في ظلال آية.. لا يريد أن يموت!! //الداعية نائلة هاشم صبري

=

قال تعالى: « وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا …» سورة آل عمران –الآية 145.

باحث بيولوجي في علم الأحياء بل من العلماء الملحدين يريد أن يتحدى قضاء الله وقدره فهو لا يريد أن يموت وأنه يعشق الحياة يبحث عن حياة دنيوية أبدية… حسب تصوره، ولكن معاذ الله أن يصل الى ما يريد والله -عزوجل- كتب لكل نفس الموت فلا توجد حياة أبدية دنيوية ولكن توجد حياة أخروية أبدية.

قال تعالى: « كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ…» سورة آل عمران، الأنبياء35، سورة العنكبوت57.

كل نفس ستذوق طعم الموت، أي مفارقة الروح للجسد، وهذا مما يدلّ على أن النفس أي الروح لا تموت ولكن الجسد هو الذي يموت ويفنى. ويبحث هذا الباحث البيولوجي عن دواء يطيل عمر الانسان الى الأبد ولكن معاذ الله أن يصل الى ما يريده ويقول: لا، لا أريد أن أموت والله -سبحانه وتعالى- يقول: «… كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ» سورة الأعراف- الآية 34.

وعن أنس بن مالك قال: خط رسول الله -صلى اللهعليه وسلم – خطاً وقال: «هذا الانسان وخط الى جانبه خطاً وقال هذا أجله» وخط آخر بعيداً عنه فقال: «هذا الأمل». فبينما هو كذلك إذ جاء الأقرب»). أخرجه البخاري 6417.

هذا الباحث الملحد يبحث عن طريقة تنجيه من الموت لينعم بحياة أبدية دنيوية… ألم يعلم هذا الباحث أن الانسان يتركب من جسد وروح، وأن الجسد يتحرك بفعل الروح… فالروح تبقى أما الجسد فقد خلق من تراب ولا يكاد يموت حتى يتحلل ويعود الى عناصره الأولى عناصر الأرض. أما الروح فأمرها عند الله، فالله الخالق الذي أوجدها وتعود اليه بعد انفصالها عن الجسد.

أما نفس هذا الباحث الشرير الذي يتحدى القدر فلن تستطيع الهروب والفرار عندما يأتيها ملاك الموت فينتزعها بعنف وازهاق من غير امهال لتهوي في سحيق جهنم.

قال تعالى: «… وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ…» سورة الأنعام- الآية93.

يا له من مشهد مفزع مرعب رهيب… الظالمون في غمرات الموت وسكراته، والملائكة باسطو الأيدي بالعذاب يضربونهم بمقامع من حديد.

أجل لن يستطيع هذا الباحث الملحد مهما احتاط واستعدّ أو التجأ الى مكان حصين منيع أو مكان شاهق بعيد فإذا جاء أجله فالموت يدركه ولن يجدي فراره قال تعالى: « أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ…» سورة النساء- الآية78.

وبعد: فإن للموت حكماً متعددة منها:

1- الأمور لا تعرف الا بالأضداد، فلو لم يكن الموت لما عرفنا حقيقة الحياة.

2- إن الموت ايذان بحياة أخروية أبدية.

3- بالموت تنقذ البشرية من انفجار سكاني واكتظاظ بشري فلولا الموت لاعتدى الناس على بعضهم بعضاً ولضاقت عليهم الأرض.

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة