قرب مهرجان جرش يفتح باب المطالب بتوسيع دائرة انعكاساته على المجتمع المحلي

جرش- يترقب مواطنون في محافظة جرش انطلاق مهرجان جرش المقرر بدء فعالياته يوم الأربعاء 23 تموز (يوليو) المقبل، وسط مطالب بتعزيز شراكة المهرجان مع المجتمع المحلي في المحافظة، لا سيما أنه يعد نقطة جذب سياحي لمدينة جرش الأثرية سنويا.

وينتظر العديد من أبناء محافظة جرش المهرجان، للحصول على فرص عمل مؤقتة، من بينها بيع العصائر والمياه داخل الأكشاك، وتأجير مواقف السيارات، وتجهيز المطاعم الشعبية والسياحية، والمنشآت التي تقدم خدمات سياحية للزوار.

وأكد مواطنون “أن المهرجان الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بمدينة جرش الأثرية، يجب أن يمنح المجتمع المحلي في المحافظة فرصة الاستفادة منه من خلال حركة البيع والشراء، أو إدخال الزوار إلى الوسط التجاري عبر مسار وادي الذهب، الذي لم يتم تشغيله حتى الآن، رغم جاهزيته منذ سنوات”.
واعتبروا “أن استفادة المجتمع المحلي من المهرجان أثناء فترة انعقاده ما تزال محدودة، وتتمثل بعرض عشرات المنتوجات الحرفية داخل موقع المهرجان، من خلال بسطات يتم عرض منتوجاتهم فيها في الساحة الرئيسة، رغم وجود هيئات ثقافية وفعاليات ومنتديات وفرق شعبية ومحلية، وتوفر كافة الخدمات السياحية التي يحتاجها الزائر للموقع”.
وقالوا: “إن مهرجان جرش يعد من أكبر الفرص الترويجية التي أخرجت المواهب والإبداعات وسوقتها عالميا، وما يزال أهالي محافظة جرش محرومين من ميزات الترويج الإعلامي للمهرجان، من خلال مواقعها السياحية ومطاعمها ومواهبها وغاباتها، وما تزال تفتقر إلى وجود فندق سياحي واحد يستقبل زوار المهرجان فيها”.
مطالب بمشاركة أوسع
ووفق الناشط أحمد نهار العياصرة، “فإن هناك من أهالي محافظة جرش يرون أن المهرجان لا يستفيدون منه سوى أزمات السير الخانقة، وانقطاع مياه الشرب، واكتظاظ المحافظة بآلاف الزوار الذين يأتون لحضور الفعاليات ولا يستخدمون أي خدمات داخل الموقع، أو المبيت في محافظة جرش، ويقتصر ما يحتاجونه منها على شراء احتياجات بسيطة لحين المغادرة”.
ويؤكد العياصرة “أنه آن الأوان لتفعيل الشراكة المجتمعية بين أهالي جرش وإدارة المهرجان، من خلال تقديم  الخدمات التي يحتاجها الزائر كافة، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الفعاليات وحضورها، وتنظيم بعض الفعاليات في المواقع الأثرية والسياحية القريبة من المدينة الأثرية، والتي تروج سياحيا للمدينة”.
وبالنسبة للمنتجة ورئيسة إحدى الجمعيات الخيرية في جرش نبيلة أبو غليون، فتقول: “إنها لن تشارك في مهرجان جرش، نظرا لعدم تخصيص مواقع كافية لأصحاب المنتجات، وصعوبة الوصول إلى مواقع البيع والشراء والتسويق في الموقع”، مشيرة إلى “أنها تتمنى منذ سنوات المشاركة في فعاليات مهرجان جرش، الذي يعد من أكبر المهرجانات على مستوى العالم، غير أن المواقع المخصصة للمنتجين من أبناء جرش ما تزال صغيرة وغير معروفة، ولا يتم تسويقها بشكل مناسب”.
وقالت أبو غليون: “إن أهالي جرش هم جزء من المهرجان، ويجب أن يكون عملهم فيه على مدار العام، من خلال تجهيز المنتجات وتسويقها وتصنيفها، وفتح معارض دائمة للعمل فيها، والترويج لها خلال فترة المهرجان”.
من جهته، يرى المتحدث باسم الحرفيين، ورئيس جمعية رواق جرش الثقافي، أحمد الصمادي، “أن مشاركة الحرفيين في جرش فعالة منذ سنوات، وتتمثل في منح كل حرفي أو فني منهم موقعا لعرض منتوجاته في الساحة الرئيسية للمهرجان مجانا، وتسويقها والبيع المباشر للزوار، وعدد المشاركين لا يقل عن 273 مشاركا، منهم ما نسبته 80 % من أهالي محافظة جرش”.
وأضاف الصمادي، “أن المهرجان يعد فرصة ترويجية كبرى للترويج لمدينة جرش، والفرصة متاحة أمام الجرشـيين للمشاركة في فعاليات المهرجان، من خلال الفعاليات والبرامج التي تدعم المواهب وتطورها، فضلا عن مشاركة واسعة لمختلف الجمعيات الخيرية والتعاونية، والحرفيين، والفنانين، وفرصة الدخول إلى الموقع مجانا لجميع الزوار، باستثناء فعاليات المسرح الجنوبي والمسرح الشمالي”.
وأشار إلى “أن الشراكة المجتمعية بين المهرجان وأهالي جرش مناسبة، مقارنة بعدد الحرفيين والموهوبين في المحافظة، وإمكانية نقل بعض الفعاليات إلى مواقع أثرية أخرى قريبة من الموقع، تحتاج إلى دراسة من قبل إدارة المهرجان ومدى نجاحها”.
رفع عدد زوار الموقع الأثري
إلى ذلك، قال رئيس مجلس محافظة جرش، رائد العتوم “إن مهرجان جرش يرتبط ثقافيا وفنيا وأثريا وتاريخيا بمدينة جرش الأثرية، ولا يمكن فصل المهرجان عن المدينة، وهو حدث تاريخي يميزها، ويشارك فيه أبناء محافظة جرش”.
ويرى العتوم “أن أهالي المحافظة يستثمرون في المهرجان من خلال مواقف السيارات، والمطاعم السياحية، ومحطات الوقود التي تقع على مدخل المدينة، أما المحال التجارية والوسط التجاري للمدينة، فلا علاقة لهم بالمهرجان”.
وبين “أن الشراكة المجتمعية في المهرجان مناسبة وجيدة، مقارنة مع الإمكانيات المتوفرة، ومدة المهرجان، وطبيعة الفعاليات التي تركز على الجانب الفني والثقافي والتاريخي”.
وقال العتوم: “إن أهالي المحافظة قادرون على زيادة مشاركتهم واستفادتهم في المهرجان من خلال عرض منتوجاتهم، والحصول على عطاء المشاريع في الموقع، وتقديم خدمات سياحية فيه، وفي المواقع التي يمر بها الزائر”، لافتا في الوقت ذاته، إلى “أن استفادة الجرشـيين ترتفع تدريجيا في المهرجان، وتستفيد كذلك بلدية جرش الكبرى من خلال اللجان التي تشكلها، وطواقم العمل التي تعمل في المهرجان”.
وبحسب الخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات، فإن “الآلاف من الضيوف والزوار من خارج المملكة، يحرصون على الحضور خصيصا لزيارة الأردن وحضور مختلف فعاليات مهرجان جرش، مما يشجع السياحة الخارجية، ويرفع نسبتها بما لا يقل عن 30 %”.
وقال: “إن مدة المهرجان ترفع عدد زوار الموقع الأثري من السياح من داخل وخارج المملكة، بهدف حضور فعاليات المهرجان والسياحة داخل الموقع الأثري، وتعد مدينة جرش من أكبر المدن الأثرية على مستوى العالم، وقد ارتبط اسم المهرجان باسم المدينة منذ عشرات السنين”.
وطالب زريقات بـ”مأسسة مهرجان جرش للثقافة والفنون، وتشكيل كادر وظيفي كامل على مدار العام لإدارة المهرجان، لا سيما وأنه من أهم الأحداث الثقافية والفنية والاجتماعية التي تمس الجرشـيين بشكل مباشر”.
ألف مشارك من أبناء جرش
بدورها، توقع بلدية جرش الكبرى سنويا اتفاقية مع إدارة مهرجان جرش، بهدف تقديم الدعم الفني واللوجستي في موقع المهرجان، حيث يوفر المهرجان فرص عمل موسمية لأبناء المحافظة، من حدادين وفنيين وخبراء صوت وإضاءة، ومهندسي كهرباء، وعمال، ولجان محلية، وحرفيين، وجمعيات خيرية، ويشارك فيه ما يزيد على 400 عامل من محافظة جرش بمختلف التخصصات.
ووفق تصريحات صحفية لرئيس بلدية جرش الكبرى، أحمد العتوم، فإن ألف شخص من أبناء المحافظة سيشاركون في مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، وذلك من خلال من خلال اللجان المختلفة، مثل اللجنة الثقافية، حيث يبلغ عدد الشعراء المشاركين من داخل المحافظة قرابة 40 شاعرا.
وأضاف أن أكثر من 100 مشاركة ستشارك في المهرجان من خلال عربات عرض داخل الموقع الأثري، حيث تم استبدال طاولات العرض بعربات مخصصة لعرض المنتجات المحلية.
وأشار العتوم إلى أن المهرجان يشكل نافذة اقتصادية وتسويقية للمنتجات الغذائية والحرف اليدوية التي تصنعها السيدات داخل المحافظة، حيث يتواصل العديد من زوار المهرجان بعد انتهائه لشراء منتجات السيدات المعروضة خلاله، مبينا أنه سيتم تخصيص زاوية في المهرجان لرجالات جرش ممن ساهموا في مسيرة الوطن، حيث ستعرض مقتنياتهم التي توثق مراحل الإنجاز والبناء في تاريخ الأردن الحديث.
ومن المرتقب أن تنطلق يوم الأربعاء 23 تموز (يوليو) المقبل، فعاليات الدورة (39) لمهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يستمر حتى 2 آب (أغسطس) المقبل، ويحمل هذا العام شعار “هنا الأردن.. ومجده مستمر”، تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني.
ويقدم المهرجان أكثر من 235 فعالية فنية وثقافية، تشمل حفلات لكبار النجوم الأردنيين والعرب، وعروضا مسرحية، وبرنامجا ثقافيا مميزا ونوعيا، وأمسيات شعرية بمشاركة 140 شاعرا، ومعارض للفنون التشكيلية والحرف اليدوية، إضافة إلى عروض فلكلورية من الأردن، ودولا عربية، وأجنبية، وفقرات مخصصة للعائلة وللأطفال.
وتقام الفعاليات، على المسرح الجنوبي، والمسرح الشمالي، والساحة الرئيسة، ومسرح الصوت والضوء، ومسرح الشباب والإبداع (ارتيمس)، وشارع الأعمدة، وفي عمّان بالمركز الثقافي الملكي، والمدرج الروماني، ومركز الحسين الثقافي، ومركز زها الثقافي، إضافة إلى فعاليات أخرى في عدد من المحافظات.

صابرين الطعيمات/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة