في ظلال آية.. «فأما الزبد فيذهب جفاء»// الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: « … كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ … « سورة الرعد –الآية17.
هذا مَثَلٌ ضربه الله -سبحانه وتعالى- للحق في ثباته وبقائه، وللباطل في اضمحلاله وزواله. فالحق ثابت قائم والباطل مضمحل زائل، مثل الماء الذي انزله الله -عزوجل- من السماء الى الأرض، فالحق هو الماء الباقي الذي يمكث في الأرض، وينفع الناس به وما تخرجه الأرض من الخيرات، وأما الزبد الذي يطفو على وجه الماء فلن ينتفع به أحد فهو يمثل الباطل الذي سرعان ما يزول.
ومثل آخر ضربه الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة وهو قوله تعالى: « وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ» سورة الرعد- الآية17.
ومما يوقد عليه الناس من المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد ومما يسبك في النار فإن الخبث يطفو وينفصل، وتبقى الزينة او الأشياء التي ينتفع بها. فالخبث كزبد الماء لا ينتفع به. كذلك يضرب الله المثل للحق والمثل للباطل: فمن الحق في ثباته واستقراره والانتفاع به كمثل الماء الصافي الذي يستقر في باطن الأرض فينتفع منه الناس، ومثل الباطل في زواله واضمحلاله كمثل الزبد والغثاء الذي يقذفه الماء سرعان ما يتلاشى ولا ينتفع به.
وبعد: فلقد ضرب الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة مَثَلَين للحق والايمان، وهما: الماء الصافي، والحلية الصافية كالذهب والفضة. فيتوجب علينا أن نؤازر أهل الحق والايمان، بل أن نكون منهم بعون الله وتوفيقه.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة