في ظلال آية..مكر الناس عدم شكرهم لله// الداعية نائلة هاشم صبري

بسم الله الرحمن الرحيم .
قال تعالى: «وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ» سورة يونس –الآية 21.
وإذا أنزل الله -سبحانه وتعالى- على الناس فرجاً بعد مكروه وكرب أو رحمة ونعمة من بعد شدّة أصابتهم في أنفسهم وأهلهم وأموالهم ولم يشكروا الله -عز وجل- على هذه النعمة بعد صرف الشدّة عنهم. بل يقابلون ذلك بالجحود والنكران.
فإن الله -سبحانه وتعالى- قادر على اهلاكهم وتعذيبهم، لولا حكمه بهم وامهاله الى يوم القيامة وأن جزاء مكرهم وجحودهم يرتد إليهم إذا عجل العقوبة بهم.
وان رسل الله -جل جلاله- من الملائكة الموكلين بهم يكتبون ما يمكرون ويحفظونه وتعرض عليهم ما في بواطنهم يوم القيامة.. وسيحاسبهم ويجازيهم ربّهم على مكرهم وعصيانهم وجحودهم.
ومن الناس من يتقربون الى الله بدعواتهم الى أن ترفع عنهم الشدّة. فإذا ما ارتفعت ولوّا وبادروا بالمكر ولم يشكروا الله وكما فعل مشركو مكة أثر القحط الذي أصابهم بدعاء رسول الله -صلى الله عه وسلم – عليهم، ورفع هذا القحط بفضل دعاء رسول الله لهم فما زادهم الّا كفراً وجحوداً.
(عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن قريشاً لما استعصوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم القحط والجهد حتى أكلوا العظام والميتة من الجهد وحتى جعل أحدهم يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع. فأنزل الله «فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ» سورة الدخان-الآية10و11. فجاء أبو سفيان رسول الله فقال: يا محمد إنك جئت تأمرنا بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادعُ الله لهم. فدعا لهم فكشف الله عنهم العذاب وأُمطروا، فعادوا حالهم ومكرهم الأول يطعنون في آيات الله ويعادون رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويكذبونه). أخرجه البخاري في التوحيد (7414).
وبعد: هذه الآية الكريمة تحذيرٌ للناس جميعاً لمن أصابته مصيبة من فقر أو مرض أو خسارة إذا ما دعا الله دعوته واستجاب الله دعوته وانقشع عنه هذا البلاء عاد الى معصية الله ولم يشكر الله على انجلائها.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة