كازاخستان تستعد لاستضافة قمة دول “سيكا”

كازاخستان تستعد لاستضافة قمة دول “سيكا”

وتدعو لتحويلها إلى منظمة دولية كاملة

أستانا – تستعد جمهورية كازاخستان لاستضافة الدورة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا “سيكا” المقرر 12-13 أكتوبر الحالي، بعد 30 عاما من تأسيسه، في الوقت الذي دعت فيه إلى تحويل المؤتمر إلى منظمة إقليمية عالمية لاعتبارات أمنية وسياسية وعسكرية واقتصادية لـ 27 دولة عضو تحتل أكثر من 90٪ من أراضي القارة الآسيوية وتنتج مجتمعة أكثر من 50٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

 

وقد حددت كازخستان أولويات رئاستها في تنفيذ تدابير بناء الثقة في أبعادها الخمسة عبر تحقيق أعلى معدلات التنمية التي تتطلب العمل على تأسيس شراكات قوية تقوم على روح التضامن بين الدول والمجموعات الدولية، بما يعود بالمنفعة على مختلف الشعوب والمجتمعات، حيث تتحدد أهمية أنشطة مؤتمر “سيكا” في خمسة أبعاد أساسية تمثل دليل إجراءات بناء الثقة وهي: المجالين السياسي والعسكري، ومكافحة الأخطار، والتحديات الجديدة والتعاون في المجالات الاقتصادية والبيئية والإنسانية.

 

وتدعو كازاخستان الدول الأعضاء إلى تفعيل إمكاناتها لمواجهة التحديات الإقليمية، وقدمت رؤيتها الخاصة لمعالجة القضايا المشتركة، وبضرورة توحيد الجهود لتحسين كفاءة المؤتمر وقدرته التنافسية الدولية، مما يتطلب تحويله إلى منظمة إقليمية دولية كاملة.

 

وتتركز أولويات رئاسة كازاخستان للمؤتمر خلال 2020-2022، على إضفاء الطابع المؤسسي على “سيكا” وتحويله إلى منظمة دولية كاملة، وتهدف للحفاظ على الاستقرار الإقليمي والعالمي. ومن الإنجازات الرئيسية للمؤتمر خلال رئاسة كازاخستان 2020-2022 تحديث فهرس “سيكا” لتدابير بناء الثقة في عام 2021، وهو الوثيقة الرئيسية لـ CICA للتنفيذ العملي واعتماد المبادئ التوجيهية العامة لإجراء الأحداث المتعلقة بتنفيذ تدابير بناء الثقة.

 

كما تلعب كازاخستان دورًا قياديًا في تطوير البعد العسكري والسياسي لـ “سيكا”، حيث تعتقد بأن خلفية النزاعات المسلحة المنتشرة في جميع أنحاء العالم منذ مطلع القرن، تستوجب تعاونا أكثر إلحاحًا لتعزيز التعاون الأمني ​​وجهود الدبلوماسية بين الدول الآسيوية على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف، وتؤكد على أن تعزيز الشفافية وبناء الثقة في المجالات العسكرية والأمنية بين الدول والمنظمات الدولية أمر بالغ الأهمية للمساعدة في تخفيف حدة التصعيد واستباق حدوث مثل هذه النزاعات في المستقبل.

 

وقد اقترح الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف تحويل مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا “سيكا” إلى منظمة دولية كاملة خلال اجتماعه مع الوفود المشاركة في الاجتماع السادس لوزراء الخارجية، وقال إن “سيكا”، التي بدأتها كازاخستان في عام 1992، قد تحولت إلى منصة قارية ذات تمثيل جغرافي واسع وأجندة شاملة لديها القدرة على توحيد جهود الدول الآسيوية لتعزيز السلام والتعاون والتنمية.

 

وأضاف الرئيس توكاييف:”لقد حددنا عددًا من الأولويات الطموحة التي تهدف إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي – تحويل “سيكا”، إلى منظمة دولية كاملة، حيث يمتلك هذا المؤتمر بالفعل جميع العناصر الضرورية لمنظمة دولية، بما في ذلك الوثائق الأساسية، والهيئات الإدارية والعاملة، وميزانية التشغيل، والأمانة الدائمة، كما ستؤكد هذه الخطوة أيضًا التزام الدول الأعضاء بإنشاء بنية أمنية مشتركة وغير قابلة للتجزئة وشاملة حقًا في أكبر قارة”.

 

وأوضح توكاييف إن أهمية القارة الآسيوية كمساحة جيوسياسية رئيسية آخذة في الازدياد، وقال: “إنني على يقين من أن القرن الحادي والعشرين سينتمي حقًا إلى آسيا إذا استطعنا تطوير نهج موحد وبنّاء حقًا وتحمل قدرًا أكبر من المسؤولية والالتزام، ونعلق آمالنا على “سيكا” باعتبارها المنتدى الوحيد القادر على تشكيل جديد للأمن والتعاون والازدهار الآسيوي في آسيا”.

 

ويؤكد توكاييف على تطوير مقاربات منهجية مشتركة لمكافحة الإرهاب الدولي، ويقول: “إننا ندرس إنشاء مجلس الحكماء، والذي من شأنه تقديم مقترحات للهيئات العاملة في المؤتمر، حيث أن تنفيذ المبادرات من شأنه أن يرتقي بتعاون المؤتمر إلى مستوى جديد ومؤثر وفعال”

 

ومن جانبه قال سعادة السفير ماديار مينيليكوف سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة:” إن المعالم الرئيسية واضحة وقوية لجهود الدول الأعضاء ونجاحات قيادة كازاخستان طوال 30 عامًا منذ إنشاء “سيكا”، وخاصة في قضية الأمن والتعاون الدوليين، والإنجازات الرئيسية وخطط وبرامج وترتيبات ما قبل المؤتمر السادس “سيكا” بعد يومين.

 

وتعد “سيكا” منتدى للحوار والتشاور بشأن قضايا الأمن الإقليمي في آسيا، وهدفها الرئيسي هو تعزيز التعاون من خلال إجراءات بناء الثقة متعددة الأطراف من أجل الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في آسيا، وتعقد قمة رؤساء الدول واجتماع وزراء الخارجية كل أربع سنوات، وتجرى بالتناوب كل عامين وتتولى الدولة التي تنظم قمة رؤساء الدول واجتماع وزراء الخارجية منصب الرئاسة.

 

وتضم المنظمة 27 دولة كأعضاء دائمين وهي: أفغانستان، وأذربيجان، والبحرين، وبنغلاديش، وكمبوديا، والصين، ومصر، والهند، وإيران، والعراق، وإسرائيل، والأردن، وقازاقستان، وجمهورية كوريا، وقيرغيزستان، ومنغوليا، وباكستان، وفلسطين، وقطر، وروسيا، وطاجيكستان، وتايلاند، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، وأوزبكستان، وفيتنام، وسريلانكا.

و13 مراقبا (دولة سيادية أو منظمة دولية) وهي: بيلاروس، وإندونيسيا، واليابان، ولاوس، وماليزيا، والفلبين، وأوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمنظمة الدولية للهجرة، والجامعة العربية، والجمعية البرلمانية للدول الناطقة باللغة التركية.

 

د. عبدالرحيم عبدالواحد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة