“كورونا” على مشارف الوداع.. وتساؤلات حول مصير اللقاحات

– بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية قرب الاعلان عن انتهاء جائحة كورونا كجائحة، ورفع حالة الطوارئ العالمية، ووقف عمليات التطعيم ضد الفيروس بشكل كامل، ظهرت تساؤلات حول ما إذا كانت وزارة الصحة ما تزال تستورد لقاحات كورونا، وما مقدار الكميات التي يتطلبها الواقع الوبائي في المملكة حاليا؟.
كما يبرز تساؤل حول مجموع ما استورده الاردن من مطاعيم لمواجهة “كوفيد 19” على مدار السنوات الثلاث الماضية، وما الكميات التي جاءت على شكل مساعدات او منح، وما كلفها المالية؟.
وكانت وزارة الصحة بينت سابقا أن هناك انواعا من المطاعيم تحتاج الى اجراءات حفظ على مستوى عال من التبريد، وهو ما يطرح تساؤلا حول ما إذا كانت الوزارة ما تزال تستورد هذه المطاعيم، وهل أتلفت أي كميات منها، وما حجم احتياج المملكة من المطاعيم للعام 2023، وما مقدار ما تم توزيعه من مطاعيم على سكان المملكة في السنوات الثلاث الماضية.
كما كانت وزارة الصحة اعلنت سابقا أن هناك كميات من مطاعيم كورونا ينتهي مفعولها في نهاية العام 2022، فما هو مصير هذه المطاعيم، وما الآليات التي استخدمتها الوزارة للتخلص منها؟
وفي هذا الصدد، أكدت الوزارة على لسان أمينها العام لشؤون الرعاية الصحية والاوبئة الدكتور رائد الشبول، أن تمديد صلاحية المطاعيم منوط بالمؤسسة العامة للغذاء والدواء، لافتا الى ان هناك عملية متكاملة لتسجيل واعتماد المطاعيم وتمديد فترة صلاحيتها، حيث تتم دراسة ملفات المطاعيم من قبل لجان مختصة، وأما في ما يخص ما تجاوز فترة الصلاحية منها فيتم اتلافه من قبل لجان مختصة حسب الأصول.
وأشار الشبول لـ”الغد” إلى أنه لم يتم استيراد مطاعيم جديدة مضادة لفيروس كورونا المستجد في الآونة الأخيرة، حيث تم توريد آخر دفعة في العام 2022، والتي تم التعاقد عليها منذ بداية الجائحة (2020-2021).
واوضح أنه تتوفر لدى الوزارة كافة المستلزمات والأجهزة اللازمة لحفظ المطاعيم، وهذا ينطبق أيضا على المطاعيم التي تحتاج الى ظروف تخزين خاصة، مشددا على أن كمية المطاعيم لم تتجاوز، في أي فترة من الفترات السابقة والحالية، القدرة الاستيعابية لتخزين المطاعيم وحسب الظروف القياسية للحفظ والتخزين الموصى بها من قبل الشركات المصنعة والحاصلة على الموافقة والتسجيل من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء.
وكشف الشبول عن انه لدى الوزارة مخزون كاف من المطاعيم الخاصة بكوفيد 19 يكفي لتلبية احتياجات المملكة، فيما تم إعطاء ما مجموعه 10125648 جرعة من المطاعيم طوال الفترة السابقة.
وبلغ المجموع الإجمالي من الجرعة الأولى نحو 4853088، والجرعة الثانية 4585675، والثالثة 686885.
وحول الكلف المالية للمطاعيم، أشار مصدر مطلع في وزارة الصحة لـ”الغد” أنها بلغت 106 ملايين دينار.
وكانت دراسة تحليلية أجرتها وزارة الصحة، حول الإنفاق المالي على مستشفيات وزارة الصحة للعام 2021، أشارت إلى ان حجم الانفاق على مطاعيم كورونا بلغ نحو 106 ملايين دينار.
وكان كشف مستشار رئاسة الوزراء لشؤون الأوبئة والامراض السارية السابق الدكتور عادل البلبيسي لـ”الغد” أن غالبية مطاعيم كورونا المتوافرة في وزارة الصحة سيكون تاريخ انتهائها مع نهاية العام الحالي.
وأشار البلبيسي إلى عدم الحاجة لشراء مطاعيم، لافتا الى ان مدة الصلاحية تختلف من رقم “تشغيلة” لأخرى، وما سينتهي نهاية العام الحالي هي تشغيلة مطاعيم فايزر، فيما تستمر صلاحية المطعوم الصيني سينوفارم حتى نهاية شهر كانون الأول من العام المقبل 2023.
وبين ان المطاعيم التي تنتهي تتلف وفق آليات وبرامج لدى وزارة الصحة، ومنها الحرق.
وكانت الحكومة سعت الى شمول ما لا يقل عن 70 % من السكان بالمطاعيم، خلال المرحلة الماضية، متجاوزة حالة “العزوف” عن التسجيل للمطعوم في المملكة التي يقطنها نحو 11 مليون شخص.
ولوحظ تردد المواطنين في تلقي المطاعيم، في بداية إعطائها، على غرار سكان العالم كله، غير ان موثوقية اللقاحات عالجت ضعف نسب الاقبال عليها، وكان ذلك من خلال فتح صالات رياضية كمراكز رئيسية للتطعيم، وعدم لجوء الحكومة إلى إجبار الناس على تلقي المطعوم.
وكانت الحكومة حرصت على منح اللقاح في المرحلة الاولى للاجئين السوريين والعراقيين، وأطلقت حملات مكثفة عبر وسائل الإعلام حثت فيها السكّان على تلقي المطعوم.

حنان بشارات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة