأ ولا يكتب فنقله من الجهل الى العلم ومن الظلم الى النور وشرفه وكرمه بهذا العلم.

إن هذا الانسان الذي خلقه الله -عزوجل- من نطفة مذرة الى أن أصبح عالماً بحقائق الأشياء قد انتقل من أدنى المراتب الى أعلاه بالتعليم. قال تعالى: « وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا» سورة النحل- الآية78.

فضل القراءة والكتابة

إن فضل القراءة والكتابة يدل على كمال كرمه -سبحانه وتعالى- بأن علم عباده ما لم يعلموه ولم يكن يخطر ببالهم… وأن كسب العلم والمعرفة من نعم المولى -تبارك وتعالى- على الإنسانية جمعاء.

قال تعالى: « عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» سورة العلق- الآية5.

ولقد شهد تاريخنا الإسلامي بقيام علماء مسلمين أفذاذ تألقوا في العلوم… في الطب والفلك والهندسة والكيمياء. فإن الله -جل جلاله- قد سخر لهم كل شيء في سبيل الوصول الى أهدافهم المنشودة لإسعاد البشرية بعلمهم وثقافتهم وحضارتهم.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة