في يوم المسرح العالمي.. “تكريم ثلاثي” للبراري وصوالحة والشوابكة

أكد أمين عام وزارة الثقافة الكاتب الروائي المسرحي هزاع البراري أهمية الاحتفال بيوم المسرح الذي يعد أحد تيارات المسرح والأكثر تميزاً وإشعاعاً على المستوى المحلي والدولي. جاء ذلك، خلال رعايته الاحتفال الذي أقامته مديرية ثقافة محافظة مادبا على خشبة مسرح مدارس دير اللاتين.
وكرم في الحفل ثلاثة من رواد المسرح في مادبا وهم: الكاتب المسرحي والروائي هزاع البراري، الفنان نبيل الصوالحة والمخرج المسرحي الدكتور علي الشوابكة، وسط حضور خجول بسبب الإجراءات الاحترازية والوقائية، للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأضاف البراري إن المسرح الأردني انطلق مع عمر الدولة الأردنية قبل 100 عام، من مادبا في مسرح دير اللاتين العام 1918، ثم انطلق لباقي المدن الأردنية، مشيراً إلى أن المسرح الأردني قطع خطوات كبيرة والحركة المسرحية الأردنية موجودة على الخريطة العربية، وهناك 6 مهرجانات عربية ودولية موجودة في الأردن.
ويشير البراري، إلى أن هناك العديد من المسرحيات يتم إنتاجها سنوياً من خلال وزارة الثقافة والقطاع الخاص والمبادرات الذاتية، وهناك العديد من المسرحيات والمسرحيين، الذين حازوا على جوائز عربية وعالمية، مبينا أن الحركة المسرحية تأثرت بجائحة كورونا مثل باقي القطاعات، ولكن نأمل انطلاقة جديدة مع بداية المئوية الثانية.
ويؤكد البراري من وجهة نظره ككاتب للعديد من الأعمال المسرحية، أن المسرح، يعبر عن الناس بواقعهم وأحلامهم وتطلعاتهم، وفي هذه الظروف الصعبة، مشيراً إلى دور المسرحيين الذين أخذوا على عاتقهم رسم الخطوط التي يجب اتباعها لإحياء الحركة المسرحية، وتتجلى في الصياغة الفكرية التي تستهدف فئات المجتمع.
وعاد البراري للفترة الزمنية الإبداعية له في مجال التأليف الروائي، عندما كانت البداية التي تتدرج فيها من مهامه الإبداعية إلى فضاءات حالمة، بإثبات الهوية الإبداعية التي تميز فيها وحصوله على جوائز خارجياً وداخلياً، معتبرا إياها ليست بالعملية كما يظن الآخرون، لكن؛ سمة العناد والإصرار أفرزت وحفزت البركان الراكد في داخل جعبته الإبداعية ليطلقها في العنان الرحب، مختتما، الثقافة عماد الحيلة وصانعة المعرفة والعلم، وعلى الشباب إبراز مكنونهم الإبداعي وتطويره.
فيما عبر الفنان نبيل صوالحة عن سعادته الغامرة بالتكريم الذي اعتبره وساما على صدره، وبخاصة أن التكريم يجيء من مادبا المدينة مسقط رأسه التي نبت فيها عشقه للفن، وبخاصة التمثيل مع شقيقه المخرج العالمي نديم صوالحة، معرجاً في مستهل حديثه في كلمة مقتضبة تغلب عليها الفكاهة المعهودة لديه بالقول، “عندما بدأت التمثيل أنا وشقيقي نديم، كنا نلاقي التشجيع من الوالدة، وهذا ما بعث في أنفسنا الاطمئنان لنستمر في هذا العالم الجميل الذي أحببناه وأخلصنا له وأخلص لنا بقدر ما أعطيناه وأعطينا على مدى سنين انشغالنا في عالمه”، متحدثاً عن تجربته في عالم المسرح السياسي الذي اعتبره نقطة تحول و”تنفيسة” للناس لما كانت مسرحا هادفا ذات الجرأة في المضمون.
وعن مادبا قال: “في مادبا تركيبة اجتماعية فريدة قل مثيلها في العالم، فهي الحياة المشتركة والاحترام المتبادل، ومادبا أرض خصبة للإبداع تخرج من رحمها العديد من المبدعين في مجال العلم والفكر والأدب والفن، وكفاها فخرا انطلاقة أول مسرح فيها والذي نقف على خشبته اليوم”.
ولا تفارق صوالحة وجهه البسمة، مبتعدا عن الكشرة والتعبس المقيت القاتل اللذين يؤديان إلى النفوق وتغير المزاج، وفق ما قال: “خلقنا لنسعد الناس، وليس لنزيدهم ضغوطاً نفسية تنعكس سلباً على حياتهم، وهذه رسالة يحملها الفنان ويجول بها في فضاءات الأمكنة لتأديتها بأمانة وإخلاص”.
وذهب المخرج المسرحي علي الشوابكة في سرد حديثه، إلى أبعاد العمل المسرحي وبناء تياراته المتعددة وفق آلية عمل ممنهجة، تبين أهمية مرتكزاته الأساسية في مشهدية العمل الظاهرية أمام العرض.
وبين الشوابكة وهو كاتب لعدة مسرحيات في تأكيده الدائم بأن الممثل لا يمكن أن يكون ممثلاً حقيقياً، إلا بوقوفه على خشبة المسرح؛ لإثبات قدراته الإبداعية في مواجهة واقعية مع الجمهور.
وأضاف، ان المسرح الاحتفالي هو محاولة لإعادة تأسيس مسرح متميز يدور في فلك الاحتفالية بما هي نتاج عام “فكري”، و”فلسفي”، و”أدبي”، و”إبداعي”، ولعل أهم ما تمخض عن هذه المحاولة، هو إعادة إنتاج جملة من الأسئلة “المستفزة”، والمقلقة بشأن هوية المسرح وحقيقته، وترتب عن ذلك، إعادة النظر في مجموعة من المسلمات والبديهيات التي أعقبت المحاولات التأسيسية الأولى التي قام بها رواد الحركة المسرحية.
ولا ينكر الشوابكة، أن المسرح بمفهومه العام، ليس حكرا على شعب دون آخر، أو أمة دون أخرى، وإنما هو نشاط إنساني يخترق حدود الزمان والمكان ، مضيفاً إن المسرح نشاط حياتي دائم، حيث يكون الأحياء بإنه عيد الذين يعيشون ويحيون مع بعضهم فتتولد بينهم قضايا عامة وإحساسات جماعية يصبح التعبير عنها حاجة أساسية، وبذلك تتولد اللغة الأم، هذه لغة هي المسرح. على ضوء هذا المدخل يمكن أن نقول إن المسرح قد ولد يوم ولد المجتمع، هذا الوليد لا يشبه إلا ذاته، لأنه في تركيبه مخالف لمسارح العالم.
وتحدث الباحث والناقد حنا القنصل عن مراحل انطلاقة المسرح في مادبا، منذ العام 1916 على يد الأب البولندي يوحنا نويفيل، الذي كان يجمع أبناء الرعية ويفترشون الأرض ليؤدوا مهارات التمثيل المسرحي في الهواء الطلق، إلى مرحلة العشرينيات على يد الأب أنطوان الحيحي والأب زكريا الشوملي، ومروراً بالمؤرخ العلامة روكس بن زايد العزيزي، إلى أن اشتدت الحركة، وبخاصة في فترة السبعينيات عندما أنشأ مركز شباب مادبا فرقة مسرحية تخرج منها أسماء لامعة في عالم الفن، ومن هؤلاء المخرج حسين دعيبس وشقيقه المخرج أحمد دعيبس والفنان الراحل فارس عوض والفنان مروان حمارنة.
وأعاد التأكيد بأن مادبا مدينة ثقافية عالمية منذ بدايتها وخارطة مأدبا الفسيفسائية هي إرث عالمي تحوي أكثر من 350 موقعاً ورسمت في مادبا.
وكان مدير ثقافة محافظة مادبا محمد الإزايدة في بداية الاحتفالية في يوم المسرح العالمي الذي يصادف في يوم 27 من آذار (مارس) من كل عام، إذ ألقى كلمة ترحبية بالحضور، مؤكداً إن هذه الفعالية جاءت للاحتفال باليوم العالمي للمسرح وتكريم ثلة من أبناء المحافظة الذين أثّروا في الحركة الأدبية والمسرحية، وكان لهم الدور البارز على مستوى المملكة.
وأضاف الأزايدة، نقف اليوم في مقر أول مسرح في الأردن والذي تأسس العام 1914، وهو مسرح دير اللاتين الذي تجاوز عمره 100 عام ، حيث تم اختيار مكان الفعالية الذي له رمزيته التي تصادفت مع مئوية الدولة الأردنية، مشيراً إلى أن مديرية ثقافة مأدبا تسعى جاهدة للنهوض بكل أشكال الأدب والفنون وتحفيز القائمين عليها.

أحمد الشوابكة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة