في ظلال آية..( لم تقولون ما لا تفعلون الداعية ) // نائلة هاشم صبري

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ « سورة الصف –الآيتان 2و3.
كثير من الناس يقولون بألسنتهم شيئاً ولكنهم لا يفعلون، ولا يطبقون ما يقولون، إنه لذنب عظيم وكره شديد عند الله أن يقولوا شيئاً لا يفعلونه، هذا وقد امتنع البخاري -أحد أئمة الحديث الشريف- عن أخذ الرواية من رجل وجده يضم حجره ويدعو بغلته يوهمها بطعام وحجره فارغ، فتحرّج البخاري أن يروي عنه لأنه كذب على بغلته، رغم أن البخاري سافر مسافة شاسعة حتى يصل لهذا الرجل. وأن شرذمة من الناس يطوفون بخطاباتهم الرنّانة مدعين اصلاح أمتهم وفيهم العيب ولا يصلحون أنفسهم… يأمرون بالطاعة والإصلاح ويتركون أنفسهم تتخبط في المعصية.
قال تعالى: « أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ» سورة البقرة- الآية44.
عن جندب بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به كمثل السّراج يضيء للناس ويحرق نفسه» أخرجه الطبراني في الكبير.
(وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل علم لا ينتفع به كمثل كنز لا ينفق منه في سبيل الله» أخرجه أحمد والدارمي.
فالله -عزوجل- يبغض ويمقت الذي يأمر بالخير ولا يقوم به… إنه يقول ما لا يفعل… يقرأ كتاب الله ولا يعمل به.
(عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت عادت. قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ولا يفعلون، ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به»). أخرجه أبو نعيم وابن عساكر.
اللهم اجعلنا مِمَنْ يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

الدستور