لا انفراجة في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة نتيجة تعنت الاحتلال ودعم واشنطن

تنتشر قوات الاحتلال بكثافة بساحات المسجد الأقصى المبارك وبأحياء القدس المحتلة لتأمين اقتحام المستوطنين والتضييق على دخول المصلين لباحاته، بينما لا انفراجة حقيقية حتى الآن في مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى بخلاف ما يروجه الاحتلال من أكاذيب مضللة لإبعاد تهمة المماطلة عن سلوكه المتعنت.

وحول الاحتلال المسجد الأقصى أمس إلى ثكنة عسكرية بتشديد اجراءاته العسكرية وتعزيز أعداد عناصره بمحيطه وداخل ساحاته وبأنحاء القدس المحتلة، لتأمين اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين لإحياء اليوم الثاني مما يسمى “عيد المساخر” اليهودي المزعوم.

وشهد المسجد الأقصى ارتفاعا ملحوظا لعدد المستوطنين الذين اقتحموا باحاته من جهة “باب المغاربة”، وصولا للساحات الشرقية والشمالية للمسجد، مع ازدياد أعداد شرطة الاحتلال والضباط المتواجدين في باحات “الأقصى”، والتي أخلت بالقوة الساحة المقابلة للمصلى القبلي، وصحن قبة الصخرة، وأخرجت المصلين في محيط المصلى القبلي من المسجد.
وفتشت قوات الاحتلال المصلين لدى دخولهم المسجد الأقصى، ومن ثم منعت الغالبية من الدخول تزامنا مع اقتحام المستوطنين، فيما تواصل انتشارها على أبواب الاقصى وفي طرقاته، وتقوم بتوقيف الوافدين إليه.
وفي الأثناء؛ لم تحقق مفاوضات وقف إطلاق النار أي انفراجة ملموسة حتى الآن، بسبب التعنت الإسرائيلي، بينما تصر المقاومة الفلسطينية على موقفها الثابت بضرورة وقف عدوان الاحتلال ضد قطاع غزة، وإدخال المساعدات، وعودة النازحين.
ويعتبر ذلك أولويات المقاومة، وفق عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، حسام بدران، إلى جانب خطة إعمار واضحة وليست مقتصرة على الإفراج عن الأسرى كما يروج لها الاحتلال.
وقال بدران، في تصريح له أمس، “نحن نمارس حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال، وتصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، بشأن الوصول لرئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار لا تشغلنا”.
وأكد بأن المقاومة ستواجه الاحتلال حتى تحقق الاستقلال التام، بوصفه حقا للفلسطينيين كفلته كل القوانين الدولية.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت كشف زيف المحتل وحقيقته، أمام الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مضيفا “على نتنياهو أن يصارح شعبه بالخسائر الحقيقة بعدد القتلى والأهداف السياسية الفاشلة”.
وأوضح بدران، أن “القضية ليست مرتبطة بالأسرى وأعدادهم، إنما الإشكالية تكمن في رفض الاحتلال إعطاء أي ضمانات للوسطاء في القضايا الأساسية التي تخص حياة الفلسطينيين في غزة”.
وقال بدران، إن الحركة “تمارس المقاومة والعمل السياسي والتفاوضي للوصول إلى هدف واضح ومحدد متعلق بحاجات ومتطلبات الشعب الفلسطيني عموما وغزة خصوصا”، مشددا على أن “أوراق الوفد المفاوض قوية بصمود الشعب والمقاومة على الأرض، واستمرار الضغط الدولي على “نتنياهو” وحكومته تجعله في موقف ضعف”.
وأكد أن الحركة “تتفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني، ولا تتطرق لأي أمور تخص قيادات حماس”، مشيرا إلى أن “نتنياهو لا يريد الوصول لأي اتفاق، ويخدع شعبه وأهالي الأسرى للتغطية على فشله السياسي والأمني”.
وأوضح بدران، أنه “⁠لا يمكن اعتبار الموقف الأميركي وسيطا، بل هو شريك أساسي وسياسي وعسكري في دعم الاحتلال”، لافتا إلى أن “الإدارة الأمريكية هي سبب أساسي في تعطيل أي اتفاق”.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار الاحتلال اقتحام مجمع الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة، وسط معاناة المرضى والنازحين من غياب الخدمات الصحية، والطعام والمياه، جراء الحصار الذي يفرضه على المستشفى لليوم الثامن على التوالي.
كما يستمر القصف المدفعي والجوي بمحيط المجمع، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات الإسرائيلية، فيما تطالب قوات الاحتلال المتواجدين في المجمع عبر مكبرات الصوت، بالإخلاء الفوري للمكان.
وكانت قوات الاحتلال قد نفذت في وقت سابق، تفجيرات داخل المجمع الطبي، ودمرت وأحرقت عشرات المنازل في محيطه، وتستمر في تنفيذ اعتقالات واسعة وعمليات إعدام بحق نازحين داخل المجمع، منذ اقتحامه قبل 8 أيام.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات الاحتلال المستشفى منذ بداية العدوان على غزة، في 7 تشرين أول (أكتوبر) الماضي، عقب اقتحامه سابقا بعد حصاره مدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية ومولد الكهرباء.
في حين يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة، بارتكاب 11 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية، وصل منها للمستشفيات 107 شهداء و176 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بما يؤدي لارتفاع حصيلة عدوانه إلى 32333 شهيدا و74694 إصابة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
ولفتت “الصحة الفلسطينية” إلى أنه ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة