في ظلال آية..من الأبتر؟ ./ الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: « إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ « سورة الكوثر –الآية 3.

(نزلت هذه الآية بحق العاص بن وائل… وكانت العرب تسمي من كان له بنون وبنات ثم مات بنونه وبقيت له البنات أبتر. فيقال أن العاص وقف مع النبي –صلى الله عليه وسلم-يكلمه فقال له جمع من صناديد قريش مع من كنت واقفاً؟ فقال: مع ذلك الأبتر. وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-وكان من خديجة فأنزل الله « إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ») كتاب أسباب النزول للواحدي-صفحة184.

والمعنى: إن مبغضك وعدوك يا رسول الله هو الأبتر المنقطع عن الخير لا ذكر له وهنا ردّ على مقالة سفهاء قريش كانوا يقولون عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-عندما فقد ابنه إبراهيم هو أبتر يموت فنستريح منه.

هذا الكافر قيل إنه العاص بن وائل وإن كان له أولاد فإنه مبتور من رحمة الله وذكره منقطع. أمّا أنت يا رسول الله فإن فضلك دائم وذكرك باقٍ لا ينقطع فإنه يرفع كل يوم خمس مرات فوق المآذن والمنابر وتهتف به مئات الملايين من البشر مقروناً بذكر الله –عزوجل-، وإن الله تبارك وتعالى قد منحه نور القلب والشفاعة والمعجزات واجابة الدعوة والفقه في الدين والصلوات الخمس.

وهنا ردّ على هؤلاء السّفهاء من أعداء الإسلام الذين أخذوا يكيدون ويظهرون عداوتهم لرسول الله برسوماتهم القذرة وكرههم الشديد وتطاولهم بالمسّ بشخصية رسولنا الكريم الأكرم –صلى الله عليه وسلم-.

فمن الأبتر؟ والجواب واضح وصريح إن الأبتر هو العاص بن وائل وأمثاله فقد انقطع ذكره. أمّا ذكر رسولنا وشفيعنا –صلى الله عليه وسلم-فلم ينقطع ذكره لحظة… إذ ما زال المسلمون يذكرونه في صلاتهم في مشارق الأرض ومغاربها في كل لحظة من لحظات حياتهم في صلاتهم ودعواتهم وسائر عبادتهم. ويبقى حسن ذكره –صلى الله عليه وسلم-وتبقى أمته تذكره الى يوم القيامة، أما شانئوه وكل من يكفر به ويعاديه فتبتر قلوبهم فلا يصل اليها الايمان وتبتر أعمالهم فلا تقبل عند الله –جل جلاله-. ويبتر أعمالهم فلا تقبل عند الله –جل جلاله-. يبتر ذكراهم فيندثرون في عالم النسيان ويردّ كيدهم.

فالأبتر ليس رسول الله –صلى الله عليه وسلم-فهو منزه عن هذه الصفة فأعداء الإسلام هم شانئوه ومبغضوه، أعاذنا الله من الكفر والضلال ومن تسوّل له نفسه في إعادة هذه الرسومات الكاريكاتيرية الحاقدة الحمقاء.

والحمد لله على نعمة الاسلام