للعام الخامس على التوالي.. مياه سد كفرنجة لا تستخدم للري أو الشرب

 رغم تجميع سد كفرنجة مياه الامطار للعام الخامس على التوالي بكميات جيدة، إلا أن مياهه ما تزال حتى اللحظة غير مستغلة لأغراض الري بشكل مؤثر، أو لأغراض الشرب في محافظة تعاني مناطقها شحا بالمياه، ولا حتى لاستثمارها سياحيا بتشجيع ودعم مشاريع سياحية.
وما يزال سكان في مناطق بمحافظة عجلون يعانون نقصا في مياه الشرب صيفا، وينتظرون تنفيذ دراسات سابقة بضخ كميات من مياه سد كفرنجة إلى محطة تحلية يتم إنشاؤها في منطقة القاعدة بعنجرة ذات الارتفاع، بحيث يمكن توفير مياه الشرب لمناطق واسعة في المحافظة بشكل انسيابي. وفي ذات الوقت، ما يزال السد من دون أدنى دعم رسمي لإيجاد استثمارات سياحية بمحيطة.
وأشار عضو مجلس المحافظة الدكتور محمد نور الصمادي، إلى أهمية استغلال كميات من مياه السد لأغراض الشرب، لافتا إلى أن المجلس عرض في وقت سابق دراسة على الجهات المعنية تتضمن ضخ كميات من مياه السد إلى محطة تحلية، بحيث يتم إنشاؤها بمنطقة مثلث القاعدة ذات الارتفاع، ما سيوفر كميات من المياه المخصصة لأغراض الشرب، والتي بمقدورها تجاوز أزمات مياه الشرب خلال الصيف بمناطق كبرى من المحافظة كمناطق عجلون وعنجرة وعين جنا وعين البستان.
وأعرب الصمادي عن أمله بسرعة تنفيذ مشاريع لاستغلال كميات تلك المياه لأغراض الشرب، مشيرا إلى أن مجلس المحافظة وقع منذ عامين اتفاقية تمويل مع USAD بقيمة حوالي 10 ملايين دولار، لإنشاء مشروع لاستغلال مياه السد بمعدل 350 مترا بالساعة لغايات استخدامها لأغراض الشرب، داعيا الجهات المعنية، إلى سرعة إنجاز مثل هذا المشروع على أرض الواقع، والذي سيسهم بتأمين مياه الشرب لمناطق ومدن عديدة تعاني نقص المياه صيفا.
ويتساءل ابو عدي العنانبة عن أهمية السد وجدواه للمحافظة عامة وللواء كفرنجة خاصة، بعد عقود من مطالبة أبناء المحافظة بإنشائه، مؤكدا ان سد كفرنجة، ورغم تجميعه لكميات جيدة من المياه، إلا أن مياهه ما تزال حتى اللحظة غير مستغلة لأغراض الري بشكل مؤثر، أو لأغراض الشرب في محافظة تعاني مناطقها شحا بالمياه، ولا حتى لاستثماره سياحيا بتشجيع ودعم مشاريع سياحية.
ويؤكد المزارع محمد الرشايدة، أنه لا يمكن الاستفادة من مياه السد خلال الصيف في ري مزروعاته في أرضه التي لا تبعد عن السد سوى مئات الأمتار، متسائلا عن جدواه لمحافظة عجلون، لاسيما وأنه لا يروي حاليا أي أراض زراعية تتبع لها، ولم تستغل مياهه بعد لأغراض الشرب.
وطالب باستغلاله لري آلاف الدونمات من الأراضي في لواء كفرنجة، وذلك بتزويده بمضخات لإعادة إسالة مياهه في وادي كفرنجة، وأخرى لنقل المياه إلى محطة تحلية تقام بمنطقة مثلث القاعدة لأغراض الشرب.
ويؤكد جمال خطاطبة، أن المياه المتجمعة بالسد لا يمكن الاستفادة منها لأغراض الري في أراض لا تبعد عن السد سوى مئات الأمتار أو كيلومترات قليلة، لافتا إلى أن توفير مضخات في السد لأغراض الري من شأنه أن يسهم في إنعاش آلاف الدونمات الزراعية القريبة من السد.
وأكد أن المزارعين يعانون خلال الصيف من شح مياه الري بسبب تراجع منسوب وادي كفرنجة وعدم قدرته على تزويد عشرات المزارع المنتشرة عليه.
بذكر أنه تم إنشاء خط ناقل بطول 6 كم لتزويد مناطق زراعية في منطقة الأغوار بشكل انسيابي بكميات من مياه السد لاستغلالها للري.
ويؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس رائد الشرمان، أهمية توفير مضخات في السد في إنعاش مختلف الزراعات في مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، مؤكدا أن ضخ كميات مناسبة من حصاد السد سيزيد من إنتاجية أشجار الزيتون التي تعاني العطش صيفا ويسمح للمزارعين بإقامة بيوت بلاستيكية، وزراعة مساحات كبيرة بالأشجار المثمرة والخضراوات.
وبين أن المديرية عملت على تحريج المساحات الخالية بمحيط السد، مؤكدا أن هذه الخطوة ستساهم مستقبلا في تنشيط حركة التنزه في الموقع.
وأكد الشرمان، أن نسبة سقوط الأمطار في محافظة عجلون لغاية الآن تجاوزت في أغلب المناطق الـ85 % من المعدل العام، مؤكدا أنها نسبة مرتفعة، ووفرت كميات تجميعية كبيرة في السد، لاسيما مع غزارة تساقط مياه الأمطار والثلوج الأخيرة ما ساهم بتنفجر كافة ينابيع المياه المعروفة في محافظة عجلون وتدفقها بغزارة كبيرة.
وتقدر مصادر في إدارة السد، بأن كميات المياه التي تم تخزينها الموسم الحالي تقدر بزهاء مليون متر مكعب، لتبلغ الكميات المتجمعة داخل السد ما يزيد على 4 ملايين متر مكعب، من طاقته البالغة( 7.8) مليون م3، مؤكدة أن الموسم المطري ساهم بتحسين الواقع المائي والزراعي، خاصة وان الأمطار الأخيرة وفرت كميات مياه إضافية وحسنت من نوعية المياه المخزنة في السد وتغذية المياه الجوفية.
إلى ذلك، أكدت مصادر في إدارة مياه المحافظة، أن إنشاء محطة تحلية في منطقة القاعدة، وضخ المياه إليها من سد كفرنجة عبر خط ناقل سيوفر للمحافظة كميات كافية من مياه الشرب، بحيث يمكن لها تزويد عدة مدن كبيرة بحاجتها كاملة من دون الحاجة لتزويدها من المصادر الداخلية التي تتراجع طاقتها الانتاجية خلال الصيف، مؤكدة ان هذه الخطوة ستنهي مشكلة مياه الشرب في المحافظة، لكنها تحتاج الى تمويل غير متوفر حاليا بسبب تداعيات جائحة كورونا على الموازنة العامة للدولة.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة