لقاء حول التعليم العالي في مئوية الدولة الأردنية – منتدى الفكر العربي

عقد منتدى الفكر العربي يوم الأربعاء 03/03/2021، لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي حول التعليم العالي في مئوية الدولة الأردنية، حاضر فيه الوزير الأسبق د.فايز خصاونه الرئيس الأسبق لجامعة اليرموك ورئيس مجلس أمنائها سابقاً، وشارك بالمداخلات في اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د.محمد أبوحمّور، كلٌّ من: د.عدنان بدران رئيس الوزراء الأسبق والمستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها، د.عبدالله عويدات الوزير وعضو في مجلس الأعيان سابقاً، د.إبراهيم بدران وزير التربية والتعليم الأسبق ومستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية، د.اخليف الطراونة الرئيس الأسبق للجامعة الأردنية. وحضر اللقاء مجموعة من القيادات الأكاديمية هم؛ د.أمين المشاقبة الوزير الأسبق وأستاذ السياسة المقارنة في كلية الأمير حسين بن عبدالله الأول بالجامعة الأردنية، د.سلطان العدوان الأمين العام السابق لاتحاد الجامعات العربية، د.زيدان كفافي الرئيس السابق لجامعة اليرموك، د.علي القيسي، د.أحمد العمري، د.نبيل شواقفة،  د.زيد الأسعد.

ناقش المُحاضر د.خصاونه دور الجامعات في إنتاج القيادات الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وبناء قاعدة شعبية عريضة منفتحة على الفكر والثقافة ومتطلعة للحداثة ومتمسكة بالأصول بتوازن مستنير، وقال: إن دور الجامعة لا ينحصر في تطوير المهارات والمعارف التخصصية لدى الطلبة، بل يتعداها إلى تثقيفهم بالثقافات العامة وغرس القيم والمبادئ في وجدانهم.

وأشار د.خصاونه إلى ضرورة مراجعة كليات التربية في الجامعات الأردنية لرؤيتها ورسالتها فضلاً عن برامجها وخططها، حرصاً على دورها في إنتاج المعلم الكفؤ والخريج المتكمن.

ودعا د.خصاونه إلى إعادة هيكلة البحث العلمي ومواءمة مخرجاته مع متطلبات تعزيز الاقتصاد الأردني، وإعطاء الجمعية العلمية الملكية دوراً خاصاً في ذلك المجال لمقاربة دور مجالس البحث الوطنية، وجعلها المؤسسة الوطنية التي تصب فيها كل المساهمات التمويلية لتمويل البحث العلمي في المجالات كافة.

وأكّد المتداخلون ضرورة خفض نسبة الفقر التعلمي من أجل تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وتجنّب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والتي للجامعات دور في مواجهتها ومعالجتها. وأشار بعض المتداخلين إلى ضرورة إجراء إصلاحات للتغلب على تراجع نوعية التعليم نتيجة التوسع الذي حدث فيه، تطوير البحث العلمي وتوطين الباحثين من أجل تحقيق نقلة نوعية من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها، إضافة إلى إيجاد التوافق بين المؤسسات التعليمية بهدف وضع سياسات وطنية فاعلة لتهيئة البيئة التعليمية والتعليم العالي بشكل خاص، للاستجابة إلى متطلبات التنمية المستدامة والتحول إلى مجتمع الإنتاج والاقتصاد المعرفي.

التفاصيل:

بيّن د.فايز خصاونه دور الجامعات في إنتاج القيادات الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى دورها في بناء قاعدة شعبية عريضة منفتحة على الفكر والثقافة ومتطلعة للحداثة ومتمسكة بالأصول بتوازن مستنير، وقال: إن دور الجامعة لا ينحصر في تطوير المهارات والمعارف التخصصية لدى الطلبة، بل يتعداها إلى تثقيفهم بالثقافات العامة والتي منها التأسيس لثقافة الديمقراطية، والتعددية الفكرية، وقواعد المواطنة المتكافئة، وسيادة القانون، واحترام رأي الآخر، وإعلاء الصالح العام فوق الخاص، وغيرها من القيم والمبادئ التي يجب أن تُغرس في وجدان الفئة العمرية التي تلتحق بالجامعات، لأنها الفرصة الأخيرة للتأثير عليهم قبل أن ينخرطوا في الحياة العامة.

وأوضح د.خصاونه حاجتنا اليوم إلى إنشاء كليات وأكاديميات لتدريب نسبة عالية من المعلمين الذين هم على رأس عملهم، إضافة إلى المعلمين الجدد قبل تعيينهم، وهذا مؤشر بليغ على أن كليات التربية في الجامعات الأردنية بحاجة إلى مراجعة رؤيتها ورسالتها فضلاً عن برامجها وخططها، حرصاً على إنتاج المعلم الكفؤ والخريج المتمكن.

ودعا د.خصاونه إلى إعادة هيكلة البحث العلمي بشقّيه النظري والتطبيقي في الأردن، ومواءمة مخرجاته مع متطلبات تعزيز الاقتصاد الأردني، إضافة إلى إعطاء الجمعية العلمية الملكية دوراً خاصاً في ذلك المجال في مقاربة دور مجالس البحث الوطنية وتكليفها بالتركيز على إدارة الجانب التطبيقي والتطويري من البحث العلمي، وجعلها المؤسسة الوطنية التي تصب فيها كل المساهمات التمويلية سواء كانت من القطاع الخاص أو من الخزينة لتمويل البحوث العلمية في جميع العلوم الإنسانية والتربوية والتجريبية والتكنولوجية.

وقال الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د.محمد أبو حمّور في كلمته التقديمية: إن التطورات المتسارعة في التعليم والتكنولوجيا والاقتصاد المعرفي لم تعد منفصلة عن بعضها البعض، ولا يمكن التعامل مع حلقة منها دون الترابط مع الحلقات الأخرى، حيث إنه لا بد من إجراء الإصلاحات للتغلب على تراجع نوعية التعليم نتيجة ما حدث من توسع فيه ، والتركيز على التدريب المتعلق بالمهارات واكتسابها وتطويرها في مختلف مراحل التعليم ومستوياته، مروراً بالربط بين التطوير التكنولوجي والاستثمار والشراكات بين رؤوس الأموال العربية، وقطاع البحث العلمي والأكاديميا. والأهم إيجاد سياسات وطنية فاعلة لتهيئة البيئة التعليمية والتعليم العالي بشكل خاص للاستجابة إلى متطلبات التنمية المستدامة والتحول إلى مجتمع الإنتاج والاقتصاد المعرفي.

وبيّن د.عدنان بدران، المستشار الأعلى لجامعة البترا ومجلس أمنائها، ضرورة خفض نسبة الفقر التعلّمي في الأردن والتي بلغت 52% وفقاً لإحصائيات البنك الدولي عام 2019، باعتبار أن الفقر التعلمي هو عدم قدرة الطالب بعمر العشر سنوات على القراءة. وتكمن أهمية تخفيض هذه النسبة في تفادي ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، والحرص على تخريج أفواج من المبدعين والمبتكرين من ذوي مهارات التفكير الناقد، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجنب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار د.عبدالله عويدات، الأكاديمي والعين السابق، إلى أهمية إيجاد سياسات تعليمية تعمل على تقديم خريجين مهيئين لسوق العمل، إضافة إلى دور الجامعات في بناء المجتمع والفكر الذي يقوده، ومن الجهات المعنيّة بذلك كليات التربية وتدريب المعلمين، ووزارة التربية والتعليم، ومجالس أمناء الجامعات، وهيئة الاعتماد. حيث إن التوافق بينها جميعاً ضروري الآن أكثر من أي وقت مضى بهدف استيعاب أعداد الطلاب المتزايدة في المدارس والجامعات.

وأكّد د.إبراهيم بدران، مستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية، ضرورة تعزيز دور الجامعات في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الوطن، وتغيير النظرة العامة للإداريين والأكاديميين نحو الجامعات، والتوجّه نحو اعتبارها شريكاً حقيقياً في نهضة الدولة، واستغلال رأس المال البشري الذي تنتجه في مساعي التطوير والنمو الاقتصادي.

ومن جهته أوضح د.اخليف الطراونة، الرئيس الأسبق للجامعة الأردنية، ضرورة الاستمرار في تطوير البحث العلمي، وتوطين الباحثين وطلاب الدراسات العليا وعدم تنفيرهم للانتقال إلى خارج البلاد في عملهم البحثي، لما لهم من دور مهم في تحقيق النقلة النوعية من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها، إضافة إلى دورهم في مواجهة قضايا الوطن وعلاجها، والربط بين هذه القضايا وإقصاء الانعزال الذي تتقوقع فيه كل منها.

يذكر أن وقائع هذا اللقاء تبثّ بالصوت والصورة من خلال قناة منتدى الفكر العربي على منصة YouTube، وعلى الموقع الإلكتروني للمنتدى www.atf.org.jo  .

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة