كسارات صمد.. مشكلة متفاقمة تؤرق من تبقى في البلدة

إربد – دفع تفاقم مشكلة انتشار الكسارات في بلدة صمد بلواء المزار الشمالي بالعديد من سكانها الى مغادرتها تاركين وراءهم منازلهم وأراضيهم هربا من الأضرار البيئية، فيما آخرون يجهدون للتعايش مع المشكلة وسط استمرار مطالبتهم بضرورة الزام اصحابها بشروط السلامة العامة للتخفيف من الآثار السلبية.
عشرات الشكاوى قدمها السكان لجميع الجهات المعنية على مدار السنوات الماضية، لكن دون استجابة، فيما من المنتظر توسع نشاط تلك الكسارات، بعد إقدام البعض على شراء قطع أراض تمهيدا لإنشاء كسارات جديدة في المنطقة، وفق سكان بالبلدة.
وقال الدكتور مالك البدور من سكان البلدة، إن المنطقة تحولت إلى مقالع وكسارات بعدما كانت مقصدا للمتنزهين في فصل الربيع من أجل قضاء وقت ممتع، مؤكدا أن عشرات المذكرات قدمت للجهات المعنية من اجل نقل تلك الكسارات إلى مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية لكن دون جدوى. وأشار إلى أن عمل الكسارات بات واقع البلدة، وأصبحت قريبة من التجمعات السكانية وبات السكان يتأقلمون معها، إلا أن المطلوب توفير أدنى متطلبات الصحة والسلامة العامة للحد من الآثار السلبية التي تخلفها.
ولفت إلى أن معظم الكسارات لا تلتزم بساعات العمل المقررة، مما يزعج السكان، خاصة فيما يتعلق بعمليات التفجيرات التي تتطلبها طبيعة عمل الكسارات والتي أحدثت تصدعات كبيرة في المنازل.
وأشار المختار نبيل دلوع إلى أن عشرات القلابات المحملة بالرمل أرهقت الشوارع الزراعية غير المهيأة لاستقبال حمولات كبيرة، مؤكداً أن معظم الشوارع الزراعية في البلدة باتت مهترئة لا تصلح لسير المركبات عليها.
وقال إن العديد من السكان في البلدة اضطروا إلى بيع أراضيهم بأسعار متدنية بسبب قربها من الكسارات وهجروا البلدة إلى مناطق اخرى، لافتا إلى أن عدد سكان البلدة الحالي لا يتجاوز ألف نسمة بعد ان اضطر المئات إلى الرحيل عنها.
وأشار إلى أن الغبار المتطاير من الكسارات الحق اضرارا بالأشجار المثمرة خاصة الزيتون، وتسبب بعدم قدرة أصحابها على قطافها، الأمر الذي تسبب بخسائر مادية كبيرة لهم.
وأكد المختار سميح أبو دلو أن التفجيرات القوية في الكسارات تسببت بتصدع العديد من المنازل وأصبحت العديد منها بحاجة إلى إعادة تأهيل، إضافة إلى أن التفجيرات تتم بأوقات مختلفة دون الالتزام بساعة معينة.
وأشار إلى أن العديد من المواطنين وخصوصا القاطنين في البلدة القديمة التراثية اضطروا إلى هجرها بسبب قرب الكسارات من منازلهم، إضافة إلى أن تلك المنازل تراثية وباتت آيلة للسقوط من شدة الانفجارات.
ولفت إلى أن العديد من الأطفال أصيبوا بحالات ربو بسبب الغبار المتطاير وعدم اتخاذ الكسارات وسائل السلامة والصحة العامة، إضافة إلى مشكلة مرور القلابات وتطاير الغبار والحصى منها.
وأكد أبو دلو أن مشكلة الكسارات هي مشكلة قديمة جديدة والسكان باتوا تحت الأمر الواقع بعد استحالة ترحيلها، إلا أن المطلوب من الجهات المعنية إلزامها باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على صحة المواطنين وحماية منازلهم.
ولفت إلى أن العديد من المواطنين اضطروا إلى بيع أراضيهم بأسعار رمزية قريبة من الكسارات ليس حبا في البيع وإنما تفاديا للمخاطر التي أحدثتها تلك الكسارات.
وأوضح أبو دلو أن أصحاب الأراضي القريبة من الكسارات اضطروا لبيعها لأصحاب الكسارات لعدم قدرتهم على بيعها لآخرين، ما منح أصحاب تلك الكسارات فرصة للتوسع في إقامة المحاجر والكسارات.
ودعا أبو دلو إلى وقف امتداد تلك الكسارات إلى الأراضي المجاورة وعدم إعطائهم تراخيص لإنشاء كسارات جديدة في المنطقة وضرورة إلزامهم بتوفير الاشتراطات الصحية كإقامة الأسوار ووضع الفلاتر ورش المياه وغيرها.
بدوره، قال متصرف لواء المزار الشمالي الدكتور عمر الزيود إن لجنة الصحة والسلامة العامة في المحافظة تقوم بشكل دوري بجولات تفتيشية على الكسارات والمقالع الحجرية المنتشرة في المحافظة للتأكد من التزامها بالشروط الصحية.
وأكد الزيود أن المتصرفية لم تتلق أي شكوى خلال الشهور الماضية من المواطنين حول الكسارات المنتشرة في بلدة صمد، مؤكدا انه في حال تسجيل أي شكوى يتم متابعتها بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وفيما يتعلق بالتفجيرات، أكد الزيود أن التفجيرات تتم بأوقات محددة في اليوم وليست بشكل عشوائي وتتم بإشراف من الأجهزة الأمنية وخبراء متفجرات.
وأشار إلى انه تم تركيب مجسات في المناطق القريبة من الكسارات لقياس مدى الضرر وقوة التفجيرات، مؤكدا أن الكسارات تعمل ضمن رخصة قانونية صادرة عن الجهات المعنية.

أحمد التميمي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة