قراءة واقعية في واقع الأحزاب الأردنية/ د. رياض خليف الشديفات

ينظر الأردنيون في الساحة الأردنية للأحزاب بنظرة تتوزع بين الإقدام والإحجام من حيث المشاركة في العمل الحزبي ومدى القناعة بفعالية المشاركة فيه، فالإقدام لدى فئة المتفائلين والمؤمنين بمدى إمكانية مساهمة الأحزاب بالنهوض بالواقع الأردني المعاش بكل تناقضاته وتحدياته وظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي مجالاته المختلفة، وهذه الفئة محدودة في المجتمع لدى مختلف الشرائح الاجتماعية الشباب والنخب وبين الذكور والإناث.أما الإحجام لدى الشريحة الأوسع والأكبر من أبناء المجتمع فهي نتيجة طبيعية واقعية للتضييق على الأحزاب وبرامجها عبر عقود من العمل الحزبي الخجول هذا من جهة، وللقناعات المتولدة بعدم جدوى المشاركة بسبب الممارسات السلبية من الأحزاب في الساحة الأردنية وعجزها عن تقديم نماذج قادرة على اقناع المواطنين بجدوى العمل الحزبي ، وكذلك الممارسات الخاطئة للسلطة التنفيذية تجاه الأحزاب التي تراكمت عبر عقود من هذه الممارسات ، ومن جهة أخرى ليس لدى الأردني ترف العمل الحزبي من الشباب بسبب الانشغال بالهم المعيشي الفردي ومشاغل الحياة ومتطلبات البحث عن فرص العمل والعيش الكريم.ومن خلال القراءة الواعية لواقع الأحزاب التي تتشابه في برامجها ومنطلقاتها الفضاضة والرؤى التي تضعها لما تعمل على تحقيقه وتنفيذه وما تأمل في الوصول إليه بطريقة عملية، فالرؤى الكبيرة في ظل المعطيات على أرض الواقع من الصعب تحقيقها، وعلى أية حال فيمكن القول بأن جميع الأحزاب تعيش حالة متشابهة من حيث مجموعة من العوامل المشتركة كعامل استقطاب النخب الفاعلة في المجتمع في الانتساب لها، وطريقة الاستقطاب والاعتماد على العلاقات الفردية في جذب المنتسبين.فالفردية والعلاقات هي سيدة الموقف في هذا الجانب لغياب وسائل الإعلام التابعة للأحزاب ، وما زالت الأحزاب تعتمد على وسائل الإعلام الرسمية في التسويق والترويج ومحاولات تغيير قناعات الناس في النظرة إلى العمل الحزبي ، وما زالت قناعات الناس دون الطموح ودون المأمول ، وما زالت الأنشطة الحزبية محدودة وتركز على مراكز المدن الكبرى ، وليس بجديد القول بأن غياب الأدوات لدى الأحزاب ساهم ويساهم في حالة التردد الشعبي في هذا الجانب ، كما أن غياب التجارب الفعلية في مدى إمكانية نجاح الأحزاب في تغيير الواقع غير المريح لدى المواطن الأردني يضاف إلى ذلك أنه لا يتوقع من المستفيدين من الواقع المساهمة في تكوين رافعة حقيقية للعمل الحزبي وحالة التفرد الشخصي لبعض الأحزاب يلعب دورا هاماً في إضعاف العمل الحزبي الفاعل فالترقب والتخوف هو الحالة الغالبة لدى الفريقين المقدمين والمحجمين ، وما لم تتغير المعطيات فلن يتغير المشهد كثيراً .د . رياض الشديفات / 29/12/2022م

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة