كتاب “إضاءات على اكتشافات أثرية حديثة في شمال الاردن” لمؤلفه د. اسماعيل ملحم يُسلط الضوء على اكتشاف ثلاثة نقوش كتابية هامة في موقعي قلعة عجلون و مار الياس في عجلون

سلط الكتاب الذي صدر مؤخراً عن دار الكتاب الثقافي في مدينة اربد لمؤلفه د. اسماعيل ملحم و يحمل عنوان : “إضاءات على اكتشافات أثرية حديثة في شمال الاردن ” الضوء على اكتشافثلاثة نقوش كتابية  في كل من موقعي قلعة عجلون و مار الياس، من خلال الأعمال الأثرية التي نفذتها دائرة الاثار العامة في موسمي ٢٠٢٢م و ٢٠٢٣ م بإشراف د.ملحم خلال عمله السابق مديرا لآثار محافظة عجلون ، و التي كشفت عن معلومات تاريخية هامة تضاف عن تاريخ المنطقة لأول مرة ، منها الكشفعن نقش حجري من العصر الايوبي في قلعة عجلونمن فترة حاكم دمشق الملك المعظم عيسى ابن السلطان العادل الأيوبي، و الذي يشير في نصهإلى إنشاءبركة ماء في سنة ٦١٨ هجرية الموافق ١٢٢١ ميلادية بأمر من هذا الحاكم ، و الذي يعود له الفضل  في توسعة قلعة عجلون في حواليسنة ٦١١ هجرية /١٢١٤ ميلاديةببناء  البرج الجنوبي بها و الذي يشغله حالياً متحف آثار عجلون. و فيما يلي نص النقش :

“بسم الله الرحمن الرحيم، أنشأ عمل هذه البركة المباركة مولانا السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى خلد الله ملكه.شنكيز المعظم. سنة ثماني عشر و ستماية”، و الاسم الاخير (شنكيز) يغلب انه اسم أحد مسؤولي القلعة الذي تم بإشرافه العمل. و تقع هذه البركة المشار إليها في النقش بمحاذاة البرج الجنوبي للقلعة، و هي عبارة عن خزان مياه مسقوف تبلغ أبعاده ٢٢م طولاً و ٢٢م عرضا ً و٩ أمتار ارتفاعا، و يتم فيه تخزين مياه الأمطارالتي تهطل على بناء القلعة و المقدرة بحوالي ٣٠٠٠ متر مكعب . و يُذكر ان هذا النقش الكتابي المكتشف يُعد الأول من نوعه  في الأردن من فترة حكم الملك المعظم عيسى الذي تُنسب له أعمال كثيرة في العمران و الإصلاح الزراعي، كما كان أحد أبرز القادة الأيوبيين في التصدي للحملات الصليبية على المنطقة.

أما النقش الحجري الثاني المكتشف في قلعة عجلو ن فيعود للعصر البيزنطي، و هو من مخلفاتحجارةمبنى دير سابق من العصر البيزنطي كان يقوم على جبل عوف الذي تشغله القلعة، و أعيد استخدام هذا الحجر في العصر الايوبيفي احد جدران القلعة، و تم الكشف عنه في أساس احد جدران القاعة المعروفة بقاعة السيطرة في المستوى الثالث من القلعة، و يتكون النقش من عبارة واحدة مكونة من ثمانية أحرف يونانية و معناها : (طريق المساعد)،وهيإحدى العبارات الدينيةالمستخدمة في الكتابات القديمة في الأديرة.

اما النقش الكتابي الثالث المكتشف، فقد تم العثور عليه في إحدى الارضيات الفسيفسائية في موقع مار الياس،في إحدى الحجرات المجاورة لمعصرة العنب، و الذي كتب باللغة اليونانية، و يشير إلى وجود غرفة لتخزين الطعام ،كما يُشير إلى اسم كاهن الكنيسة و هو (يوحنا). و على الرغم من تعرض الأحرف الدالة على السنة التي كتب فيها النقشللتدمير، الا ان تاريخ هذا النقش يُرجح انه جاء بمرحلة تلت تاريخ تدشين مبنى كنيسة إيليا ( مار الياس)و هي  سنة ٦٢٢ م.

و أضاف د. ملحم أن مثل هذه النقوش الكتابيةالمكتشفةتُعد وثائق تاريخية هامة جداً،و تعزز من معلوماتنا عن تاريخ المنطقة و الأحداث التي مرت عليها و على معالمها الأثرية،و الدور الحضاري الهام الذي قامت به هذه المعالم، كما تضيف قيمة سياحية جاذبة لزوار هذه المواقع.

 

من كتاب “إضاءات على اكتشافات أثرية حديثة في شمال الاردن “

4 تعليقات

  1. د. اسماعيل ملحم يقول

    شكرا للزميل د. محمد ابو عبيلة على ما اضاف من معلومات عن الساقيتين اللتين كان قد انشأهما الملك المعظم عيسى في وسط مدينة عجلون وفقاً لنقوش أخرى. لكن للتوضيح فإنني أوكد ان النقش المكتشف في قلعة عجلون حديثا مهم جداً و هو الأول من نوعه في الاردن الذي يتحدث عن انشاء بركة في القلعة، و هو أول نقش يُكتشف في القلعة يذكر صراحة اسم الملك المعظم عيسى الذي لعب دورا تاريخيا مهما في توسعة القلعة خاصة البرج الجنوبي الذي يعد الأفضل معمارياً فيها، و يؤكد على أن هذه القلعة بنيت بأيدي عربية.
    اما بخصوص شخصية (شنكيز) المذكور اسمه في النقش فلا خلاف في الرأي على انه احد المسؤولين الذي أشرف فيما يبدو على بناء البركة و أنه تابع للملك المعظم عيسى.

  2. د. اسماعيل ملحم يقول

    اشكر الاستاذ كرم سلامة حداد على ملاحظته المهمة، و اتفق معه بخطورة الاعتداء ات التي يتعرض لها موقع ( خربة قابلة) منذ أكثر من ١٨ عام ، حيث أن لصوص الاثار يقومون للأسف بحفريات غير شرعية بين فترة و أخرى في هذا الموقع الأثري الهام و أدت اعمالهم العشوائية إلى الإضرار بالموقع بشكل خطير يستوجب التدخل من الجهات المعنية و من دائرة الآثار العامة لوضع حدٍ لتلك الأعمال و إنقاذ هذا الموقع التاريخي من التدمير ، و استكشاف آثاره، حيث انه يمثل تجمعاً سكنيا كبيراً نسبياً و مزود بمرافق حصاد مياه الأمطار من برك و آبار و أقنية، و مصاطب زراعية، و مقبرة كبيرة تضم مقابر جماعية و فردية، و مجموعة من الكهوف التي استخدمت للسكن او مستودعات ، و تشير الدلال الأثرية إلى أن
    هذا الموقع يعود بصورة أولية للعصور الهلينستية و الرومانية و البيزنطية و الإسلامية المبكرة ، و لا بد من تأمين الموقع بحراسة دائمة، و اتخاذ الإجراءات التي تحول دون سرقته و تدمير ه .

  3. كرم سلامه حداد يقول

    شكرا للدكتور ملحم مدير اثار عجلون الاسبق المحترم على هذا الكتاب والاكتشافات التي اشير اليها في المقال, وشكرا للاستاذ ابا تقي المحترم على نشر ما هو مفيد ورائع عن محافظة عجلون.
    لكن العبث في المواقع الاثرية وتدمير بعض المكتشفات ناتج عن البحث عن الكنوز والاثار التي اصبح يقوم بعا كثيرا من المواطنيين وخاصة في العقود الاخيرة , بدون رقابة وبدون عقوبات رادعة ولم يسلم اي موقع اثري في الاردن من العبث والتخريب ,والامثلة كثيرة, حيث ان احد المواقع في خربة قابلا/منطقة برقش (خربة في اراضي ال حداد)وصلت ايادي العابثين الى حفريات بما بين500-800موقع كما يظهر, رغم ان جزءا من تلك الخربة الاثرية جرى استملاكة قبل سنوات قليلة من دائرة الاثار العامة (40دونم من اصل 120دونم) بسعر الدونم 28ألف دينار للمالكين , ولا يوجد اي حارس على تلك المواقع , ولا زالت العبث قائما لغاية تاريخه,
    الاردن معرض تاريخي وتراثي عالمي فاذا بقيت الامور سايبه فلن تجد موقعا بدون تدمير.

  4. د..محمد ابوعبيله يقول

    يشكر الزميل على هذه الإضاءات وقد أفاد الزميل ( ان نقش المعظم عيس يعتبر الأول في نوعه في الأردن من فترة حكم الملك المعظم عيسى .) انتهى الاقتباس ومن باب الفائده العلميه وبصفتي باحث ومتعمق في البحث والتمحيص بهذه الفتره ومن حصاد سنوات العمل في اثار عجلون باحثا ومتخصصا ومسؤولا لمدة اكثر من خمس وثلاثون عاما فإن الملك المعظم عيس قد أنشأ ساقيتين للمياه عند مسجد عجلون كانتا تجر المياه من خلال قنوات فخاريه إلى المنطقه السكنيه المحيطه بالمسجد من الجهه الجنوبيه والأسواق التجاريه والى الحمام القريب من المسجد والمكتشف عام ١٩٨٠ ويستطيع الباحث الرجوع إلى مجموعه النقوش المعروفه opera Minora للمؤلف ماكس فإن بيرشم والمنشوره في مجلدين بعنوان نقوش سوريا الجنوبيه باللغه الالمانيه ليتعرف على الكتابات التسجيليه لهذا السلطان واضيف للزميل نص النقش رسم بعمارة هذين الدلوين المباركين السلطان الملك شرف الدين المعظم عيس في ولاية محمد بن مازن المعظمي .وكما أود أن أضيف ان الاسم الوارد بنقش بركة القلعه شنكيز لم يكن مسؤولا بالقلعه ولم تكن له أي صفه رسميه الا انه شاد العمائر اي متولي بناء البركه والتي هي بالأصل موجوده لكنه عمل على تسقيفها

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة