كيف تستفيد عجلون من الأعداد غير المسبوقة للزوار؟

مع التزايد الملحوظ بأعداد زوار محافظة عجلون التي توثقها إحصائيات الجهات الرسمية، يكثر الحديث حول كيفية الاستفادة من هذه الأعداد، وإخراجها من دائرة الأرقام إلى الحضور الملموس الذي تنعكس آثاره الإيجابية على أبناء المحافظة.

ويرى خبراء ومستثمرون في القطاع السياحي بعجلون، أن ما تشهده المحافظة من أعداد غير مسبوق للزوار يفرض تحدي توظيف هذه الفرصة لصالح المشاريع المقامة، والتي من المفترض أن ينعكس عليها الحضور العددي، لا أن تبقى الزيارات قصيرة ومحصورة بحدود ضيقه لا تتجاوز زيارة سريعة لموقع أو أكثر من المواقع الأثرية ومن أهمها قلعة عجلون.

ووفق أرقام سياحة عجلون، فقد زار موقع القلعة منذ أول العام قرابة 250 ألف شخص مع توقع أن يصل العدد إلى 400 ألف شخص حتى نهاية الموسم، وهو عدد غير مسبوق.
بموازاة ذلك، فان توقع ما يمكن تسميته بـ “طفرة الأعداد”، ربما يحدثها مشروع التلفريك الذي سجل عدد زوار له وصل إلى قرابة 35 ألف زائر خلال أقل من 3 أسابيع على افتتاحه، وفق أرقام رسمية.
ومنذ أن بدأ الحديث عن قرب افتتاح المشروع باعتباره إضافة نوعية لقطاع الاستثمار السياحي بالمحافظة، والعجلونيون يعلقون آمالهم بأن يحدث المشروع  نقطة تحول في مجال التنمية المنشودة، فيما هذه الآمال مردها الأعداد الكبيرة المتوقع قدومها إلى المحافظة.
في مقابل هذه التطورات، كشفت وزارة السياحية مؤخرا عن عزمها إدراج مشروع التلفريك ضمن وجهات برنامج “أردننا جنة”، ما من شأنه تنظيم عمليات زيارة المشروع عبر مجموعات سياحية وربطها مع مشاريع أخرى.
أصحاب المشاريع السياحية في المحافظة يسودهم التفاؤل بأن يكون الموسم السياحي لهذا العام متميزا ويعود عليهم بالفائدة، لا سيما مع تزايد أعداد الزوار، وإدراج التلفريك ضمن وجهات برنامج “أردنا جنة” .
هذه التطورات التي يصفونها بالمبشرة، خصوصا إذا تضمن البرنامج مبيت الوفود، يعدها أولئك فرصة لتحقيق هوامش ربح جيدة، بحيث تمكنهم من تحسين وتوسيع مشاريعهم، وتجويد خدماتها، إضافة إلى ضمان استمرار العاملين لديها وتوظيف المزيد، بل وتشجيع الآخرين للمزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي.
ويؤكد صاحب أحد المنتجعات السياحية حمزة شويات، أن وضع تلفريك عجلون ضمن وجهات برنامج “أردنا جنة” سيكون له كبير الأثر على المشاريع السياحية القائمة، خصوصا إذا ما تضمن المبيت، وتوزيع “القروبات” السياحية على الفنادق والشاليهات وأماكن النزل والمخيمات التي تقدم خدمات المبيت.
وزاد أن انتعاش الحركة في تلك المشاريع، يعني زيادة مداخيلها، وبالتالي تحسين خدماتها ومرافقها، وضمان ديمومة فرص العمل فيها، وخلق فرص جديدة.
ويشاطره الرأي مالك مخيم راسون السياحي زهير الشرع، والذي يؤكد أن البرنامج سيرفع نسب الإشغال إلى الحدود القصوى، ويقدم قيمة مضافة للمجتمع المحيط بالمشروع، إضافة إلى أنه وفي حال استمراره سيشجع آخرين على الاستثمار في القطاع السياحي، وبالتالي تعزيز فكرة أن تكون المحافظة الوجهة السياحية المفضلة.
ويقول أصحاب مطاعم سياحية أحمد القضاة  وأبو هاشم، إن قدوم السياح على شكل أفواج سيرفع من أعداد الزبائن وينعش الأسواق التجارية في المحافظة، ومعارض المنتجات المحلية قرب التلفريك.
يذكر أن مدير برنامج “أردننا جنة” مساعد الأمين العام لوزارة السياحة هشام الشخاترة، كشف مؤخرا، عن نية الوزارة لإطلاق نسخة جديدة من البرنامج تتضمن برامج ووجهات جديدة خلال الأشهر المقبلة، من بينها تلفريك عجلون، بالإضافة إلى برامج بالشراكة مع المجتمعات المحلية.
وبين أن عدد المشاركين في برنامج “أردننا جنة” للسياحة الداخلية، منذ بداية العام الحالي وحتى الآن، بلغ نحو 72 ألف مشارك، مؤكدا أن الإقبال على البرنامج “مرتفع وبازدياد”.
وأشار إلى وجود قسمين لرحلات البرنامج، الأول رحلات اليوم الواحد، والثاني رحلات المبيت، وكل جزء تساهم الوزارة بدعمه بـ 50 % تقريبا.
على نحو آخر، يعد تنظيم المعارض الشعبية أحد محطات الاستفادة من زوار المحافظة، والتي تمكن العديد من الأسر العجلونية المنتجة بعرض وبيع منتجاتها الى الزوار.
وكانت محطة وصول التلفريك قرب قلعة عجلون قد شهدت فعاليات انطلاق معرض تلفريك عجلون الأول قبل نحو أسبوع بمشاركة عشرات الأسر العجلونية المنتجة، وبحضور غير مسبوق من زوار عجلون.
وافتتحت المدير العام للمناطق التنموية الأردنية المهندسة أروى الحياري الخميس الماضي فعاليات معرض تلفريك عجلون الأول للمنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية بمشاركة 65 أسرة وجمعية.
وقالت المدير العام للمناطق التنموية الأردنية المهندسة أروى الحياري التي افتتحت المعرض، إنه يهدف الى إبراز دور تلفريك عجلون في تحقيق رسالة المناطق التنموية في دعم وتنمية المجتمع المحلي لأبناء المنطقة التنموية في محافظة عجلون وربط التجربة السياحية مع عادات وتقاليد المجتمع الأردني من خلال المنتجات المحلية للمحافظة.
وبينت أن المعرض يهدف أيضا الى إبراز جزء هام من القيم الطبيعية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمع الأردني وتحديدا محافظة عجلون والمساهمة بتمكين المرأة الأردنية من خلال مشاركة نخبة من سيدات عجلون المنتجات والرياديات وإبراز دور المرأة في عجلون في المحافظة على المنتج الوطني وتسويقه بأسلوب حديث وعصري.
وأكد منسق المعرض ورئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة عجلون منذر الزغول أن هذه المبادرة سيكون لها أطيب الأثر على تحفيز الأسر العجلونية على مزيد من العمل والإنجاز واستغلال ميزات المحافظة الفريدة من نوعها إضافة الى أن هذه المعارض تساهم بشكل كبير بتسويق منتجات الأسر العجلونية وفتح آفاق جديدة أمامهم ليتمكنوا من تحسين دخولهم.
الى ذلك، قال مدير سياحة محافظة عجلون محمد الديك، إن قرابة ربع مليون شخص زاروا قلعة عجلون منذ بداية العام الحالي بزيادة نسبتها 65 % مقارنة بالسنوات الماضية، مبينا أن قلعة عجلون استقبلت في شهر أيار (مايو) 2023 أكثر من 90 ألفا.
وتوقع الديك أن يصل عدد زوار القلعة مع نهاية العام إلى 400 ألف زائر، وهو رقم غير مسبوق منذ زهاء عقد، مؤكدا أن محافظة عجلون أصبحت وجهة سياحية مميزة ونقطة جذب سياحي كبيرة للزوار، لا سيما بعد تشغيل التلفريك.
وقال الديك، إن برنامج “أردننا جنة” يساهم بشكل كبير في إنعاش الحركة السياحية في المحافظات، مشيرا إلى أنه قد زار المحافظة من خلال البرنامج حتى الآن زهاء 25 ألف زائر أقلتهم 626 حافلة قادمة من مختلف محافظات المملكة.
وبين أن زهاء 20 منشأة سياحية في المحافظة مدرجة ومشمولة بالبرنامج ما بين منشآت كبرى ومنشأت مجتمعات محلية، لافتا الى أن الوزارة تشجع قيام المشاريع السياحية الصغيرة التي تساهم في توفير فرص العمل والتشغيل وتحسن من مستوى دخول الأسر.
يشار إلى أنه من بين المواقع التي يستهدفها البرنامج محمية غابات عجلون والمنتجعات والمخيمات والمطاعم في مناطق عجلون وكفرنجة واشتفينا ومار الياس وراجب وراسون وعرجان ووادي الطواحين، فضلا عن مسارات البرنامج السياحية.
وزاد الديك أن البرنامج يساهم في إثراء الحركة السياحية وتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال إتاحة الفرصة للزوار للتسوق من منتوجات المحمية والمبيت في أكواخها الخشبية وزيارة أماكن النزل والمنتجعات والمخيمات والمطاعم، والتسوق من المعارض التي تقام في مناطق القلعة ومحطات التلفريك.
وأوضح أن البرنامج يركز على دعم المجتمع المحلي كالجمعيات عبر إدراجها في البرنامج لتكون فاعلة، ويوفر رحلات اليوم الواحد والمبيت لوجهات سياحية عدة، مبينا أن عمليات الحجز لرحلات “أردننا جنة” مدعومة من الوزارة والهيئة بنسبة تتجاوز 50 % كونها تجري من خلال مكاتب السياحة والسفر المدرجة على تطبيق أردننا جنة، ويؤمن مجانا حافلات نقل سياحي مع الأدلاء، وتكون مجهزة وحديثة وتنطلق من محافظات المملكة.
ويهدف برنامج “أردننا جنة” المدعومة رحلاته من وزارة السياحة والآثار والهيئة بنسبة تتجاوز 50 % من كلف الرحلة، وتنفذه المكاتب السياحية ومختلف القطاع السياحي، إلى تحفيز وتنشيط السياحة الداخلية، وتشجيع المواطنين على زيارة العشرات من الوجهات السياحية.
كما يسعى البرنامج، إلى التخفيف من الخسائر التي لحقت بالقطاع السياحي جراء جائحة كورونا، من خلال إشراك المكاتب السياحية في تنظيم وتنفيذ الرحلات، والنقل السياحي وأدلاء السياح والطيران الداخلي، والعديد من المنشآت السياحية كالمطاعم والمخيمات، ومقدمي الخدمة كالرواحل في منطقة البترا وسيارات الدفع الرباعي في وادي رم.
ويؤمن البرنامج المصمم للمواطن الأردني، نقلا مجانيا من خلال حافلات نقل سياحي مجهزة وحديثة تنطلق من محافظات المملكة جميعها نحو الوجهات السياحية الموجودة في البرنامج، وكذلك تخصيص دليل سياحي مرافق لكل حافلة، بالإضافة الى توفير وجبات الطعام.
ويوفر البرنامج خدمات الاطلاع على الوجهات السياحية المشمولة والخدمات المقدمة وأسعار الرحلات، وعمليات الحجز، من خلال تطبيق أردننا جنة “Jannah.jo” على الهواتف الذكية.

 عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة